استأنفت اسرائيل، امس، غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد 6 ساعات من قبولها من جانب واحد المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار.وقالت ناطقة عسكرية في القدس بعد اصابة هدفين على الاقل في غزة ان «القوات الاسرائيلية تهاجم ثانية».وأفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الجيش باستئناف قصف أهداف في قطاع غزة بعد استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع.وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق قبولها بمبادرة مصرية لوقف النار تستند في بندها الاول الى وقف اسرائيل كل الاعمال العدائية على القطاع عن طريق البر والبحر والجو، فيما اكدت حركة «حماس» انها ما زالت تدرس المبادرة.وفي حين واصلت الفصائل الفلسطينية اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل بعد قبولها المبادرة، ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان عدد قتلى الغارات على قطاع غزة ارتفع، امس، الى 192 قتيلا واكثر من 1400 جريح بعد مقتل 7 فلسطينيين.وتنص المبادرة المصرية على وقف كامل للعمليات الحربية الجوية والبحرية والبرية اعتبارا من امس، الساعة 6.00 تغ على ان تستقبل القاهرة خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الاسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث في شأن تثبيت وقف اطلاق النار.وصرح اوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على موقع «تويتر» ان «الحكومة قررت الموافقة على المبادرة المصرية لوقف اطلاق نار يبدأ عند الساعة 09.00 (06.00 تغ)».واوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان «الحكومة الامنية التي تضم ابرز الوزراء اعطت الضوء الاخضر على الاقتراح قبل دقائق فقط على انتهاء المهلة. الا انها لم تعط اي تفاصيل حول عدد مؤيدي المقترح، اذ كانت هذه الحكومة منقسمة حول مسألة تهدئة «من جانب واحد» مع حماس.وعارض المبادرة الوزيران نفتالي بينت زعيم حزب «البيت اليهودي» وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» وتحفظ الجناح اليميني في الحكومة على المبادرة.وأوضح موقع واللا العبري أن «بينت تراجع عن قراره وقرر الموافقة على قرار قبول المبادرة المصرية رغم معارضته الشديدة في بداية المحادثات»، مشيرا الى أن «سبب تغيير موقفه هو تلقيه تطمينات بان جولة القتال الجديدة قادمة».وتعهد نتنياهو «توسيع» العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة في حال رفضت «حماس» لمقترح التهدئة.وقال في مؤتمر صحافي مشترك في تل ابيب مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير: «اذا لم تقبل حماس باقتراح وقف اطلاق النار - وهكذا يبدو - فان اسرائيل ستتمتع بشرعية دولية كبيرة لتوسيع العملية العسكرية لاستعادة الهدوء المطلوب».وتابع إن إسرائيل ترى في المبادرة المصرية «فرصة لنزع صواريخ قطاع غزة». واكد: «وافقنا على المقترح المصري لإعطاء فرصة لنزع سلاح القطاع، من القذائف، من الصواريخ، من الأنفاق، عبر السبل الديبلوماسية». واوضح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون أن «إسرائيل رضخت هذا الصباح أمام حركة حماس»، محملا نتنياهو مسؤولية فشل العملية العسكرية على قطاع غزة.وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن المبادرة المصرية «لا تلبي مطالب حركة حماس وهي تخرج من المعركة اضعف بكثير مما كانت عليه قبل بدئها».من ناحيته، قال القيادي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق ان الحركة «ما زالت تبحث المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة».واكد أبو مرزوق الموجود في القاهرة على موقع «فيسبوك»: «مازلنا نتشاور ولم يصدر موقف الحركة الرسمي في شأن المبادرة المصرية».وكانت حركة «حماس» رفضت في وقت سابق اي وقف لاطلاق النار في قطاع غزة من دون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع اسرائيل.واعلن الناطق باسم حركة «حماس» سامي ابو زهري ان «ردود المقاومة ستستمر حتى تحقيق جميع المطالب»، مشددا على ان «أي وقف اسرائيلي من طرف واحد ليس له قيمة بعد الجرائم الكبيرة في غزة».واكد «خطورة استمرار الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة»، مشددا على ان «حماس لم تتسلم حتى الآن اي مبادرات رسمية من أي جهة». وأكد ان «ما يتم ترويجه في شأن نزع سلاح المقاومة عمل غير خاضع للنقاش ونحن شعب تحت الاحتلال والمقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب المحتلة».واعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح للحركة رفضها للمبادرة المصرية، معتبرة اياها «ركوعا وخنوعا» ومتوعدة اسرائيل بأن معركتها معها «ستزداد ضراوة».وتشترط حماس ان توقف اسرائيل قصفها لقطاع غزة وترفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح مع مصر واطلاق معتقلين اوقفوا بعد الافراج عنهم في اطار صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت في 2011.وكان نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» اسماعيل هنية قال في كلمة متلفزة، اول من امس: «نقول بشكل مبسط وواضح ليست المشكلة في التهدئة ولا العودة لاتفاقيات التهدئة لأننا نريد وقف هذا العدوان على شعبنا، ولكن المشكلة هي واقع غزة من حصار وتجويع وإغلاق للمعابر وإهانة للناس (...) يجب أن يتغير هذا الوضع وينتهي الحصار».ورحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالمبادرة المصرية للتهدئة.ودعا في بيان جميع الأطراف إلى «الالتزام بهذه المبادرة حفاظا على دماء شعبنا والمصالح الوطنية العليا». وطالب بأن «تمهد هذه المبادرة لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، مثمنا في الوقت ذاته «الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية لحماية الشعب الفلسطيني». ورحب الرئيس باراك أوباما بالمبادرة المصرية، معربا عن امله في ان تتيح هذه المبادرة العودة الى الهدوء.وقال خلال حفل افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض: «نحن متشجعون ازاء تقديم مصر هذا الاقتراح لتحقيق هذا الهدف والذي آمل ان يتيح استعادة الهدوء». واكد ان «اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات «لا تغتفر»، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي على القطاع بانه «مأسوي».وحض وزير الخارجية الاميركي جون كيري حركة «حماس»، امس، على قبول الاقتراح المصري لوقف النار، مرحبا بموافقة اسرائيل على الاقتراح. وحذر في فيينا من وجود «مخاطر كبيرة» لتصعيد اعمال العنف بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة «الى درجة تصبح معها خارجة عن اي سيطرة».وقال: «هناك مخاطر كبيرة حتى لا يتصاعد العنف»، مضيفا ان الولايات المتحدة تريد اعطاء المبادرة المصرية لوقف النار الوقت لكي تنجح، ولكنه مستعد للعودة الى الشرق الاوسط غدا اذا لزم الامر».وكان مصدر إعلامي في السفارة الأميركية في القاهرة أكد أن كيري لن يقوم بزيارة للمنطقة امس كما تردد في الإعلام. وقال: «ليست هناك زيارة مقررة للمنطقة في هذا التوقيت».في المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن 7 فلسطينيين قتلوا، امس، في سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي على أنحاء متفرقة في قطاع غزة.وشنت الطائرات الاسرائيلية سلسلة غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة من بينها منازل وأراض خالية يشتبه بانها تحتوي على منصات يستخدمها نشطاء فلسطينيون في إطلاق صواريخ على اسرائيل.وواصلت الفصائل الفلسطينية، فجر امس، هجماتها الصاروخية على مواقع ومدن إسرائيلية في اليوم الثامن من ايام الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.واعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قصف قاعدة «زيكيم» العسكرية جنوب اسرائيل بعدد من قذائف الهاون. وتبنت «كتائب المجاهدين» في بيان لها المسؤولية عن قصف مستوطنة العين الثالثة بثلاثة صواريخ (كاتيوشا 107) فجر اليوم.واعلنت «كتائب الناصر صلاح الدين»، مسؤوليتها عن قصف موقع اسناد صوفا شرق مدينة رفح.وللمرة الأولى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، سقطت، ليل اول من امس، رشقة كبيرة من الصواريخ على إيلات على الحدود مع مصر أدت إلى وقوع 4 جرحى، كما أوقعت أضرارا جسيمة في عدد من المباني والمركبات في المكان.وذكر موقع «الصوت اليهودي» ان «مجموعة مسلحة في سيناء أطلقت عددا من الصواريخ تجاه مدينة إيلات، في حين توجهت طواقم الاسعاف وإطفاء الحرائق إلى المكان وقاموا بنقل عدد من المصابين». وذكر مسؤولون أمنيون اسرائيليون ان «متشددين اسلاميين في سيناء هم من أطلقوا الصواريخ وان الغرض منها احباط جهود الوساطة المصرية في غزة».وقال ناطق عسكري ان «صاروخين سقطا داخل المدينة التي تتاخم مصر والاردن واخر سقط في منطقة خلاء».