بدأ بنك الكويت المركزي صباح اليوم عمليات التداول بأوراق النقد من الاصدار السادس للدينار الكويتي بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، وتتميز بمواصفات فنية وأمنية على أعلى مستوى.ويستخدم الاصدار الجديد للعملة الكويتية أحدث السمات الأمنية الظاهرة والكامنة في طباعة أوراق النقد تشمل تغير الألوان وظهور أشكال هندسية لدى احداث ميل بورقة النقد ما يجعل هذا الاصدار منظومة فنية متكاملة لرمز وطني غال يحتضن امتداد التاريخ وأصالة التراث في هذه الأرض التي أيقن أهلها أهمية التجارة والاقتصاد القوي لبناء الأوطان منذ أواسط القرن الثامن عشر.وأكد محافظ بنك «المركزي» الدكتور محمد يوسف الهاشل استكمال البنك الاستعدادات والاجراءات المختلفة المتعلقة بتنفيذ برنامج طرح الاصدار السادس الجديد لفئات أوراق النقد الكويتي للتداول غدا (اليوم). وقال الهاشل لـ «كونا» انه سيتم طرح جميع فئات أوراق النقد الكويتي الجديدة للاصدار السادس في التداول اعتبارا من اليوم كما تم الاعلان عن ذلك سابقا.وأضاف أن أوراق النقد الجديدة بفئاتها كافة ستكون متاحة للجمهور عبر أجهزة السحب الآلي لدى كل البنوك العاملة في البلاد وداخل مقرات تلك البنوك وفروعها اضافة الى أجهزة السحب الآلي لشركة (كي.نت)، حيث قام (المركزي) بتزويد كل تلك الجهات بأوراق النقد الجديدة للاصدار السادس للدينار الكويتي. وأوضح أن الاصدار السادس الجديد لفئات أوراق النقد الكويتي جاء بناء على قرار مجلس الوزراء بجلسته المنعقدة في العاشر من يونيو العام الماضي باعتماد التوصية الصادرة عن مجلس ادارة بنك الكويت المركزي في شأن الاصدار السادس الجديد لأوراق النقد الكويتي، بما في ذلك اعتماد فئات الاصدار وتصميمها وألوانها وسائر مواصفاتها الأمنية والفنية.وفي اطار بيان الاجراءات المتعلقة بطرح الاصدار السادس الجديد للتداول تناول الهاشل أربعة جوانب من تلك الاجراءات يتمثل أولها في أن فئات أوراق النقد الكويتي للاصدار الجديد هي الفئات الحالية نفسها (الاصدار الخامس) دون اضافة أي فئات جديدة وهي فئات (ربع دينار ونصف دينار ودينار وخمسة دنانير وعشرة دنانير وعشرون دينارا).وعن ثاني هذه الجوانب شدد على أن طرح أوراق النقد من الاصدار السادس الجديد للدينار الكويتي للتداول لا يمس صلاحية أوراق النقد من الاصدار الخامس للدينار الكويتي المتداولة حاليا والتي تحتفظ بقوة الابراء كعملة قانونية الى حين صدور قرار سحبها من التداول لاحقا. وقال الدكتور الهاشل انه سيتم الاعلان عن قرار السحب في حينه وعليه والى حين صدور قرار السحب فإن أوراق النقد الحالية من الاصدار الخامس ستبقى صالحة للتداول بحكم القانون جنبا إلى جنب أوراق النقد الجديدة للاصدار السادس في المرحلة الحالية.وعن الاجراء الثالث أفاد بأن البنك المركزي يقوم منذ 19 مايو الماضي بحملة اعلامية توعوية واسعة للاصدار السادس الجديد لاوراق النقد الكويتي بهدف توعية الجمهور بالجوانب المختلفة لمواصفات هذا الإصدار وبصفة خاصة ما يتعلق بالتصميم الجديد للأوراق النقدية بمختلف فئاتها وكيفية التعرف على العلامات الأمنية في كل منها.وأشار الى أن هذه الحملة الاعلامية التوعوية شملت مختلف وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمطبوعات الورقية الايضاحية لتوعية الجمهور بتصميم الأوراق النقدية الجديدة وعلاماتها الأمنية وكيفية التعرف عليها. وبين أنه تم تصميم واخراج وانتاج فيديو اعلاني للتعريف بالاصدار ومواصفاته وعلاماته الأمنية وعرض في عدد من وسائل الاعلام المرئي واضافته الى الموقع الرسمي لبنك الكويت المركزي على شبكة الانترنت حيث يمكن مطالعته في أي وقت مع نشر ذلك الفيديو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تعميما للفائدة.وأكد الهاشل ان «المركزي» سوف يظل على تواصل مستمر مع الجمهور لشرح وتوضيح المواصفات الفنية والأمنية لفئات أوراق النقد للاصدار السادس الجديد وأي أمور أخرى تتعلق بذلك الشأن. وقال بالنسبة للاجراء الرابع انه في اطار تنفيذ برنامج طرح الاصدار السادس الجديد للنقد الكويتي للتداول فقد تم استكمال تدريب موظفي البنوك المحلية المختصين والجهات الأمنية ذات الصلة على العلامات الأمنية والجوانب الفنية في أوراق النقد الجديدة. وأكد الحرص على مواكبة التطورات العالمية في المجالات المختلفة لأعمال البنوك المركزية وبما يساهم في ترسيخ الدور الذي يقوم به البنك في تعزيز الاستقرار النقدي والمالي وخدمة الاقتصاد الوطني في مختلف المجالات.مواصفات العملة الجديدةيمثل علم الكويت قاعدة فنية ملهمة لكل الاوراق النقدية الجديدة لهذا الاصدار في تأكيد للهوية الوطنية والاعتزاز بها، وصممت الاوراق الجديدة لتعبر كل واحدة منها بشكل مستقل عن إحدى البيئات الخاصة في الكويت سواء البحرية أو الصحراوية. ويجسد تصميم العملات أيضا المعالم التاريخية في البلاد كآثار جزيرة (فيلكا) وأول مسكوكة نقدية تحمل اسم الكويت والمعالم التراثية كالباب الكويتي القديم والصناعية كناقلة النفط ومصفاة تكرير النفط في الكويت.وعلاوة على ذلك يجسد تصميم العملات أيضا المعالم التجارية كسفن التجارة وصيد اللؤلؤ وصولا إلى المعالم العمرانية كقصر السيف ومبنى مجلس الامة وأبراج الكويت وبرج التحرير والمسجد الكبير ومبنى بنك الكويت المركزي. ويكتنف الاوراق النقدية الجديدة تصميم زخرفي خاص وبارز يمكن مشاهدته وتلمسه كما يتيح للمكفوفين التعرف على الورقة النقدية باللمس علاوة على أن لكل فئة منها نمطا زخرفيا خاصا للخلفية وتستوحي الزخارف كلها الفن الاسلامي في تاكيد على مفهومي الاصالة والانتماء.أما من الناحية الاقتصادية فلا يمس طرح أوراق النقد من الاصدار السادس للدينار الكويتي للتداول صلاحية أو قيمة أوراق الاصدار الخامس المتداولة حاليا بل انها تحتفظ بقوة الابراء كعملة قانونية الى حين صدور قرار سحبها من التداول لاحقا على أن يتم إعلان ذلك في حينه رسميا. وفي عودة الى التاريخ يمكن القول إن تداول العملة في الكويت يعود الى أكثر من 200 سنة قبل الميلاد ودل على ذلك العثور بين آثار جزيرة فيلكا على عملات فضية ونحاسية نقش عليها رأس الاسكندر الأكبر وعملات أخرى من عهد المملكة السلوقية التي حكمت الجزيرة آنذاك. أما في القرون القريبة ومع استقرار الكويتيين واختيارهم للشيخ صباح الأول عام 1753 حاكما عليهم ظهرت الحاجة الى عملات خاصة بهذا المجتمع المدني الجديد لتساهم في استكمال أركانه فظهرت آنذاك أول عملة متداولة في الكويت سميت (طويلة الحسا). وكانت هذه العملة غريبة الشكل وصممت على هيئة مشبك للشعر وكانت سائدة في منطقة الاحساء قبل تأسيس الكويت ومنها انتقلت إلى البلاد وتداولها السكان حتى عام 1790 عندما ظهر الريال النمساوي. من ثم تعاقبت عملات أخرى من قبيل الفارسية والليرة الذهبية العثمانية وعملات أخرى أكثر تعقيدا من قبيل (الشرخي وأبودبيلة والشاهية) لكنها لم تلق رواجا بسبب تعقيدات رافقت عملية الحساب وعدم اقبال الناس عليها. ومع زيادة أعداد السكان في الكويت وتنامي التجارة البحرية ووصول رحلات تجار اللؤلؤ الكويتيين إلى الهند اضطر التجار إلى تسلم عائد اللؤلؤ بالعملة الهندية (الروبية) وحملها إلى الكويت وطرحها في الأسواق للتداول ومن هنا ظهرت الروبية في الكويت وتم تداول سبعة أنواع منها بين العامين 1835 و1960. وكان الكويتيون يدركون أهمية اصدار عملة وطنية بمواصفات عالمية وترسخ لديهم هذا الاعتقاد لدى اصدار الحكومة الهندية عام 1959 إعلانا نشر في الجريدة الرسمية الكويتية مفاده انها تتكبد خسائر فادحة في الاحتياطي من نقدها الأجنبي نتيجة تصدير الأوراق النقدية الى منطقة الخليج العربي بكميات تزيد كثيرا عن حاجة تلك المنطقة ومن ثم استبدالها بالجنيه الاسترليني. ولمعالجة هذا الأمر استبدلت الحكومة الهندية الاوراق النقدية المتبادلة بأخرى جديدة خاصة من مختلف فئات الروبية واعتبارا من أول يونيو 1959 أصبحت هذه الأوراق الجديدة العملة القانونية في الكويت، ولكن هذه العملة الجديدة لم تستمر طويلا بل كانت سببا بالمسارعة الى اصدار نقد كويتي وطني مستقل وهكذا وفي أعقاب تبديل الروبيات الهندية عاد التفكير من جديد بمشروع عملة وطنية كويتية.وفي التاسع عشر من أكتوبر 1960 صدر مرسوم أميري بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار وحدة للنقد الكويتي الجديد وبموجبه تأسس مجلس النقد الكويتي الذي أنيطت به عمليات اصدار النقد الكويتي وفي أبريل من العام ذاته ظهرت أول عملة ورقية كويتية هي الدينار الذي أصبح عملة الكويت الرسمية منذ ذلك الوقت.

الصالح: مفاوضات لعودة الإمارات وعمان للعملة الخليجية

العربية. نت - أكد وزير المالية الكويتي أنس الصالح إن المفاوضات عادت لانضمام الإمارات وعمان للمجلس النقدي الخليجي. وبحسب صحيفة الاقتصادية، لفت الوزير إلى ان إجراءات المجلس النقدي الخليجي قطعت شوطا كبيرا بين دول الخليج المشاركة فيه، مبينا أن بعض النقاط الفنية ما زالت محل بحث ونقاش وزراء المالية حتى يمكن المضي قدما في هذا المشروع بشكل أفضل.وقال الصالح على هامش مشاركته في اجتماع مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية إن احتمالية انضمام كل من الإمارات وعُمان إلى المجلس النقدي ما زالت قائمة، مضيفا «البحث والنقاش والحديث في هذا الجانب سيوصل إلى نتيجة بمشيئة الله». وأشار أن وزراء المالية الخليجيين يقومون بالتنسيق بشأن المجلس النقدي. وأضاف «نقوم بالتنسيق بين وزراء المالية الخليجيين في هذا الاتجاه بشكل حثيث، قطعنا شوطا وما زالت هناك بعض النقاط التي نقوم ببحثها حتى نتمكن من المضي قدما بشكل أفضل، ومعظم هذه الجوانب فنية».