رحب وزير الخارجية المصري سامح شكري بأي دور كويتي في ايجاد مصالحة بين مصر وقطر، مشيرا إلى «أن الكويت بحكم موقعها في دول المجلس التعاون الخليجي كبقية الأعضاء، مهتمة ان يسود جو من الوئام بين الدول العربية كافة والتفاهم والتعاون، وبالتأكيد فإن أي دور تقوم به في هذا الإطار هو يصب في اتجاه ايجابي»وقال شكري، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس لدى زيارته للكويت، إن السياسة الحالية لبلاده تقوم على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول، مشيرا إلى أن «الرئيس عبدالفتاح السيسي حدد كثيرا من ملامح تلك السياسة في خطاب التنصيب وفي اللقاءات التي عقدها بعد ذلك، وهي أن تكون علاقات مصر متوازنة مع كل الدول، وان تكون أولوياتها منصبة على مراكز الاهتمام الأولى للنطاق الإقليمي، سواء أكان متمثلا في العالم العربي أو الأفريقي، فهذه أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية».ان «علاقة مصر بصفة عامة ستكون متوازنة في التعاون، وقائمة على قواعد الندية والاحترام المتبادل مع كافة الدول، بمعنى تحقيق المصالح المشتركة»، لافتا إلى ان مصر لديها علاقات متشعبة مع مختلف دول العالم تؤتي بعوائد ايجابية لها وللدول الأخرى، مضيفا «علينا ان نستفيد من هذه العلاقات والمكانة التي تحظى بها مصر لنستخلص للشعب المصرية ما ينشده من تقدم اقتصادي ومزيد من الاستقرار».وذكر الوزير المصري أن الزيارة التي يقوم بها «تأتي في إطار التشاور المستمر مع الأشقاء العرب حول القضايا المختلفة موضع الاهتمام المشترك، وان سمو الأمير حملني رسالة مودة وإخاء للرئيس عبدالفتاح السيسي» مشددا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر والكويت، مشيرا إلى ان العلاقة الثنائية التي تربط مصر بالكويت علاقة راسخة وقوية ظهرت جليا في دعم الكويت سياسيا وماديا لمصر بعد ثورة 30 يونيو.وأوضح ان اللقاء الذي جمعه مع سمو الأمير تم خلاله الاستماع إلى رؤية صاحب السمو حول المستجدات الجارية في المنطقة والقضايا المطروحة، حيث كان هناك اتفاق على تدعيم العلاقات الثنائية المصرية الكويتية، مشيدا بكرم الحفاوة التي استقبله بها سمو الأمير.وأشار شكري إلى انه تم خلال اللقاء تناول موضوع التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من هجمة شرسة، والحديث أيضا عن الأوضاع الخاصة بالعراق وسورية والتطورات في ليبيا. ولفت إلى ان كل هذه المشاغل تهم الدول العربية وتسعى لاحتواء التحديات وتطويق المخاطر دون ان تعرض الأمن القومي العربي للخطر.وأضاف «استمعت أيضا إلى سمو رئيس وزراء الكويت ووزير الخارجية، وعقدنا جلسة مباحثات مطولة استعرضنا خلالها كافة النواحي المتعلقة بالعلاقات الثنائية، مشيرا إلى انه تم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة في أقرب وقت بعد التحضير الجيد من قبل الجانبين لأنها تشمل قطاعات متعددة، وخصوصا في الجانب المتعلق بالعلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين وإبراز جهودهما في التنمية.ولفت أيضا إلى أنه تم خلال الاجتماع تناول موضوع المشاركة الكويتية في تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الاستثماري الذي سيعقد في القاهرة، مبينا أنه هناك تأكيد على أن الكويت ستشارك بفاعلية وجدية في هذا المؤتمر.وذكر ان الأوضاع في العراق كانت محل اهتمام مشترك بين الجانبين، خصوصا فيما يتعلق بالمخاطر التي يواجهها وظهور تيارات إرهابية وعنف وحديث حول مسألة تقسيم العراق على أسس طائفي، قائلا ان هذه الأمور تقلق مصر والكويت ونسعى للحفاظ على وحدة وسلامة الأرضي العراقية.وأشاد بأجواء اللقاءات، وقال «كل اللقاءات كان يسودها جو أخوة وتعاون ورغبة لإطلاق عهد جديد من التعاون والتشاور الوثيق لخدمة مصلحة البلدين الشقيقين»، منوها بان مصر لن تدخر جهدا في التواصل والتعاون مع أشقائها كافة لما فيه مصلحة تلك البلدان العربية، وخصوصا موضوع الأمن القومي لدول المجلس الذي هو في الأصل جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعكس صحيح.وتابع «أن الأهداف مشتركة ومستقبلنا مشترك»، لافتا إلى ان زيارته الأولى للكويت سيتبعها لقاءات متعددة على مستوى الجانبين.