تسابق التحقيقات التي تجريها الأجهزة المختصة في لبنان في ملف «انتحارييْ الروشة» كما في تفجيريْ ضهر البيدر ومدخل الضاحية الجنوبية الانتحارييْن وايضاً في قضية الموقوف من جزر القمر الذي يحمل الجنسية الفرنسية، الاجراءات الوقائية التي تتواصل على الأرض وتشكل الفنادق «مسرح عملياتها».وعلى خط انتحارييْ فندق «دوروي» اللذين يُعتقد انهما سعوديان وفجّر احدهما نفسه (أحمد عبد الرحمن الثويني) في غرفته خلال مداهمتها من عناصر من جهاز الامن العام فيما اصيب الثاني (عبد الرحمن الشنيفي) بجروح وهو يقبع في المستشفى، تم تسجيل الوقائع الآتية:* اطلالة «ولاية دمشق - القلمون» التابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام في اول تغريدة لها على «تويتر» متبنية التفجير الانتحاري في فندق ديروي - الروشة ومعتبرة «ان التفجير يستهدف مجموعة امنية تابعة للامن العام الموالي لـ «حزب الشيطان»، علماً ان «لواء أحرار السنة - بعلبك» كان تبنى بدوره ما حصل في الفندق المذكور.* الكشف عن ان الشخص الثالث الذي تولى مساعدة الانتحاريين منذ وصولهما إلى بيروت من اسطنبول في 11 يونيو الماضي هو منذر خلدون الحسن من بلدة بزبينا في عكار ويحمل الجنسية السويدية، وقد أمّن الأحزمة الناسفة والمتفجرات للانتحاريين، وأن هذا المطلوب الذي تم تعميم صورته يتجول بسيارتين الأولى من نوع نيسان لون بيج قديمة الطراز، والثانية مرسيدس لون رمادي موديل 2005، ويحتمل أن تكون هاتان السيارتان مفخختين على حد ما جاء في بيان صدر عن الأمن العام.واشارت معلومات يوم امس الى ان المنذر شوهد يغادر منطقة البداوي (قرب طرابلس في الشمال) نحو جرود عكار وان الجيش والقوى الأمنية يبحثون عنه فيما ذكرت تقارير أن الحسن هو شقيق معتصم الحسن وحسن الحسن العضوين في تنظيم «جند الشام» اللذين نفذا عمليتين انتحاريتين في سورية العام الماضي وان احد أشقائه موقوف حالياً في دولة أوروبية في قضية محاولة تفجير قطارات، وان شقيقين آخرين له هما من ضمن المجموعة الاسلامية الموقوفة في سجن روميه حالياً.* ما نُقل عن مصادر امنية من ان احد انتحارييْ الروشة اللذين كان ينزلان في الغرفة رقم 307 في فندق «دوروي» وتحديداً الشنيفي خرج بعد أيّام قليلة من وصوله إلى الفندق باتجاه منطقة الحمرا، ودخل إلى فندق «نابوليون» طالباً مقابلة الفرنسي المتحدّر من جزر القمر الذي أوقف في الفندق المذكور في 20 يونيو، وان السعودي كان عليه تسليم الفرنسي ألف دولار أميركي فور وصوله إلى لبنان إلا أنّ مشغّليه أعطوه «الاسم الجهادي» للفرنسي، في حين أنّ الأخير كان حجز في نابليون باسمه الحقيقي، ما حال دون تواصل الرجلين في هذا اللقاء.* تقاطُع المعلومات الامنية ان انتحاريي الروشة، وبناء على اعترافات الشنيفي، كانا يزمعان تنفيذ عمليّة انتحارية مزدوجة داخل مطعم «الساحة» على طريق المطار، وذلك مساء يوم امس في الوقت الذي كان مقرراً أن تقام فيه مناسبة داخل المطعم، في حين تشير مصادر امنية الى ان مستشفى الرسول الاعظم (في الضاحية الجنوبيّة) كان على الأرجح أحد أهداف العمليات الثلاثة التي حصلت منذ يوم الجمعة الماضي.* ان التحقيقات في قضية تفجير مدخل الضاحية تستبعد ان يكون هدف الانتحاري قهوة «ابو عساف» القريبة اذ ان الانتحاري كان تجاوزها، مشيرة الى ان الاخير سلك الطريق عكس السير على ما درج عليه سكان المحلّة ظناً منه انه قد ينجح في العبور على الأرجح الى داخل الضاحية الجنوبية، الا ان المقود اصيب بعطل و«اقفل» وهو ما جعله يتوقف.واكدت مصادر أمنية لـ «الراي» ان التحقيق يدقق في فرضية ان يكون هناك شخص آخر فجّر سيارة الانتحاري عن بُعد عندما لاحظ ارباكه وانكشاف امره، لافتاً الى ان طريقة تفخيخ السيارة لا تنمّ عن حرفية.ويُذكر انه في سياق الحرب الاستباقية على الخلايا الارهابية، اوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي شخصين على ذمة التحقيق خلال مداهمتها فندق «رمادا» (سفير سابقاً) المجاور لفندق «دوروي» اول من امس، وذلك بعدما تم التدقيق في هويات جميع نزلاء الفندق.وفي موازاة ذلك، نوّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بـ «حجم التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمناخ السياسي الذي توفره الحكومة، ما انعكس على النجاحات التي تحققت حتى اليوم».وقال عباس «نحن في أعلى نسبة جهوزية في هذه الأيام، وبإذن الله قادرون على خوض هذا التحدي الى النهاية للقضاء على الإرهاب»، لافتاً الى «ان العمل الوقائي أهم من العمل الأمني، وهو الذي يجنب المخاطر».وإذا كانت حسمت مسألة التثبت من هوية انتحاريي فندق «دوروي» السعودية، قال: «نحن لا نبحث عن جنس الملائكة، الإرهاب ليس له هوية ولا دين. الأوراق الثبوتية التي بين يدينا تثبت هوية الانتحاري ورفيقه الموقوف، إنما هذا لا يؤشر إلى أي شيء على المستوى الأمني».