بعد مقال المولدات «المضروبة».. طلب مني زميل عرض دراسة كنت تحدثت عنها في محاضرة قبل أشهر.قوفي وجونز يعملان في كلية لندن لإدارة الأعمال التي تعتبر في المرتبة الأولى بين كليات إدارة الأعمال على مستوى العالم!في بحث لهما مبني على «وسائل الإقناع» للفيلسوف اليوناني سقراط خلص إلى ان القيادي المؤثر (الجيد) هو من يملك القدرة على الإقناع، ولهم بحث آخر حول صفات القيادة يؤكد بأن القيادي الناجح هو من يعترف بنقاط الضعف لديه!طبعا يطلق على القيادي المسؤول عن مؤسسة ويجلس على كرسي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب? الرئيس التنفيذي/المدير العام? الوزير/الوكيل/الوكيل المساعد ويملك الرؤية وسلطة اتخاذ القرار... ولا يوجد قيادي «كامل/مثالي» وإلا لما كان يتبعه الكثير من مديرين تنفيذيين ومسؤولين وعاملين!واعتراف القيادي بضعفه دليل على كمال القيم الأخلاقية لديه ومتى ما شعر بأنه لا يستطيع تنفيذ قراراته الإصلاحية توجب عليه أخلاقيات المهنة أن يترك المنصب!هناك صفات معينة يجب أن تتوافر في المرشح للمنصب القيادي (محاور ومستمع جيد? صاحب قرار? نزيه/أمين? رشيد ومحقق للنتائج... إلخ) والأهم ان لديه القدرة في تحديد نقاط الضعف كي يستعين بالكفاءة لتكون قراراته مبنية على أسس احترافية!أحد الزملاء من القياديين طلب مني الحضور للحديث حول القيادة وطريقة تنفيذ ومراقبة المشاريع وعند الحضور طلب مني الجلوس للاستماع وإبداء الرأي بقيادييه!جلست واستمعت ودونت الملاحظات وبعد قرابة الساعة طلب قيادييه ووجه الملاحظات ولم يجد الرد الشافي!هذه المعضلة التي نعاني منها في الكويت... مشاريع تنفذ ولا توجد رقابة على تنفيذها، ولأن ما ذكره البروفيسور قوفي وزميله البروفيسور جونز و «وسائل الإقناع» التي ذكرها الفيلسوف أرسطو المؤدي إلى الاستدلال البرهاني والاستنباطي غير متبع... ضاعت المشاريع في القطاعين العام والخاص!هذا ونحن قوم مسلمون بالفطرة وقد جاء في الآية 78 من سورة هود «أليس منكم رجل رشيد»، وهنا يتضح لدينا الدليل بوجوب عامل «الرشد» كي نتفكر في مستوى قياديينا!لو أن كل قيادي أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين الـــ «صح» لما وصلنا إلى حالة الفساد الميؤوس من علاجها من فساد في الذمة والأخلاق، وهو ما أكدته بعض التقارير منها منظمة الشفافية العالمية وأبحاث كثيرة بعضها كتب من قبل أساتذة أفاضل لم يستأنس برأيهم إلى هذه اللحظة إلا ما ندر!إذا، نحن بصدد إبراز الأهمية القصوى لتوفير نموذج «التكامل القيادي» بمعنى إن كل قيادي بعد توفر الصفات الرئيسية للقيادي فيه? تستدعي ضرورة المنصب وإنعكاسات أي قرار يتخذه أن يختار من يسد النقص لديه!ومن هذا المنطلق وبعد أن ذكرنا الكثير عن الفكر الإستراتيجي و«تدني» المستوى القيادي? عرضت هذا من باب التوضيح لعل وعسى أن يجد «رجل رشيد» من قياديينا ضالته ويعترف بالقصور ويبادر من تلقاء نفسه بالبحث عن الكفاءات التي قذفتها عجلة الواسطة والمحسوبية ونظرية «هذا ولدنا» بعيدا عن محيط متخذي القرار... والله المستعان!Twitter : @Terki_ALazmiterki.alazmi@gmail.com
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
التكامل القيادي!
06:30 ص