سؤال طرح قبل أيام: هل تعتقد ان الصغار في السن فئة «الشباب» بإمكانهم أن يقودوا العجلة الإصلاحية؟.. للإجابة عن هذا السؤال من الضروري أن نفهم الأسس التي ينطلق منها العمل الإصلاحي وأعني هنا التنموي والسياسي والاجتماعي؟الإصلاح في العادة يتبناه القيادي، فالرؤية لا تأتي إلا من قيادي وهناك سمات يجب أن تتوافر في القيادي يأتي على رأسها مستوى الرشد خصوصا في بيئة لها طبيعتها الاجتماعية كالكويت؟أعتقد بأن الرشد لدينا في الكويت خارج نطاق الحسبان لأن الكبار من العقلاء تركوا الساحة «تشتعل».. ألهتهم مصالحهم الخاصة ورغبتهم في النأي بأنفسهم عن صراع «الواسطة والمحسوبية» وهو ما دفع بفئة الشباب إلى تبني العملية الإصلاحية!صحيح ان بعض الكبار «صغار» فكريا وقلة من «الشباب» لديهم فكر يزن فكر بعض «الكبار» لكن القاعدة الأصيلة تقول ان عامل الرشد يفترض أن يكون حاضرا!الكبير فكرا وحكمة وأخلاقا يعطيك من خبرته ما يمكن أن يقود العجلة الإصلاحية إلى الهدف المرجو بلوغه.. واليد الواحدة لا تصفق بمعنى انه يجب أن يتم اختيار قياديين من الكبار ليشكلوا مجموعة إصلاحية ومزجها مع بعض الشباب «الواعي» ينتج لك تركيبة فريدة من نوعها!إذا... مكمن الخلل في «المصلح ذاته» ولو راجعنا السلوكيات التي طرأت على الساحة نجد الشباب صغار السن هم المحرك لها ولو بإيعاز من كبار صغار في الفكر... فغياب عامل الرشد وتأثرهم بالعاطفة جعلهم يتحركون من دون «بوصلة» واضحة!لذلك أنت كي تصلح فأنت أحوج للخروج عن المألوف في اختيارك للقياديين، تحتاج قياديا، إعلاميا، اقتصاديا، سياسيا، تربويا، وقياديين من أصحاب الخبرة في العمل بالقطاعين العام والخاص!لنترك من أشعل الساحة... ولنبحث عن أوجه جديدة تتولى المهمة الإصلاحية وبلا شك إن فئة الشباب ستستفيد من الأهداف والوسائل التي يقترحها «الكبار» في المعالجة.أسجل هنا إعجابي بالبعض من المجاميع الشبابية... الحماس بين في طرحهم العقلاني لكن الخبرة تنقصهم في الحياة وأسلوب التعامل مع القضايا!هذا ما ذكرته ولا يمكن سرد كل ما ذكر في مقال مختصر، لكن الأطر الأساسية هي المطلوبة إن كنا بالفعل نرغب في عمل نقلة نوعية ولو اننا عرجنا إلى بعض جوانبها في مقالات سابقة لكن على عجالة بسطنا ما يمكن اختصاره فمن غير عامل «الرشد» لن نحصد ثمار الإصلاح المبتغى!أنت عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة لو لمجرد ساعة أعدت شريط الأحداث الأخيرة لاستطعت فهم ما نود إيصاله لك!أعلم إن المسألة جدلية لكن ثقافتنا تختلف، وإن كان بعض القياديين في المجتمعات الأخرى صغارا نسبيا لكن مجتمعاتهم تختلف ثقافيا ومؤسساتيا ولديهم علاوة على الحوكمة عدد كبير من القوانين المنظمة وهيئات تنظيمية، قياديوها لا يعرفون «واسطة ومحسوبية» وإن كانت لديهم الواسطة نجدها على هيئة توصية صالحة خلاف ما هو معمول به لدينا.نحن وإن أردنا إنشاء هيئة أو مجموعة لها علاقة بالإصلاح أو حتى قيادة مؤسسة.. فتجد الكل يبحث عن «ربعه» فلا كفاءات ولا رشد ولا معايير محترمة عند الاختيار والنتيجة «يبقى الوضع على ما هو عليه»!لاحظ الأحكام التي تصدرها المحكمة الإدارية التي تلغي قرارات تنصيب بعض القياديين، ولن أخوض في هذا الجانب لكن تحكيم العقل لا العاطفة كفيل بخروجك باستنتاج يبين لك الغث من السمين!مما تقدم.. نحن مجتمع يعجبه سلوك الغرب ديموقراطيا، اجتماعيا «نوع ما» ومؤسساتيا، ويتناسى احبتنا ان ما كل ما هو معمول به لدى الغرب نستطيع تطبيقه.... إنها ثقافة اختيار المصلحين وفق المعايير التي ذكرناها والتي لم نجرؤ على العمل بها لأسباب معلومة... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
مكمن الخلل في «المصلح ذاته» !
06:30 ص