من نافلة القول الحديث عن الظلم والبؤس الذي أصاب العراق سنة وشيعة على حد سواء..!ويكفي الباحث عن الحقيقة هذه مشاهدة قنوات العراق طيلة السنوات الماضية كي يصاب بالغثيان من امتهان كرامة الناس وبيع أجسادهم وأعراضهم بثمن بخس..!فقد عرضت إحدى القنوات العراقية تقريرا في غاية الأهمية عن جريمة قام بها متنفذون بالزام النساء على الزواج من باكستانيين رغم ارتباطهم بازواجهم!!ولا يزال هذا التقرير موجودا على اليوتيوب!في الوقت الذي يرى بعض صناع السياسة الاميركية الخارجية ان الحكومة العراقية فشلت في ادارة مشكلات العراق ومواجهة الإرهاب المزعوم؛ نجد ان جامعة الدول العربية تطرح مشروع حل بتشكيل حكومة ائتلاف وطني لكل مكونات الطيف العراقي.وفي الوقت الذي تتداعى القوات الشيعية من دمشق ولبنان وإيران لحمل السلاح في وجه قوى الثوار السنية العشائرية والبعثية والداعشية؛ وفي الوقت الذي تدعو مرجعياتهم بشكل صريح الى ذلك فضلا عن ارتفاع وتيرة الخطاب الطائفي الى مداه الأعلى دون خجل وعلى شاشات الفضائيات الموالية لنظام المالكي؛ في الوقت الذي يظهر هذا كله جليا واضحا نجد اتهام الحكومة العراقية لجيرانها بالتدخل في الشأن العراقي ودعم الثوار!حتى لكأن المثل ينطق بفعالهم «رمتني بدائها وانسلت».الأميركان يواجهون اليوم صعوبة في مواجهة مكون مهم في العراق.ليس بسبب عجزها عن التصدي لذلك المكون الكبير بقدر ما لهذا المكون من وحدات عشائرية ووطنية تاريخية متجذرة ضاربة في القدم؛ الامر الذي سيضعها في كف عفريت بل سيصبح موقفها مثيرا للشفقة امام المجتمع الدولي، اذا ما المبرر ان تقف ضد شعب نهض امام الظلم والطغيان وحكم الفرد؟!لقد قدم الأميركان طوال العقد الماضي كل ما يلزم للحكومة العراقية من تدريب وتجهيز لجيشها وقوات أمنها فضلا عن السلاح والدعم السياسي والإقليمي، لكن - بحسب مسؤولين في الجيش الاميركي - فإن الحكومة العراقية انشغلت بالمناكفات السياسية الجانبية وخيبت آمال البيت الأبيض؛ ففشلت امام تلك العشائر بل ألقت بأسلحتها وعتادها وركبت متون الريح!هل لا يزال الأميركيون مصرين على الرهان الخاسر وتقديم أبنائهم كمقاتلين بدلا من الجيش العراقي؟هذا ما يدور اليوم في مطابخ القرارات الاميركية بشأن العراق.تحاول الحكومة العراقية إثبات الولاء والقدرة على قمع الشعب الثائر!لابد لها من ذلك وإلا فان نهايتها اقرب إليها من وطأة قدمها.لابد إذن من كسر جسور مياه دجلة لاغراق الثوار ومناطقهم!لابد إذن من استخدام الطيران وبراميل النار المدمرة على المدنيين!لابد إذن من تطويع الناس وحملهم لقتال إخوانهم لتشتعل فصول جديدة من حرب أهلية الله وحده اعلم بآثارها!اما جيران العراق فنجد أشباح خوف وهلع ينتاب مستقبلها؛ خاصة دول الجوار ويهددها بانتقال عدوى القيظ العراقي ولهيبه القادم..ومن يظن ان ايران بمنأى عن عدوى الانتقال تلك فهو واهم؛ لاسيما اذا تذكرنا الخلفيات الجغرافية والعرقية والمذهبية والفكرية في الداخل الإيراني وما يعانيه من احتقان مزمن يهدد بالانفجار في اي لحظة..!هل تكسر دول المنطقة حواجز الصمت لتشرب من ماء عنتر وتقدم دعما للمسلحين الثوار؟لقد تمكن الثوار من دخول الموصل وسقطت بأيديهم بما فيها من مليارات البنوك وأسلحة وعتاد تكفي لان تمتد الحرب الى ابعد مما يتصور ذوي الحلول السياسية!اخيراً وليس آخراً؛ العراقيون اليوم سنة وشيعة يتحدثون عن كرامة الفرد العراقي وعيشه الكريم.هم يريدون الأمن والسلام والتنمية..العراقيون اليوم بحاجة الى رمي السلاح والعودة الى العقل والوعي والتفكير الجدي بمستقبل بلادهم وطرد كل اجنبي مهما كان مذهبه ومنبته..مشكلة العراق لن يحلها سوى العراقيين أنفسهم، لا العرب ولا العجم ولا الأميركان.. فهل يستوعب العراقيون قراءة التاريخ وأخذ العبرة فيدخروا دماءهم واموالهم..؟!أم يقرأون التاريخ لينسخوا ويلاته ويعيشوا آلامه..أيها العراقيون:« تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون»@ Dr_maltherwa