قتل فتى فلسطيني من القدس الشرقية بعد خطفه، امس، في ما يبدو هجوما انتقاميا ردا على مقتل 3 اسرائيليين في الضفة الغربية، ما أدى الى اندلاع مواجهات بين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي في حي شعفاط في القدس أوقعت عددا من الجرحى.وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي (وكالات)، ان «الفتى شوهد وهو يرغم على الدخول الى سيارة في حي شعفاط وتم العثور على جثته بعد ساعات عدة في حي اخر في المدينة، واصفة الحادث بانه «يشتبه بانه هجوم انتقامي».وذكرت مصادر فلسطينية إن الفتى محمد حسين أبوخضير (16 عاما)، من حي شعفاط عثر على جثته مقتولا وبدت عليها آثار عنف. وتابعت إن «3 مستوطنين خطفوا الفتى حينما كان يقف أمام منزله ونقلوه إلى جهة مجهولة عبر سيارة قبل أن يتم العثور على جثته بعد ذلك بساعات مقتولا».ونقلت اذاعة الجيش عن شهود ان «سيارة سوداء توقفت قرب الشاب وتم اجباره على الدخول اليها».وبعد ساعات، قامت عائلة الشاب بتقديم بلاغ حول فقدانه، مشيرة الى انه يبلغ من العمر نحو 16 عاما. وتم العثور على الجثة في غابة في القدس الغربية.واصيب 12 فلسطينيا برصاص القوات الاسرائيلية في حي شعفاط في القدس خلال مواجهات عنيفة بعد الاعلان عن مقتل الفتى.وذكر شهود ان «مواجهات عنيفة دارت بعد الاعلان عن مقتل الفتى في شعفاط حيث استخدم جيش الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي ما ادى الى اصابة 12 فلسطينيا بينهم مصور ومراسلة تلفزيون فلسطين. واصيب 5 شبان في جنين خلال اقتحام عدد كبير من قوات جيش الاحتلال»، فيما اعتقل 32 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم اسرى محررون وفتاة وهي بشرى الطويل التي افرج عنها قبل اشهر.واقدم مستوطنون على احراق منشآت زراعية قرب نابلس وخطوا شعارات «دفع الثمن» تدعو الى الانتقام من الفلسطينيين والعرب.ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطف وقتل الفتى ووصفها بالجريمة «الشنيعة».وذكر مكتب نتنياهو في بيان ان «رئيس الوزراء تحدث مع وزير الامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش وطالب بفتح تحقيق للعثور بأسرع وقت ممكن على منفذي هذه الجريمة الشنيعة».وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن «الشرطة اعتقلت، ليل اول من امس، 48 شخصا للاشتباه في قيامهم بأعمال عربدة وشغب وممارسة العنف ضد سكان عرب».ودانت الرئاسة الفلسطينية قتل أبوخضير، محملة إسرائيل كامل المسؤولية عن الحادث وطالبتها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم.من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل إن الحركة «لا يد لها بمقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة».ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر لم تسمها أن «مشعل طلب من القيادة التركية التدخل لوقف أي هجوم إسرائيلي محتمل على قطاع غزة». واوضحت المصادر إن «مشعل أكد أن الحركة غير معنية بالتصعيد وأنها متمسكة باتفاق التهدئة».وأضافت نقلا عن مشعل أن «حماس لا يد أو علم لها بمقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل، الذين كانوا قد اختفوا منذ نحو 3 أسابيع». من جانبه، حض البيت الابيض اسرائيل والسلطة الفلسطينية على «مواصلة التعاون الامني بينهما»، بعدما توعدت اسرائيل بضرب حركة «حماس».وكرر الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست ادانة الرئيس باراك اوباما لقتل الاسرائيليين، داعيا الطرفين الى تفادي القيام بأعمال من شأنها زعزعة استقرار المنطقة، داعيا الفلسطينيين والاسرائيليين الى «عدم وقف التعاون الامني بينهما وخصوصا ان واشنطن تعتبره حيويا للحد من التوتر».واعرب مجلس الامن في بيان عن «سخطه العميق» لمقتل الشبان الاسرائيليين ودان العملية بـ «اقسى العبارات الممكنة».وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اول من امس، مطالبتها للجانب الإسرائيلي «بضبط النفس والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي حيال الشعب الفلسطيني وإتاحة الفرصة كاملة للسلطات الفلسطينية للاضطلاع بمسؤولياتها في تعقب الجناة وتقديمهم للمساءلة القانونية».