حمل المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني الذي انعقد في روما اشارتين بالغتيْ الدلالة، الاولى عبّرت عن امتعاض قوي من التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية والثانية عن الدعم الكامل لـ «الحكومة الرئاسية» في تأدية واجباتها خلال الفترة الانتقالية.فالمؤتمر الذي بحث المساعدات الضرورية للجيش اللبناني تنفيذاً لخلاصات اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في 25 سبتمبر الفائت في نيويورك وتبناها مجلس الامن في 26 نوفمبر المنصرم وايضاً إنفاذاً لقرارات قمّة الكويت في هذا الشأن نهاية مارس الماضي، شهد مفارقة حجبت أهمية نجاحه في جمع ممثلي 43 دولة في العالم أكدوا الدعم الدولي للبنان وحفظ استقراره.وتمثّلت هذه المفارقة، التي أضاءت عليها تقارير في بيروت، في غياب ممثلي الدول الخمس الكبرى، اي وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، وفرنسا لوران فابيوس، وبريطانيا وليم هيغ، والصين وانغ يي عن المؤتمر وانتداب من يمثلهم، كما غاب الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الموجود حاليا في جنيف (حضر ممثله السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان) فيما لم تشارك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.وكان لافتاً ان البيان الختامي الذي تضمّن 12 بنداً اشتمل على إبداء المجتمعين «أسفهم العميق لعدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ضمن المهلة التي حددها الدستور»، وعبروا عن دعمهم الكامل للحكومة اللبنانية في تأدية واجباتها خلال هذه الفترة الانتقالية وفقا لاحكام الدستور الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية «بما في ذلك الواجبات المتعلقة بتطبيق القرار 1701 ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة الناجمة عن النزاع في سورية»، وأكدوا أهمية انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن في سبيل الثقة والاستقرار في لبنان، مذكّرين بأهمية الاستمرار في احترام سياسة النأي بالنفس والتزام اعلان بعبدا.كما اشار البيان الى ان المجتمعين «أخذوا في الاعتبار الضغوط الاستثنائية على القوات المسلحة اللبنانية وأقروا باستجابتها الفاعلة للتحديات الامنية المتزايدة في لبنان»، مشددين على ان هذه القوات «لا تزال عنصرا أساسيا وكذلك رمزا لوحدة لبنان الوطنية».وفيما كانت مداخلات عدد من الوزراء المشاركين ركّزت على «اهمية دعم لبنان واستقراره وأمنه نظرا الى أهمية لبنان وموقعه في محيطه وأهميته بالنسبة الى أوروبا والعالم» مع تشديد على «أهمية دعم الجيش اللبناني وتقويته وتوفير كل السبل الآيلة له من اجل مساعدته على المحافظة على الاستقرار الداخلي من جهة وعلى مواجهة التحديات التي ترتبها عليه التطورات في سورية» دون ان يفضي المؤتمر الى اقرار اي مساعدات مالية او عينية، برزت كلمة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي اشار في معرض حديثه عن صعوبة حصر الصراع في سورية داخل حدودها متوقفاً عند ما يحصل في العراق ومشدداً على وجوب دعم جيش لبنان لوقف التدحرج من جانبه.وقال باسيل في اشارة ضمنية الى «حزب الله»: «الدحرجة كانت بدأت اساساً في اتجاه لبنان وما ساهم في وقف زحفها حصول تدخل لفريق لبناني داخلي وقد أبعد بذلك الخطر الخارجي الارهابي عن لبنان الا انه عمّق الانقسام الداخلي فيه نتيجة تطييف الموضوع. ان هذا الربح الكبير قابلته خسارة كبيرة ما كانت لتقع لو كان جيش كل اللبنانيين هو من قام بالمواجهة وهو لم يقم بالمواجهة اللازمة لغياب القرار السياسي وهذه مسؤوليتنا وبسبب غياب دعمكم المادي له وهذه مسؤوليتكم».