علمتنا دراسات علمية كثيرة طبقت على كبرى الشركات العالمية أن المؤسسات حينما تتعرض إحداها إلى «هزات» سواء على مستوى الوضع المالي أو الإداري أو انتكاسة أخلاقية? يقدم الملاك على خطوة إصلاحية فورية تبدأ في اختيار قيادي مشهود له بالكفاءة والنزاهة ويمنح الصلاحيات وفق خطوط عريضة يتفق الملاك مع القيادي المختار عليها وتترك العملية التشغيلية للقيادي وفق حوكمة محددة الأبعاد ومن ثم تراجع النتائج بشكل دوري!ومن الطبيعي ان القيادي يبدأ في عملية القياس لأداء القياديين التشغيليين ويبدأ التصحيح الفوري في إنهاء خدمات كل من له صلة في تدهور وضع المؤسسة!هذا على المستوى العالمي المحترم... ولو حاولنا القيام بتحليل الوضع المحلي في الكويت من منظور احترافي لوجدنا أن كل ما يقال من «كلام منمق» منذ عقود من الزمن إنما هو للاستهلاك الإعلامي وهو مجافٍ للحقيقة!ماذا تتوقعون من مؤسسات كويتية عامة كانت أو خاصة فيها القياديون غير مؤهلين للعمل القيادي... كل ما يملكونه الواسطة والنفوذ وعلاقة بأصحاب المصالح!لهذا السبب ترك هذه الثقافة لعامل الزمن انتهى إلى تأصل ثقافة الواسطة وبالتالي ظهرت صور الفساد بشكل ملفت للنظر... كانت على مستوى معين «مغلقا» في سالف الزمان أما الآن فالطفل في المرحلة الابتدائية والأمي يعلم بأن «الدعوى خربانة»!المحصلة نــــــشاهدها الآن في مســــيرات تطالب بالإصلاح وإقصاء رموز الفساد وهذا النهج الذي يقابله هدوء في ردود الفعل أو لنقل «طناش» ولد حالة من الهستيريا الاجتماعية... الكل غاضب مما يشاهده على أرض الواقع!من وجهة نظري? يجب أن نبحث عن مخرج فوري... يبدأ من الجنوح إلى التهدئة مع وعد بمعالجة محايدة للقضايا المثارة التي حركت الشارع.إننا نطالب الأغلبية المعزولة... بعيدا عن أطراف الصراع أن تمنح الفرصة من قبل أصحاب القرار وألا تدخل الأنفس في طريقة القياس وإدارة القضايا والعلاج!نحتاج الآن إلى الكي... إنه آخر العلاج بعد أن وصلت الأوضاع مرحلة «الفوضوى/التيه القيادية»!إن المدخل يبدأ من إزاحة كل قيادي فاسد وكل فرد تثبت إدانته أنه فاسد أو له علاقة بعملية فساد في أي مؤسسة ويتم استبدالهم بقياديين أحرار يضعون مخافة الله نصب أعينهم!أعلم أنه صعب المنال.. لكنه يبقى الحل الوحيد والمكابرة سلوك مصيره «الضياع» على مستوى السلوكيات وإدارة وقيادة منشآت الدولة العام منها والخاص لا سيما وإننا تابعنا حالات كثيرة لقياديين حاولوا الإصلاح وتمت تصفيتهم والقطاع العام له قنواته والقطاع الخاص عبر «التسريح»!إننا نتحدث عن مصير العمل المؤسسي فــي دولة لو أننا أصلحنا الطبقة القـــيادية فيها لكانـــــت الأوضاع في حال أفضل مما نراه... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi