النائب الدكتور محمد الهطلاني يقود تحركاً نيابياً في شأن قانون زيادة الـ50 ديناراً الذي أقره مجلس الأمة أخيراً، وذلك لمخالفته الدستورية للمادة 7 من الدستور التي نصت على وجوب مبدأ العدل والمساواة بين المواطنين، وهو ما خالفه القانون سالف الذكر لتحديده سقف أعلى للراتب 1000 دينار.هذا التحرك ينوي فتح سقف استحقاق الزيادة من دون تحديد لسقف الراتب لبسط مبدأ العدل والمساواة وتبع هذا التحرك النيابي استعداد المحاميين شريان الشريان وحمود الردعان للطعن أمام المحكمة الدستورية في شأن قانون الـ 50 ديناراً الذي يناقض الدستور بسبب تحديده فئة معينة من دون أن يشمل المواطنين كافة.نذكر الدكتور الهطلاني والمحاميين الشريان والردعان بسابقة قانون دعم العمالة الوطنية في القطاع الخاص الذي أقر في البداية بسقف أعلى 1000 دينار، وبعد عام من التطبيق تم التعديل عليه بفتح السقف ليشمل جميع العاملين في القطاع الخاص من دون تحديد سقف أعلى للراتب... وهذه العدالة والمساواة التي يتطلع إليها الجميع.يقول النائب مسلم البراك إن الوزراء لا يقرأون، ونريد على هذا القول: «لا ولا يراجعون بعناية» ما يتوجب مراعاته عند إقرار القوانين من الناحية الدستورية، رغم أن الساحة قد شهدت حادثة حصلت بعد إقرار قانون دعم العمالة الوطنية، وهي كافية لفتح سقف استحقاق الزيادة من تلقاء نفسها قبل أن يصدر الحكم من المحكمة الدستورية.الزيادة دفع بها النواب لمساعدة المواطنين على مواجهة موجة الغلاء والزيادة في الأسعار التي تعتبر غير منطقية لتجاوزها الحدود، ناهيك عن التضخم الذي تشهده البلاد والذي بلغ مستوى عاليا جداً.إن الزيادة في الأسعار يعاني منها الجميع بغض النظر عن سقف رواتبهم، وهذا بحد ذاته كفيل بإعادة النظر في القانون ليشمل الجميع.الحكومة من جهتها تقيّم الأمور على أساس التكلفة وأهملت الجانب الدستوري عند تشريعها لهذا القانون وغيره، وهو خطأ غير مقبول ويفترض من الفتوى والتشريع الانتباه إلى الشبهة الدستورية في القانون قبل إقراره.وقد يرى البعض أن قضية ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية، ولكن الحري بهم مراجعة الأسعار ونسب الزيادة في الأسعار بالأسواق المحلية، وتحديداً في المواد الاستهلاكية الضرورية، فأحد المنتجات، على سبيل المثال، يباع في أحد الأسواق المجاورة بنصف دينار ويباع لدينا بدينار واحد... والخافي أعظم.إن السؤال عن الغلاء والارتفاع بالأسعار وسبل المعالجة الإجابة عنه صعبة، فالبحث عنه أشبه بالبحث عن حبة تم قذفها في محيط ويراد من الباحثين عنها، وهم لا يجيدون السباحة، الغوص في الأعماق بحثاً عنها... والله المستعان.

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com