أطلقت اسرائيل عملية عسكرية جوية على قطاع غزة، سمتها «الجرف الصامد»، مؤكدة انها أغارت على «50 هدفا»، ليل اول من امس، من دون أن تستبعد تنفيذ عملية برية اثر اطلاق حركة «حماس» عشرات الصواريخ على جنوب الدولة العبرية.واعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة «قتل 4 مواطنين اثر استهداف سيارة مدنية كانت تقلهم في شارع الوحدة في حي الدرج وسط مدينة غزة»، مشيرا الى ان جثتي اثنين من القتلى كانتا عبارة عن «اشلاء».وذكرت مصادر فلسطينية إن ناشطا في العشرينات من عمره قتل في غارة استهدفت موقعا يتبع لـ «كتائب القسام» غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.كما قتلى اربعة فلسطينيين في غارة على خان يونسويأتي القصف الإسرائيلي ضمن أكثر من 70 غارة شنتها طائرات إسرائيلية منذ بدء عملية «الجرف الصامد» العسكرية فجر امس.وأعلنت مصادر طبية إصابة 30 شخصا بجروح جراء الغارات». وذكرت إن «الغارات استهدفت 6 منازل سكنية ومسجدين وأراض خالية ومواقع تدريب في مناطق مفترقة من قطاع غزة، وترافقت مع قصف من زوارق حربية إسرائيلية».ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤول عسكري تأكيده ان «سلاح الجو هاجم فجر اليوم (امس) 50 هدفا في قطاع غزة شملت منازل نشطاء وقواعد لاطلاق الصواريخ وأخرى للتدريب تابعة لفصائل مسلحة وقاذفات صاروخية».وذكرت الإذاعة أنه «تم إطلاق أكثر من 70 قذيفة صاروخية على جنوب إسرائيل منذ مساء الاثنين، اعترضت منظومة القبة الحديدية 12 قذيفة منها على الأقل».وتابعت أن «شخصا أصيب بصورة طفيفة نتيجة إصابته بشظايا في مدينة اسدود» بينما أصيب عدد أخر بصورة طفيفة أثناء ركضهم إلى الملاجئ.وأمرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإلغاء النشاطات الدراسية والتعليمية بما فيها المخيمات الصيفية في التجمعات السكنية الواقعة على بعد 40 كيلومترا أو أقل عن حدود قطاع غزة، وبحظر تجمهر أكثر من 300 شخص.وذكرت الإذاعة أن «القيادة لم تفرض قيودا على توجه السكان في محيط القطاع الى أماكن عملهم، إلا أنها دعتهم إلى البقاء قرب الغرف المحصنة».وقررت جامعة بن جوريون في بئر السبع تعطيل الدراسة وتأجيل الامتحانات التي كانت مقررة امس بسبب التصعيد الأمني.وقال مسؤول عسكري إن الجيش الإسرائيلي استدعى «نحو 40 الفاً من قوات الاحتياط الذين سيصلون على دفعات، وغالبيتهم من القادة وجزء من قيادة الجبهة الداخلية».وأعلن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، امس، ان الجيش الاسرائيلي يستعد لجميع الخيارات العسكرية المحتملة في قطاع غزة بما في ذلك شن عملية برية.وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس «الجيش يستعد لجميع السيناريوات، بما في ذلك الاجتياح او شن عملية برية».وصرح وزير الامن الداخلي يتسحاق اهارونوفيتش، خلال قيامه، امس، بجولة تفقدية في مدينة أسدود بان «المستوى السياسي اعطى الجيش كامل حرية العمل لضرب حركة حماس، وان احتمال توسيع العملية العسكرية منوط بالحركة نفسها وليس باسرائيل».وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قرر «تكثيف الرد على اعتداءات حماس وسائر التنظيمات الإرهابية» في قطاع غزة.من ناحيتها، ذكرت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، امس، ان «العدو الصهيوني الجبان يعلن عن بدء عدوان جديد على قطاع غزة وكانه لم يفهم رسالة القسام عبر صواريخه التي دكت بعضا من بنك اهداف القسام داخل الكيان».وتابعت في بيان «على قيادة العدو ان تتحمل هذا الاجرام وهذه السياسة الهمجية وقد اعذر من انذر».وقال اياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية ان «اكثر من 70 غارة نفذتها طائرات الاحتلال على مناطق القطاع».واكد انه «تم استهداف 5 منازل مع بدء العملية العدوانية هي منزلان لمواطنين من عائلة ابو دقة والعبادلة في خان يونس وثالث لعائلة الحشاش في رفح (جنوب)،ولعائلة الزعبوط في حي الزيتون (شرق مدينة غزة) ولعائلة شبات في بيت حانون (شمال) ما ادى الى تدميرها واضرار في عدد من المنازل المجاورة».وتابع: «طال القصف مواقع تابعة للفصائل واراضي زراعية ومناطق عير مأهولة، مشيرا ال ان «الزوارق الحربية شاركت في عملية القصف المتواصل على القطاع».وكانت اعلنت، ليل اول من امس، انها اطلقت عشرات الصواريخ خصوصا على مدن عسقلان واسدود ونتيفوت في جنوب اسرائيل.واكدت في بيان انها «قصفت مواقع في نتيفوت واوفكيم واسدود وعسقلان بعشرات الصواريخ ردا على العدوان الصهيوني»، في اشارة الى الغارات التي اوقعت 9 قتلى في قطاع غزة اخيرا.كما أعلنت «سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» أنها أطلقت عملية «البنيان المرصوص» في مواجهة العملية الإسرائيلية.وذكرت في بيان إن مسلحيها «أطلقوا 60 قذيفة صاروخية على مدن أسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وأوفكيم في جنوب إسرائيل».ودعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليل اول من امس، إسرائيل لوقف التصعيد والغارات الجوية على قطاع غزة فورا لان ذلك «سيجر المنطقة الى الدمار وعدم الاستقرار» مؤكدا اهمية المحافظة على التهدئة.كما دعا المجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير».من جهته، ناشد الرئيس باراك أوباما الإسرائيليين والفلسطينيين السعي للتوصل إلى تسوية سلمية، مشيرا الى ان «السلام هو الطريق الوحيد لضمان أمن اسرائيل والفلسطينيين».وكتب في مقال في صحيفة «هآرتس» ان «السلام ممكن»، موضحا في الوقت نفسه أنه «يتعين على كلا الطرفين أن يكونا مستعدين للمخاطرة من أجل ذلك».وكتب أوباما لمناسبة مؤتمر للسلام تنظمه الصحيفة: «الحل الوحيد هو دولة يهودية ديموقراطية (تعيش) جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة».
خارجيات
قتلى وجرحى في غارات على القطاع ... والمقاومة تمطرها بعشرات الصواريخ
إسرائيل تطلق حملة جوية على غزة وتهدد باجتياحه براً
الدخان يتصاعد من قطاع غزة إثر غارة إسرائيلية (رويترز)
04:35 م