أعرب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عن "الإدانة الشديدة لجميع أعمال الإرهاب التي تستهدف العراق وأمنه ووحدته"، داعياً إلى "تحقيق الوفاق والوئام الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية عبر الانخراط في حوار جاد شامل يستهدف التوافق الوطني لمواجهة التهديدات الخطيرة التي تعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدته الوطنية". وفي كلمة الكويت خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ41 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت الشيخ صباح الخالد الى امتداد آثار الأزمة السورية على دول المنطقة حيث قال: "كما حذرنا مرارا من امتداد تداعيات ما يحدث في سورية على دول المنطقة، لنؤكد مجددا على ضرورة احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية". من جهة ثانية، أشار الخالد الى أن "الأمة الإسلامية تمر بتحديات عصيبة ومتغيرات متسارعة تستلزم من الجميع التكاتف والترابط والسعي لمواجهتها"، لافتاً الى "ما يعانيه الشعب الفلسطيني من الآلام والمعاناة على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلية".وقال: "إن السلطات الإسرائيلية تمارس أقصى درجات الحصار والإنكار لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتمحو أمانيه في تحقيق سلام عادل وشامل يضمن قيام دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وفق القرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة". وهنأ النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القيادة الفلسطينية على تشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة، متمنيا لها "التوفيق والنجاح لمجابهة المسؤوليات الجمة الملقاة على عاتقها". وعبر عن الشعور "بالحسرة والأسى على ما يعانيه الأشقاء في سورية بشكل يومي من قتل وتعذيب ونزوح وهجرة بالملايين ومظاهر مدن أضحت أشباحا من هول الدمار الهائل الذي لحق بها، مما يجعلنا مطالبين بمضاعفة مسؤولياتنا والعمل على مواصلة الجهود مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية الطاحنة". وأكد أن "دولة الكويت وتواصلا لمساعيها في التفاعل الإنساني مع الازمة في سورية فقد استضافت مؤتمرين دوليين للمانحين من أجل سورية ودعم العمليات الإنسانية، وساهمت بما يقارب 800 مليون دولار سلمت بالكامل لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشأن الإنساني وذلك للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق". وقال: "كما ندين بهذا الصدد عمليات اختطاف أعضاء القنصلية التركية في الموصل، متمنين سرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة لإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن". ورحب الشيخ صباح الخالد "بالتطورات الإيجابية لمحادثات مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع ايران"، معربا عن الأمل في "استمرار هذه الأجواء الإيجابية وصولا إلى اتفاق شامل ونهائي تجاه البرنامج النووي الإيراني". ولفت إلى "ما تتعرض له أقلية الروهينغا في ميانمار من عمليات اضطهاد وقمع وتهميش تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية والديانات السماوية ومبدأ حقوق الإنسان"، داعيا الى "بذل أقصى الجهود مع المنظمات الدولية لضمان حقوقهم وإيصال المساعدات لهم". كما ندد بالأحداث التي وقعت في جمهورية إفريقيا الوسطى وأدت على نزوح آلاف المسلمين منها إلى الدول المجاورة. وهنأ الشيخ صباح الخالد في كلمته "الأشقاء في مصر على نجاح الانتخابات الرئاسية التي جرت بشفافية بشهادة مراقبين دوليين وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد وتشكيل الحكومة المصرية الجديدة"، متمنيا لمصر ولشعبها النجاح والتوفيق. ورحب في الوقت نفسه "بالتزام مصر بخريطة المستقبل"، متطلعا الى الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في العام الجاري. وقال: "لاشك أن قرار مجلس الامن والسلم الافريقي أمس القاضي برفع تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي يعد خطوة ايجابية اخرى نحو استعادة جمهورية مصر العربية لدورها الريادي والمحوري إقليميا ودوليا". وشدد على أن "الواقع الخطير والمرير الذي يمر به العالم الإسلامي يدعو إلى التفكير في خطوات فعالة نحو نبذ التطرف والغلو والبحث عن حلول مستدامة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، منطلقين من سماحة ديننا الإسلامي الحنيف والسيرة الكريمة العطرة لنبينا الطاهر الأمين كنبراس لحياتنا وتقويما لسير امتنا". وهنأ الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على ترؤسه أعمال الدورة الحالية، مؤكدا الثقة بأنها "ستكلل بالنجاح نظرا لعميق خبرته وحكمته وحسن إدارته". كما تقدم بالشكر والامتنان إلى "حكومة خادم الحرمين الشريفين على كرم الضيافة وحفاوة الاستقدام منذ وصول الوفد الكويتي إلى أرض المملكة العربية السعودية، وعلى كل الجهود المبذولة في سبيل إنجاح أعمال المؤتمر". وقال: "كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص الإشادة والامتنان لمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني وجهاز الأمانة العامة لكل التحضيرات والترتيبات التي بذلت للتجهيز لأعمال هذه الدورة". وأعربعن تطلعه إلى اللقاء بوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة مجددا في بلدهم الثاني الكويت خلال الاجتماع الوزاري المقبل الـ42 ، والذي ستنظمه دولة الكويت العام المقبل 2015.