قالت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون، إنها «نشأت في أسرة مناهضة للصهيونية ترفض التفريط في التراث اليهودي ونقله لإسرائيل، وتبذل قصارى جهدها للمحافظة على ما تبقى من التراث اليهودي في مصر».وأكدت في حوار مع «الراي» اعتراضها على العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، رافضة في الوقت نفسه العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين.وتفخر هارون بأن منزلها مجمع للأديان فزوجها مسيحي وإحدى بناتها مسلمة والأخرى مسيحية. وأشادت بشيخ الأزهر أحمد الطيب، وقالت إنه «رمز للإسلام الوسطي المعتدل والمستنير».وفي ما يلي نص الحوار:• كيف ترين الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة؟- أرفض هذه الاعتداءات، ودائما ما قلنا أننا نرفض أي اعتداءات على الفلسطينيين في أي وقت، وتحت أي سبب، كما أننا نرفض أيضا الاعتداءات على الإسرائيليين.• كيف كان التعامل بينك وبين جماعة «الإخوان» في فترة حكمهم مصر؟- لم أفكر في مغادرة مصر سوى في حكم الإخوان بسبب المهاترات الفكرية التي كانت تصدر عن الكثير من أتباعهم كل يوم. فقد خشيت على نفسي وعلى أبنائي، وتوقعت أن يحاصروا المعبد اليهودي مثلما جرى للكنيسة الكاتدرائية، وابنتي رغم كونها مسلمة فإنها غير محجبة وكنت أطالبها دوما بعدم الخوف من تهديد الإسلاميين، وألا تفعل سوى ما تؤمن به، وبعدما اقتربت من قرار الرحيل فاجأني الشعب المصري بإرادته في الثلاثين من يونيو، وانتصر على المتطرفين فكريا وعادت مصر لأهلها.• هل عادت لديكم الثقة بعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي؟- الرئيس السيسي نموذج للفكر المتحضر والعصري الذي يجيد التعامل مع القضايا السياسية، لذلك استطاع كسب ثقة المصريين، وتشكيك الإخوان في وطنية النظام المصري الحالي غير حقيقية ولا منصفة، فمن المستحيل أن يتفق المصريون على نظام لا يرضيهم أو يحقق مطالبهم، وعلى الإخوان أن يراجعوا عقائدهم السياسية حتى لا يفقدوا كل شيء مرة واحدة، ويعلموا أنهم لن يستطيعوا فصل الجيش عن الشعب. فلا يخلو منزل مصري من ضابط سواء كان جيشا أو شرطة، وهذا نموذج موجود في أغلب دول العالم بما فيها أميركا وروسيا فرؤساؤهم دائما من مرجعيات عسكرية.• من أكثر رؤساء مصر كان على تواصل بالطائفة اليهودية؟- الرئيس الراحل محمد نجيب أولى اهتماما بالطائفة اليهودية رغم قصر مدته، ومن محبة يهود مصر لنجيب هناك صورة لمحمد نجيب والحاخام الأكبر موجودة في المعبد في شارع عدلي، ومن عناية الرئيس نجيب باليهود المصريين أنه طلب من المخابز توفير نوع معين من الخبز للاحتفال في عيد الفصح.• هل فكرت في زيارة رسمية لمشيخة الأزهر؟- شيخ الأزهر رمز للإسلام الوسطي المعتدل المستنير والطائفة اليهودية في القاهرة تعرف قدر شيخ الأزهر ومقداره، وأتمنى أن ألتقي شيخ الأزهر رجل الفكر الوسطي المعتدل الذي استطاع الصمود في مواجهة العدوان الفكري الذي يقوده الإخوان والسلفيون، وانتصر للحرية والمبادئ الإنسانية التي رسمها الإسلام.• كيف تم اختيارك كرئيسة للطائفة اليهودية؟- ترشيحي كرئيسة للطائفة اليهودية في مصر نتيجة للجهود الفاعلة والعلاقات المتميزة مع العديد من فصائل المجتمع المصري، إضافة إلى أنني أصغر أعضاء الطائفة اليهودية سنا، ولهذا تم ترشيحي لرئاستها، وتم ترشيح شقيقتي نائبة للرئيس، ورغم أن أعمارنا تزيد على الستين لكننا الأصغر من وجهة نظر الطائفة التي يزيد متوسط أعمار أعضائها على الـ 80 عاما.• ما أدواتك التي استطعت من خلالها العيش في مصر رغم الموقف الشعبي الرافض لكل ما ينتمي إلى الديانة اليهودية بسبب الممارسات الإسرائيلية؟- تعلمت من والدي معنى الإنسانية وحب الإنسان بغض النظر عن دينه وانتمائه، وكان لميول والدي اليسارية تأثير كبير على نشأتي، فقد كان والدي يصطحبني إلى سينما أوديون لأنها كانت تعرض أفلاما روسية مثل فيلم الحرب والسلام وكان يحدثني عن حرب فيتنام، وكان انتماؤه لمصر بلا حدود إلى درجة رفضه الرحيل عنها، وفي حرب 67 أرسل خطابا لعبدالناصر يطالب أن يشارك في الحرب ضد إسرائيل.• ما سر احتفاظك بصورة قطاوي باشا داخل مكتبك في المعبد اليهودي؟- يوسف أصلان قطاوي باشا شخصية مهمة وكان وزيرا قبل ثورة يوليو 1952 وربما لا يتذكر مصري الآن أن هناك يهوديا اسمه يوسف قطاوي، عين وزيرا للمالية في وزارة زيوار باشا العام 1924، ثم أصبح وزيرا للمواصلات، وانتخب عضوا بمجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، وعضوا بمجلس الشيوخ، واشترك بالتعاون مع طلعت حرب ويوسف شيكوريل في تأسيس بنك مصر ووجود صورة له هنا لأنه هو من قام ببناء المعبد اليهودي بشارع عدلي، وعندما توليت أمور الطائفة وجدت هذه الصورة داخل المعبد، فقمت بنقلها لمكتبي لأنه من المعروف أن المعابد مثل المساجد هي دور للعبادة فلا يجوز وضع صور داخلها.• هل هناك حصر لعدد اليهود بمصر؟- اليهود في مصر عشرات، جميعهم يقيمون في القاهرة وشخص واحد في الإسكندرية، ولا يقيم اليهود المصريون بسبب مخاوفهم من الاعتداء عليهم بالقتل، علما بأن عدد اليهود في مصر قبل حرب 1967 كان قرابة 70 ألف يهودي، رحلوا خلال تلك الفترة، فالطائفة اليهودية في مصر تعاني مخاطر الانقراض.فالعديد من نساء اليهود تزوجن بمسلمين، وبعضهن تزوجن بمسيحيين وبعضهن لم ينجب، فلا يوجد نسل يهودي في مصر حاليا، والوحيدة التي نسلها يهودي كانت والدتي وأنجبتني أنا وأختي نادية، وعندما وصلت إلى سن الزواج كنت أريد الزواج من مصري مسلم بأي طريقة لأنني كنت أريد عائلة ويكون لبناتي أعمام وأولاد عم، ولم أسع للزواج من يهودي حتى لا تحدث معاناة لبناتي كما حدث معي.
خارجيات - مصريات
مقابلة / رئيسة الطائفة اليهودية في مصر دانت العمليات الإسرائيلية على غزة
هارون لـ «الراي»: لم أفكر في مغادرة مصر إلا في عهد «الإخوان»
ماجدة هارون
12:24 م