نعرف أن ميزانيات الشبكات الإعلامية الأميركية تفوق ميزانيات دول شمال أفريقيا مجتمعة والنتيجة الملموسة هذا الازدهار الاعلامي غير المسبوق للإعلام الاميركي والاوروبي وعلى مدى سنوات طويلة. آما في العالم العربي فالتقدم يسير بخطوات بطيئة للغاية.ومنذ سنوات وجد العرب ويجدون أنفسهم أمام ما يسمى (وسائل الأعلام العابرة للحدود) والتي يصعب التدخل الحكومي فيها فالمشاهد العربي هو صاحب الحق في الاختيار والمشاهدة لما يريد لدرجة ان هناك من يرى ان الوحدة العربية يمكن ان تتحقق من خلال الفضائيات في العام 2025 حينما تصبح نسبة المشاهدين للفضائيات 100 في المئة حيث تتراوح الآن مابين 20 الى 40 في المئة. ومن المتوقع آن تقرب الفضائيات العالم العربي شيئا فشيئا حتى يصبح البث الفضائي أحد أشكال البث الأرضي. ومن المهم الإشارة إلى أن ملامح النظام الإعلامي الجديد أصبحت تعتمد على التفاعلية والتزاوج بين الكمبيوتر والتلفزيون، ويؤكد ذلك المحاولات المستمرة المتنامية لتغيير شكل التلفزيون الحالي الذي أوشك على أن يتحول إلى جهاز اتصال تفاعلي مثل الكمبيوتر ويتنافس في هذا الآمر كل من شركتي ميكروسفت واوراكل وقد تم إحراز الكثير من النجاح في هذا المجال. في إطار هذا التفاعل يتنبأ العالم اليابانى (ياشموبا اوتوا) رئيس قسم البحوث في شبكة ان اتش ك اليابانية ان مباريات كرة القدم في النظام الاعلامي الجديد لن تنقل بالعدد المحدود من الكاميرات كما يحدث الان ولكن سيكون لكل لاعب من لاعبي الفريقين كاميرا خاصة به وكذلك حكم المبارة ومساعدوه واللاعبون الاحتياطيون وايضا عدد لاباس به من الكاميرات لزوم تصوير المشاهدين.اى مشاهد ومن خلال الكمبيوتر الخاص به سيكون باستطاعته مشاهدة مايريد فقط وسيكون باستطاعته وعن طريق الازرار المختلفة تركيز المشاهدة على الزوايا المختلفة مع متابعة آي لاعب مفضل طوال المباراة ويعنى ذلك آن المشاهدة بهذه الطريقة ستصل بنجومية لاعبي كرة القدم الى درجة اعلى بكثير من نجومية نجوم السينما ونجوم المسلسلات. التفاعلية هي احدى سمات النظام الإعلامي الجديد وخلال العقد الأخير ونتيجة التطور التقني الهائل في وسائل الاتصال اصبح من السهل أن يصنع كل مشاهد تسليته المحببة بالطريقة التي يرغب فيها دون تدخل من احد، وهناك الكثير مما يجب فعله لحماية منظومة القيم من الآثار الجانبية للمشهد الإعلامي الجديد.
متفرقات - شعر
نجوم الكرة ومنظومة القيم
بدر المطيري
12:17 ص