«أنتن عاملات في الشركات الخاصة ولا علاقة لنا بما جرى»... بهذه الكلمات سكبت وزارة التربية زيتها على نار مجهزات التغذية، فتحول اعتصامهن الهادئ إلى هستيريا مفاجئة من البكاء والرفض والغضب، اجتاحت على أثرها نحو 60 مسرحة من العمل مكتب الوكيلة مريم الوتيد بالقوة ما دفعها إلى الاستنجاد بـ3 دوريات شرطة وعدد من رجال الأمن وحراس الأمن لفض الاعتصام.وفيما شهدت الوزارة أمس فوضى عارمة إزاء تدفق المئات من أولياء الأمور مقدمين تظلماتهم بسبب رسوب أبنائهم من الصف الأول الابتدائي إلى الثاني عشر الثانوي، دخل رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة النائب حمدان العازمي على خط المؤازرة، واصفاً القرار المفاجئ بإلغاء مشروع التغذية في المدارس الابتدائية وقطع أرزاق الناس مطلع الشهر الفضيل بـالجائر والمتعسف الذي لا يراعي أي حرمة أو شعور بالمسؤولية.وشدد العازمي في تصريح للصحافيين على ضرورة محاسبة الوكيلة الوتيد فهي المتسبب الأول في المشكلة التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال لا سيما وان كثيرا من الموظفات لديهن التزامات مالية وقروض وظروف معيشية صعبة مطالباً مجلس الوزراء بالتدخل السريع لحل الأزمة ومتسائلاً في الوقت نفسه «ما الحل البديل لانقاذ 800 مواطنة كويتية هل ستمنحونهن رواتب مثل المسرحين؟».وانتقد العازمي مضاعفة الوزارة الحمل على المواطنين من خلال تسرعها في اتخاذ قراراتها دون مراعاة لأي عواقب أخرى قد تنشأ عنها محملاً وزير التربية مسؤولية ما يجري رغم أنه على يقين بأنه لا يعلم عن الموضوع شيئاً مطالباً الإسراع في إيجاد الحلول وتوظيف الموظفات المسرحات في قطاعات الوزارة المختلفة كالمقاصف المدرسية أو البدالة أو ضابطات أمن في المدارس.وفيما حاول رجال الأمن المتواجدون أمام مكتب الوكيلة الوتيد تهدئة الموقف وإقناع المعتصمات بالمغادرة، رفض عدد كبير منهن الامتثال للطلب ما لم تقم الوكيلة بمقابلتهن معلنات استنكارهن البالغ لجميع الإهانات والإساءات التي وجهت إليهن من قبل مسؤولي الوزارة، ولا سيما أن أحداً منهم لم يعيرهن اهتماماً في الاعتصام السابق الذي امتد وفق قولهن من السابعة حتى العاشرة صباحاً.وقالت إحدى المعتصمات بصوت باك «نحن عاملات نعم ونتشرف أن نكون عاملات في أي موقع نخدم فيه بلدنا الكويت، وإن كانت الوزارة تقزمنا وتصغرنا فنحن نرى دورنا كبيراً جداً في خدمة الكويت» مبينة أن الوزارة فاجأت الجميع بقرار إلغاء المشروع رغم تعهد وزير التربية السابق أحمد المليفي بأنه «لن يتم إلحاق الضرر بمشرفات التغذية وسيتم تحويل عقودهن على الجمعيات التعاونية التي سوف تشرف على تنفيذ المشروع».وأضافت أخرى «لدينا التزامات مالية صعبة وقروض فهل يسر وزارة التربية أن ترى 800 مواطنة في السجن لا قدر الله، ولماذا يرفض مسؤولوا الوزارة الاستماع إلى شكوانا وهي المتسببة الأولى بكل الضرر الذي لحق بنا» مبينة أنه كان من المفترض ومن أبسط الأمور خروج الوكيلة لمقابلة المعتصمات ومناقشة مطالبهن بدلاً من رفض المقابلة وطلب الشرطة.وذكرت موظفة ثالثة أنها وعددا من زميلاتها توجهن إلى برنامج إعادة الهيكلة لإيجاد حل للمشكلة فقال لهن مسؤولو الجهاز بأنهن يعتبرن من المسرحين وعليه سوف تحول 60 في المئة من رواتبهن إلى البنوك لمدة 6 أشهر فقط مؤكدة أنها وزميلاتها لديهن طلبات توظيف قديمة في ديوان الخدمة المدنية امتدت منذ نحو 5 سنوات إلى أنه حتى اللحظة لم يتم ترشيحهن للعمل في أي جهة حكومية الأمر الذي دفعهن إلى القطاع الخاص للعمل وتمرير شؤون حياتهن الصعبة وفق قولهن مناشدات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك التدخل لإنقاذ بناته وبنات الكويت من الضياع.وفي هذه الأثناء خرجت الوكيلة الوتيد وقابلت المعتصمات وأكدت أنها ستجتمع الأسبوع المقبل مع برنامج إعادة الهيكلة للبحث عن وظائف بديلة لهن.
محليات
60 مسرّحة أجهشن بعد وصف الوزارة لهن بالعاملات
اعتصام مشرفات التغذية ... بكاء وغضب واقتحام
02:46 م