يتمتع الشاعر الشاب الكويتي سالم خالد الرميضي بالقدرة على الاتيان بمفردات شعرية متوهجة بالحيوية والحركة، وذلك عبر رحلته الشعرية القصيرة التي تؤكد على موهبته في انشاد الشعر، والرغبة الشديدة في تطوير ادواته الشعرية من خلال البحث عن الجديد والمبتكر.ولقد اتسمت قصائد الرميضي سواء العمودية ام المتلزمة بالتفعيلة، بالكثير من الجمال سواء في الشكل ام المضمون، وهو صاحب فكرة كتابة القصيدة التي يمكن قراءتها من زاوية الفصحى العربية او العامية الخليجية، وبالتالي فهو يكتب قصيدة واحدة يمكن ان يطلق عليها قصيدة فصحى او قصيدة شعبية (عامية).وفي ديوانه «إطلالة على الصبا»... توهجت التجربة لدى الشاعر سالم الرميضي في سياق فني متواصل مع العديد من المواضيع الانسانية، والحياتية والاجتماعية.يقول الرميضي في مقدمة ديوانه: «انه بعد نفاد ديواني الفصيح الاول بريق الماس، اشار عليّ بعض المتابعين والاساتذة الكرام، ان اعيد طباعته مرة اخرى حتى تكون هناك مساحة متاحة لمن يحب قراءة شعري الفصيح... ولكنني لما امعنت النظر في مسيرة الثلاث سنوات التي اعقبت طباعتي لبريق الماس، وجدتني احمل كما لا بأس به من القصائد الجديدة، وبعضها يفوق بعض قصائد ذاك الديوان بمراحل، فقررت ان اطبع هذا الديوان (اطلالة على الصبا)، واعني بالصبا صبا القريحة، كما اعني بالاطلالة النظر من الاعلى لرؤية الصورة الكاملة، ومن هنا جاءت فكرة هذا الديوان وقد حرصت ان اتبعد عن خلطه بالدراسات الاكاديمية المنشورة كما فعلت بالديوانين السابقين، وانما وضعت القصائد فقط دون ادراج ما قيل او كتب عنها، وقد حوى هذا الديوان 23 قصيدة جاء اغلبها بباب الغزل والعاطفة، وهذا ما تستدعيه مرحلة الصبا التي كتب فيها هذا الديوان، وقد حرصت ان انوع في شكل القصائد فيه حيث يحوي من كل بستان زهرة او اكثر، ففيه شعر العمود، وشعر التفعيلة، كما ضمنت فيه بعض الفنون المبتكرة كفن الرميضيات، وفن مجمع البحرين، وهي طرق تمثل خطي الخاص بكتابة القصيدة الشعرية سواء من حيث اللغة او من حيث الوزن».ومن ثم فإن الرميضي قد اهدى ديوانه «الى الشعر ثم الى من يتنفسه وينشق عبيرة ويتذوق رحيقه»، وبالتالي جاءت قصيدة «بوح الياسمين» في صدارة الديوان والتي قال فيها:تُسائلني عن الأحباب نفسيومن افقي واقماري وشمسيوأين الريح خالطت الخزامىبمسك عاطر مزجوا بهمسوما سحب بماء الورد تهميمتى اختلطت بشهد اثر غمسفي حين بدت التجربة الشعرية متوهجة بالنقاء والاخلاص في قصيدة «دمعة وفاء»، جاش الفؤاد بسحر ماله راق، فهيج الشوق من اعماق اعماقي»، وفي شكل قصيدة التفعيلة نقرأ قصيدة «ماء العين» له شوقي كشاطئه، نقي الترب هادئهوودي نفح باقاتبعطر الياسمين تثور».واتسمت قصيدة «نقش على صدر الدهر»، بالمدلولات الشعرية المتواصلة مع الحياة والتي مدح فيها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد:صباح الأحمد الجابر المقدامتعدى بالمعالي كل عملاقيفصيح بذر أشعاري بلا إعجاموشعبي الثمار وسحري الساقيوفي قصيدة «الكوثر المورود» رؤى شعرية صاغها الشاعر بأسلوب اتسم بالصدق تجاه الوطن حكومة وشعبا: «مني سلام ما تحد حدوده، للمواطن الضافي علينا جوده»، ونقرأ قصيدة «رسالة عابرة للأزمان»، والتي يناجي فيها الشاعر نفسه في سياق متواصل مع الحياة، وفي رثاء الشاعر الراحل احمد السقاف يقول الرميضي:اليك يا أحمد السقاف تابعةكأنما بينكم ياسيدي نسبتبكي عليك درار كنت ناثرهافي غصن كاظمة اذ غصنها رطبويتواصل الشاعر مع رؤاه الشعرية عبر قصائد عمودية وعلى نظام التفعيلة لنقرأ «دمعة الشعر والتي اهداها الى والده الدكتور خالد الرميضي، ثم قصيدة «بينها والمرايا»، وصولا الى قصيدة «على انغام فيروز» والتي يقول فيها:داره يا دار حياك الحيا»من غمام عيثها الدر النضيدتكتسي من سيله كل الفيافيالتي فيها ربا الصب العنيدفي فناها بورود ورياحينهتكسو الربا الثوب الجديدفي ما بدت قصيدة «قيثارة» الشجن معبرة عن رؤى حسية متواصلة مع الجمال: «يا نغمة السحر يا قيثار الشجن، ردي على الجفن ما اذهبت من وسن»»، وبالتالي تواصلت القصائد «داء الحب» و«قبلات مسروقة»، و«عذرا ام كلثوم» ليختم ديوانه بقصيدة «البرد القشيب» وهي قصيدة مدح فيها الشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم:محمد من سنا الأنوار المعهايضيء حالك ليل الجهل والظلممحمد من سيوف الله اضرمهامحمد خير من يسعى على قدمان رؤى الشاعر سالم الرميضي في ديوانه «اطلالة على الصبا»، مفعمة بالحيوية والتواصل الذهني والدلالي مع مفردات شعرية تتحرك وفق منظومة انسانية متنوعة، ومن ثم فإن الديوان يعد مشاركة مهمة للشاعر في مجال الشعر العربي الاصيل.يذكر ان الرميضي حاصل على بكالوريوس لغة عربية تخصص الادب والنقد وهو المنسق العام لمنتدى المبدعين، رابطة الادباء الكويتيين.محرر صفحة رسم وقصيدة بجريدة الفنون، ومشرف على صفحة حروف المواسم بجريدة النهار الكويتية عضو لجنة التحكيم بجائزة الهيئة العامة للشباب للابداع الادبي 2012، وحصل على جائزة الشيخة باسمة المبارك للابداع الادبي 2010، وجائزة الشاعر احمد السقاف 2011، وجائزة الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي 2012، وجائزة شاعر الجامعة 2013، كما صدر له كتاب المساجلات في عيون الشعر (جمع وترتيب) 2006، وكتاب بريق الماس (ديوان شعر فصيح) 2011، وكتاب عناقيد الذهب (ديوان شعر شعبي) 2014، وكتاب اطلالة على الصبا (ديوان شعر فصيح) 2014.