شنت قوة خاصة من البحرية الاسرائيلية اول عملية برية في شمال غزة، ليل اول من امس، للمرة الاولى منذ بدء هجوم «الجرف الصامد» على القطاع غداة يوم كان الاكثر دموية منذ بدء العملية الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل 166 فلسطينيا منذ بدء الهجوم الثلاثاء الماضي.وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان «هذا التوغل القصير استهدف موقعا لاطلاق الصواريخ في شمال قطاع غزة»، بعد ساعات على اعلان حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» عن اشتباك مسلح وقع فجرا بين مقاتليهما ووحدة خاصة من البحرية الاسرائيلية قرب شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.وفي آخر الغارات الاسرائيلية، اعلن اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة «مقتل ليلى حسن العودات واصابة 4 آخرين في استهداف منزل في المغازي». كما اعلن وفاة هيثم اشرف زعرب (21 عاما) «متأثرا بجروحه جراء استهداف في رفح، فيما قتل فلسطيني يدعى سامر حمدان في غارة على بلدة بيت حانون».وكان القدرة اعلن قبل ذلك مقتل فتى يدعى حسام ابراهيم النجار (14 عاما) في غارة استهدفت منزلا في شمال القطاع.وأطلقت قوات الاحتلال حملة لتهجير مواطني شمال قطاع غزة من منازلهم تمهيدا لتدميرها. وقال مواطنون إن «طائرات الاحتلال ألقت آلاف المنشورات على مواطني شمال القطاع، تطالبهم فيها بالرحيل عن منازلهم تمهيدا لتدميرها، الأمر الذي يعتبر عملية تهجير جديدة للشعب الفلسطيني».وأغارت طائرات الاحتلال على مئات المنازل بينها منزل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة وعلى منزل يعود لعائلة حميد في منطقة بئر النعجة شمال القطاع، ما تسبب بتدمير المبنى الذي يضم 11 وحدة سكنية متراصة.كما اغارت الطائرات على شقة سكينة تعود لعائلة صلاح برج 56 في ابراج الشيخ زايد شمال القطاع. وقصفت الطائرات منزل يعود لعائلة حبيب في حي الزيتون شرق مدينة غزة.وفي جنوب قطاع غزة، اغارت طائرات الاحتلال على موقع للمقاومة في مدينة خان يونس، كما اغارت على اراض زراعية في بلدة القرار شرق خان يوس.وكانت طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات عنيفة على مدينة قطاع غزة استهدفت عدة مقرات امنية، حيث قصفت محيط قصر المحاكم ومدينة عرفات للشرطة وكلية التدريب في محيط مقر أنصار بعدة صواريخ، كما اغار الطيران على موقع للامن الوطني في رفح. وبلغ إجرام الاحتلال، ذروته أمس في وقت لم تتوقف طائراته عن إلقاء حممها على أهداف متنوعة بقطاع غزة على مدار الساعة، وشهد مجمع الشفاء، أمس، صورا مروعة لضحايا مدنيين نتيجة القصف غالبيتهم من عائلة البطش التي تم استهدافها من دون إنذار سابق، ما أدى الى مقتل 18 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين جُلّهم من الأطفال والنساء العزل.مشاهد استهداف المدنيين ظهرت جليا في بكاء الحاجة السبعينية أم ماجد البطش، بعد غارة راح ضحيتها أبناؤها الستة وغالبية أحفادها، فيما ُنقل من بقي منهم إلى العناية المكثفة داخل المستشفى.وتقول الحاجة بمرارة: «كنّا جالسين في البيت، وما هي إلا لحظات بعد صلاة التراويح في مسجد الحرمين المجاور لبيتنا، حتى نزلت الصواريخ على بيوت أبنائي الذين أسكن عندهم، وكأنها مضخة صواريخ وفتحت». وتسألت: «كيف مات أبنائي، ولماذا؟».كما قتل نضال وعلاء ملش وهما من ابناء شقيقة اسماعيل هنية قائد حركة «حماس» وامرأتان مقعدتان سقطتا في الغارة على دار لذوي الاحتياجات الخاصة.وللمرة الاولى منذ بدء العملية الاسرائيلية، قامت قوة خاصة من البحرية الاسرائيلية بعملية توغل برية في شمال القطاع استهدفت موقعا لاطلاق الصواريخ في شمال قطاع غزة.وكانت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» ذكرتا في بيان ان «اشتباكا مسلحا بين مقاتليها ووحدة خاصة من البحرية الاسرائيلية قرب شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة».وقال ناطق عسكري اسرائيلي بعد ذلك ان «4 جنود اصيبوا بجروح طفيفة خلال الهجوم».وتؤكد التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية على أن القيادة الإسرائيلية، السياسية والأمنية، «مترددة بشكل كبير باتخاذ قرار بشن عملية عسكرية برية، خصوصا وأن عملية محدودة النطاق لن تحقق أي أهداف بينما عملية برية واسعة ستكون محفوفة بمخاطر كبيرة».ودعا الجيش الاسرائيلي، امس، سكان مناطق عدة شمال القطاع الى اخلاء منازلهم «فورا» ترقبا لغارات جوية ضخمة.واكد في بيان ان «الطيران الاسرائيلي قام بالقاء منشورات على شمال القطاع في منطقة غير بعيدة عن الحدود مع اسرائيل مطالبا السكان المدنيين بترك منازلهم قبل الظهر للتوجه الى الجنوب».وجاءت الغارات بعد اطلاق دفعات جديدة من الصواريخ على تل ابيب والقدس والضفة الغربية، ليل اول من امس، لكنها لم تؤد الى اصابات.وسمع دوي انفجارات، ليل اول من امس، في القدس على بعد نحو 80 كيلومترا عن غزة، فيما سقطت 3 صواريخ في الضفة الغربية، ما ادى الى اضرار في احد المنازل.وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» أنها اطلقت 10 صواريخ في اتجاه تل أبيب بعدما كانت وجهت إنذارا بذلك. وذكرت في بيان لها: «أوفت القسام بوعدها بتوجيه ضربة عسكرية صاروخية لمنطقة (تل ابيب) وضواحيها، فأطلقت حتى اللحظة 10 صواريخ من طراز جي 80».وقال الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري في بيان له إن «ضرب كتائب القسام مدينة تل أبيب بصواريخ جديدة وبتحد مسبق هو تحطيم لهيبة الردع الإسرائيلية ودليل على أن إسرائيل هي كيان كرتوني».من جهة ثانية، افاد شهود ان مسلحين قاموا، امس، بقتل احد «العملاء» يدعى (م. م) الذي يتعامل مع اسرائيل في رفح في جنوب قطاع غزة.وجرت صدامات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات اسرائيلية في القدس الشرقية، ما اسفر عن سقوط 3 جرحى على الاقل بالرصاص في صفوف المتظاهرين.
خارجيات
166 قتيلاً بينهم عائلة كاملة من 18 شخصاً... و«القسام» تترجم تهديداتها وتقصف تل أبيب
إسرائيل تنفذ هجوماً برياً محدوداً في غزة
فلسطينيون يقفون على انقاض منازل دمرتها غارات اسرائيلية في رفح (رويترز)
04:36 م