مع بدء شهر أغسطس، ينطلق العدّ التنازلي حتى العاشر منه الموعد المرتقب ان يحدّده رئيس الحكومة تمام سلام لإنتخاب مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية وهي المحطة التي يؤمل أن تلمّ شمل الطائفة بعد نحو 3 سنوات من الخلاف بين المفتي الحالي محمد رشيد قباني والبيئة السنية في لبنان وقيادتها السياسية على خلفية شؤون سياسية (الموقف من الثورة السورية والعلاقة مع «حزب الله») وأخرى تنظيمية.وفيما كان رشح عن الفريق المعارض لقباني دعمه وصول رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان إلى كرسي الإفتاء، تتحدّث معلومات صحافية عن اتجاه إلى فوز دريان بالتزكية بعد تحقُّق الإجماع حوله وموافقة فريق قباني عليه وذلك بعدما كان المفتي وجّه عبر رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة دعوة لانتخاب مفت جديد في 31 اغسطس الجاري، وذلك بناء على التعديلات التي كان أدخلها أخيراً المجلس الشرعي (موالي لقباني ومطعون في شرعيته) على أعضاء هيئة مكتب الانتخاب التي وسّعها إلى أكثر من 4000 عضو مع أنه يتشكّل حالياً من 106 أعضاء، وهي التعديلات التي طعن بها مجلس شورى الدولة.وكشف الامين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط في حديث لـ «الراي»، أمس، أن «رئيس الحكومة تمام سلام سيمارس حقه في الدعوة إلى انتخاب مفت جديد للجمهورية اللبنانية مع بداية هذا الشهر»، متوقعاً أن يتم ذلك اليوم أو غداً «بعدما تمنى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (المناوىء لقباني) برئاسة نائب الرئيس الوزير السابق عمر مسقاوي على دولة الرئيس أن يدعو إلى انتخاب مفت جديد للجمهورية واستجاب مشكورا الرئيس سلام».وأضاف: «المعلومات المتوفرة لدي أن الرئيس سيدعو خلال الأيام القليلة لهذه الإنتخابات التي ستكون في العاشر من أغسطس. وبإذن الله في هذا التاريخ سيكون لدينا مفت جديد منتخب».وعما إذا سيكون المفتي الجديد منتخبا أم فائزاً بالتزكية، قال: «من الناحية الدستورية يُنتخب، أما عندما يكون هناك إجماع بين الهيئة الناخبة ولا يكون هناك مرشح آخر فحكماً سيكون المفتي بالتزكية، وهذا الأمر هو المرجح والتوجه العام»، لافتا إلى أن «كل المؤشرات والتوافقات والإتصالات تؤكد أن القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان سيكون مفتي الجمهورية بالتزكية».وعن السبب الذي حدا بفريق المفتي قباني للقبول بدريان مفتياً جديداً، أجاب: «فريق المفتي قباني ليس له حق التقرير وليس له حق الدعوة للإنتخاب، وليس له حق وضع «فيتو» على أي شخص ممكن أن يكون مفت للجمهورية»، مشيرا إلى أن «الأكثرية المطلقة للهيئة الناخبة (المؤلفة من رئيس مجلس الوزراء، رؤساء الحكومات السابقين، الوزراء الحاليين والنواب المسلمين الحاليين، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، قضاة الشرع السابقين والحاليين ومفتي المناطق)، هي خارج فريق المفتي قباني ولا يؤيّدونه، بل وقّعوا عريضة قبل عام مطالبين رئيس مجلس الوزراء العمل على عزله».تابع: «هذا يعني أن غالبية المجموعة الموجودة حول المفتي قباني هي مسيّرة ومنتفعة ليس لها أي صوت انتخابي، ومن مصلحتها أن يكون المفتي جزء من محور لا يخدم المصلحة الإسلامية العامة في لبنان، وإنما يمكن أن يخدم أهداف شخصية لهذه الفئة أو تلك من الذين هم الآن يتحلّقون حول المفتي قباني. ولو كانت هذه المجموعات تملك الأصوات المقررة في الانتخابات فهي حكماً لن توافق على القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، وإنما كانت ستعمل لمصلحة بعض الأشخاص الذين يُعتبرون جزءاً من المسيرة السياسية أو من المحور الإقليمي الذي يتعاون المفتي قباني معه الآن والذي ليس هناك توافق بينه وبين أكثرية المسلمين في لبنان وقياداتهم، ولا سيما المسلمين من أهل السنّة والجماعة».وإذ شدد على أن فريق المفتي قباني «لا يملك الصوت الإنتخابي، بل القدرة على الشغب والعمل على إفتعال المشاكل»، قال: «كان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة الوزير السابق مسقاوي وقبله الرؤساء تمام سلام وسعد الحريري وفؤاد السنيورة وبقية الرؤساء حريصين على أن يمرّ هذا الإستحقاق بلا أي مشكلة تؤدي إلى أي خلل أمني أو إساءة لأي طرف من الأطراف»، موضحاً أن «هذا ما كان يؤجل أو يؤخر حسم إنتخاب مفتي الجمهورية». وأكد أن «لا شرط لأحد على المفتي الجديد مطلقاً».
خارجيات
عريمط لـ «الراي»: الشيخ دريان سيكون مفتي الجمهورية اللبنانية
11:19 ص