التاريخ العشائري للعراق حافل بالأحداث العظيمة التي ما زالت بطون كتب التاريخ ترويها بشرف وكـــــبرياء، والمستعرض لها سيجد أن العشــــــائر العراقية لعبت دوراً عظيماً في تغيير خريطة الكـــثير من الأحداث في المشهد العـــــــراقي العالمي، كيــــف لا وهي الـــــتي كانت سيدة الثورات بأبطالها وعدتها وعددها وعتادها.منذ عام 2006 بدأ الذل والتهميش يمس العشائر العراقية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وبدأت تُعامل العشائر بمنهج اللا احترام واللا تقدير، وهذا كله بفضل سياسة الحكومة الطائفية العنصرية التي كانت تفرق بين الشعب العراقي الواحد. وهذه الحكومة بسبب عدم حسن إدارتها للعراق جعلت عشائرها تُشعل ثورة شعبية جديدة ضدها، بعد تلك الثورات الصغيرة التي استطاعت أن تخمدها في السنين التي مضت، حيث ان الثورة الجديدة للعشائر العراقية هذه المرة أتت كبيرة وسريعة ودخل فيها على الخط عدة أطراف مسلحة على رأسها جماعة داعش الإرهابية وبعض الميلشيات المسلحة الأخرى.ولا غريب أن يحدث كل هذا الآن في العراق، بل كان من المفترض أن يحدث منذ عام 2006م، منذ قيادة هذه الحكومة للعراق بشكل سلبي جداً أقامت فيه مشانق الإعدام وملأت به المعتقلات والسجون بالألوف المؤلفة من أبناء الشعب العراقي، وأهملت فيه العراق أمنياً ومعيشياً وتنموياً، ولم تكتفِ بهذا فقط بل قتلت واعتقلت وحاربت وعادت وهددت وتوعدت كل شخص وكل جهة سياسية عراقية لا تتفق مع سياسته االخاطئة في إدارة البلاد.ولأن هذه الحكومة حصدت كره جميع أطياف أهل العراق وكل طوائفها وها هي الآن تتأكد أنها لم تكن تسوس الملك الذي في يدها سياسةً صحيحة، حيث وقف ضدها الآن وانقلب عليها الكثيرون ممن كانوا حولها، وأخذوا يرشقونها بعبارات اللوم والتعنيف بسبب طائفيتها النتنة وسياسة الإقصاء والعنجهية التي كانت تتعامل بها مع الكثير من أهل العشائر العراقية، الذين هم اليوم يُطلقون ثورة جديدة عظيمة ستجعل هذه الحكومة تعض ابهام الندم.halrawie@gmail.com
مقالات
حسين الراوي / أبعاد السطور
العراق... وإبهام الندم
04:29 م