في منتصف الممر الواسع بإحدى محطة وقود السالمية كان راجو يقف متشوقا لمشاهدة فئات العملة الجديدة، لعلها تخرج من احد الزبائن عند الدفع، لكن راجو انتظر ساعات دون ان يشاهد اي فئة سوى الـ 10 دنانير، ما جعله يداعب كل مار بجواره «ما كو عملة جديدة».كان راجو ممن يعلمون بوجود عملة جديدة، لكن في أماكن أخرى كثيرة حلّت العملة الجديدة غريبة، حتى ظنها كثيرون عملة غير كويتية أو ربما مزحة رمضانية أو عملية نصب على الرغم من الجهد الواضح الذي بذله البنك المركزي للتعريف بالعملة الجديدة.أحد أصحاب المحلات في السالمية قال لزبونه «لا نتعامل إلا بالدينار الكويتي!»، وتطلّب الأمر من الزبون أن يقسم برب الكعبة بأن هذه الفلوس حقيقية وخارجة لتوها من ماكينة السحب الآلي.في ما عدا ذلك، لم تخرج عمليات التداول لأوراق النقد من الاصدار السادس للدينار الكويتي أمس عن المعدلات الاعتيادية التي تسجلها عادة مؤشرات التداول النقدي مع بداية كل اسبوع، وربما ساهمت في تهدئتها سحوبات نهاية الأسبوع التي أعقبت تحويل الرواتب.وهذا ما رصدته عدسة «الراي» امس ضمن جولة في الاسواق وعلى شركات الصرافة، حيث لحظ ان حجم السحوبات لم تتجاوز المعدلات العادية التي تتداول عادة في اول ايام الاسبوع بنحو 27 مليون دينار تقريبا، موزعة بين سحوبات بواقع 12 مليونا كاش و15 مليونا عبر عمليات نقاط البيع.وتم امس طرح جميع فئات أوراق النقد الكويتي الجديدة للاصدار السادس في التداول، الا ان السحب الاكثر كان على فئتي الـ 10 دنانير و الـ 5 دنانير، والتي يتم تصريفها في الغالب في اسواق السلع الاستهلاكية، والتي تشهد في مثل هذه الأيام اقبالا شرائيا واسعا، اما في شركات الصرافة فكانت اعلى العمليات المسجلة حتى الساعة العاشرة صباحاً، عملية تحويل بقيمة 200 دينار.وكشف المدير العام لشركة الخدمات المصرفية الآلية المشتركة «كي نت» عبدالله العجمي عن ان حجم السحوبات التي تم تسجيلها خلال الـ 3 أيام الاخيرة باستثناء الاحد بلغت 140 مليون دينار، موزعة بين 65 مليون دينار تم سحبها عبر اجهزة نقاط البيع و 65 مليونا كاش.ولفت العجمي إلى ان يوم الخميس كان اكثر الايام سحبا بين الايام الثلاثة نظرا لتصادفه مع صرف الرواتب، مبينا ان حجم السحوبات التي جرت في هذا اليوم بلغت 60 مليونا موزعة بين 32 مليونا تمت عبر نقاط البيع و 28 مليونا كاش، اما يوم الجمعة فسجلت ادنى معدل، بعد تراجع عمليات السحب خلال هذا اليوم برصيد 37 مليونا، موزعة بين 18 مليونا عبر اجهزة نقاط البيع و 19 مليو دينار كاش.واضاف العجمي ان يوم السبت استعاد عمليات السحب نشاطها برصيد 43 مليونا موزعة على 25 مليون دينار تمت عبر نقاط البيع، و 18 مليونا كاش، منوها إلى ان عمليات السحب لم تشهد اي تغيرات ملحوظة مع بدء اطلاق العملة الجديدة، حيث جاءت السحوبات ضمن الاطار التقليدي الذي يمكن تسجيله مع بداية كل اسبوع ما لم يتصادف مع صرف الرواتب.وبدا واضحا ضمن جول قياس ردود افعال استقبال العملة الجديدة وجود ارتياح عام لدى الجمهور، حيث توزعت اراؤهم بين «nice» وزينة و «حلوة»، وفي هذا الخصوص افاد المهندس الكيميائي البريطاني مارتن انه تفاعل مع العملة الجديدة، ويعتقد انها ستجد ترحيبا واسعا بين الجمهور، اما ليلى اشكناني هي سيدة متقاعدة فلم تخف ارتباكها مع استخدام العملة الجديدة، حيث قالت انها تحتاج إلى مزيد من الوقت للتعود على العملة الجديدة، الا ان انطباعها الأولي انها زينة، وشارك اشكناني المواطن صالح العنزي، الذي أكد على ارتياحه للعملة الجديدة، والوانها التي تميزها، حيث قال انها «زينة».

مشاهدات

طوابير

تغلب شغف مستقبلي العملة الجديدة للحصول عليها على ما عداها من موضوعات، فاصطفوا في طوابير طويلة بعد منتصف الليل، في انتظار المولود الجديد والتقاط الصور له وبثها على وسائل التواصل.

مطالبات

رافق إطلاق العملة الجديدة مطالبات بتوعية المواطنين بوجود فترة انتقالية يتم التعامل بها بالنقد الحالي والإصدار الجديد وتأكيد أن الإصدارين الحالي والجديد معترف بهما قانونيا لعدة شهور.

احتيال؟

رفض عامل بمحل دجاج تقاضي ثمن ما اخذه منه احد الزبائن بالعملة الجديدة ظنا منه بأنه يتعرض إما لعملية احتيال أو مقلب على شاكلة «صادوه» وكاد ينقلب الأمر إلى معركة، ولولا تدخل عدد من المراقبين للموقف لإقناعه بأن هذه هي العملة الجديدة وهي رسمية ومعترف بها لما مر الموقف على خير.

ريبة

لم يقتنع عامل في محطة وقود بأن ما قدمه له سائق مركبة من نقود جديدة هي نقود معترف بها، ونظر إلى المتعامل معه بعين الريبة، ولم يطمئن قلبه إلا بعدما سمع من مدير المحطة أنها عملة جديدة سليمة وصحيحة.

«تويتر» اشتعل

اشتعل تويتر بصور وإبداعات للمغردين مع العملة الجديدة، مبدين إعجابهم بما فيها من مميزات ومظاهر جمالية، كانت مفتقدة في العملة القديمة، مع نشر صور للمقارنة بين العملتين، شكلا وموضوعا.