بملابس جديدة يحلمون، بالعيدية يفكرون، والمراجيح يترقبون، كيف لا والعيد على الأبواب يخبّئ لهم أجمل الأيام؟ إنها أحلام الصغار بالعيد، ولكن للكبار أيضاً نصيبهم من هذه الأحلام، فمَن قال إنهم لا ينتظرون الأعياد، خصوصاً الفطر الذي يهلّ بعد ثلاثين يوماً من الصوم؟ولأنّ العيد من أهمّ المناسبات الاجتماعية التي تجمع العائلة، إذ إنه فرصة لزيارة الأهل والأقارب، فمن الضروري معرفة الخطوات التي يجب اتباعها خلاله، كي لا نحيد عن اللباقة.خبيرة البروتوكول والإتيكيت اللبنانية إيميه سكّر تنصح عبر «الراي» ببعض الخطوات التي من شأنها تفادي أي إحراجات أو خروج على أدبيات السلوك في تهاني العيد.وتبدأ سكّر بالحديث عن العيد ورمزيته وتقول: «لا شك أن العيد مرتبط بفكرة تقديم العيدية للأطفال، سواء كانت مالاً أم هدية، فلا زلنا نذكر أفضل العيديات التي حصلنا عليها من الأهل والأقارب، وكيف ادخرناها لنشتري بها ما يحلو لنا، فقد كانت مصدر بهجتنا وسعادتنا. وإذا كان مال العيدية يقدمه المقربون من العائلة كالجد والجدة والعمات والخالات، حسب قدرة كل منهم المادية، إلا أن من الضروري أن يخبر الأهل أطفالهم أن العيدية شيء غير أساسي، حتى لا يسبب ذلك حرجاً للضيوف أو ضيقاً للطفل، أما إذا رغب أحدهم بجلب هدية بدل العيدية، عندها يجب أن يأخذ في الاعتبار ألا تصدر أصواتاً مزعجة أو ألا تؤدي إلى أذية الطفل».وتتطرقّ سكر إلى أهمية «الزيارات بموعد» وتؤكد «أن عادات العيد كثيرة، منها تهيئة المنزل لاستقبال المهنئين. ولا بد ألا ننسى أخذ موعد مسبق للزيارات، فقد يكون المضيف غير مستعدّ أو ينوي الخروج بدوره»، وتضيف: «لا يجوز التأخر عن الموعد أو القيام بزيارات مفاجئة، وإذا كان يفترض أن نبدأ بزيارة الأقارب الأكبر سناً فإن الزيارات الصباحية غير محبذة ويُفضل تأجيلها إلى ما بعد الظهر، كما يجب مراعاة ألا تتعدى مدة الزيارة ساعة، إلا إذا أصرّ المضيف، فعندها تجب مكارمته بوقت إضافي لا يتعدى ربع ساعة».وتضيف: «من الأمور المعيبة هذه الأيام، هو تمضية نصف الزيارة ونحن ننظر إلى هاتفنا، نراسل أكثر مما نتحدث مع الآخرين. وإذا رنّ الهاتف أثناء وجود الضيوف يجب استئذانهم بلباقة للرد على المكالمة مع جعل المحادثة قصيرة أياً تكن الأسباب، أما النظر إلى الساعة أثناء وجودهم فهذا معناه أن المضيف يريد إنهاء الزيارة سريعاً، لذلك يجب الانتباه إلى التصرفات كما إلى طريقة الجلوس التي تكفل الجاذبية والوقار، مع توزيع الاهتمام على الضيوف من خلال الحديث معهم بالتساوي حتى لا يشعر أحد أنه مُهمَل».وعن إتيكيت هدايا الكبار، تقول: «من المحبب إحضار هدية إلى المضيف حتى وإن كانت بسيطة ورمزية كباقة من الزهور أو الحلوى تعكس ذوقنا وتعبّر عن حبنا وودّنا. أما حين نتلقى هدية، فيجب إظهار سرورنا مع بعض الحماسة بها حتى وإن لم تعجبنا، فمن المعيب أن تبدو الخيبة أو عدم الرضى على وجهنا. الهدية التي نقوم بتقديمها يجب أن تكون جديدة لا أن نكون تلقيناها في وقتٍ سابق ولم تعجبنا. الكثير من الأشخاص يقدمون على هذا الفعل غير المرحّب به ولا سيما عند وجود صلة بين مَن أهدانا إياها وبين مَن نقدمها له، إذ من المحتمل أنه على دراية بذلك وسيأخذ صورة غير لائقة عنا».وتضيف: «على الخطيب أن يبتعد عن تقديم الهدايا المنزلية التي ستوضع في منزل الزوجية إلى خطيبته، ومن الممكن أن يقدّم لها عطراً أو حلياً من الذهب أو ساعة، كذلك الأمر بالنسبة إلى الزوج، فيجب ألا ينسى تقديم هديّة لزوجته حتى وإن كانت بسيطة ورمزية».وعن إمكان الاكتفاء بالتهاني عبر رسائل نصية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرت سكّر أن «ذلك لا يخرج عن اللياقة، ولا سيما إذا كان المرسل له يسكن في منطقة بعيدة أو في بلد آخر، رغم أنه يُفضل الحديث معه هاتفياً وعدم اقتصار الأمر على الرسائل النصية».إتيكيت تقديم الحلويات فى العيد يختلف من سيدة إلى أخرى، فلكل ربة منزل لمسة جمالية تعبّر عن ذوقها الخاص، وتتنوع طرق التقديم بين وضع كل نوع من الحلويات بشكل منفرد في طبق خاص ووضعها على الطاولة وبجانبها أطباق صغيرة ليأخذ الضيف ما يفضله من هذه الأطباق، كما يمكن وضع تشكيلة من الحلويات في صحن الضيف وتقديمه له.وعن العادة التي اشتهر بها الضيوف في العيد وهي أخذ قطعة الحلوى أو الشوكولا معهم، اعتبرت سكّر أن «ذلك ممكن والأمر يتوقف على الأشخاص الذين نقوم بزيارتهم وهل نحن مقرّبون منهم، فإذا كانت الزيارة رسمية لأشخاص لا تربطنا بهم علاقة قوية عندها يُفضل أن نأكل الحلويات في منزلهم وعدم وضعها في حقيبتنا. وفي ما يتعلق بالمشروبات يجب عدم ألا يفرض الزائر على صاحب المنزل نوعاً معيناً من الشراب قد لا يتوافر لديه ما يسبب له الإحراج، بل يُفضل الالتزام بما يقدمه المضيف».وتضيف في مجال آخر: «لدى دعوة ضيوف على الغداء أو العشاء، يجب أن نراعي توافر الانسجام بين المدعوين، وعدم تركهم بمفردهم والانشغال بإعداد الأطباق التي ينبغي إعدادها مسبقاً. ومن ناحية الضيوف، لا بد من استقبال الدعوة بالشكر والترحاب ولكن باعتدال من دون لهفة أو تكبُّر».