اكتسب مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني الذي انطلق امس في العاصمة الايطالية أهمية مضاعفة في ظل تَعاظُم المخاوف من تَمدُّد ما يجري في العراق الى دول اخرى تقع في دائرة «شد الحبال» الذي اتخذ منحى غير مسبوق على النفوذ الاقليمي ضمن «قوس الازمات» الذي كانت سورية الحلقة الاكثر احتداماً فيه قبل ان تنضمّ اليه «بلاد الرافديْن».واذا كان مؤتمر روما الذي يحضره وزراء الخارجية والدفاع لـ 45 دولة حمل عنواناً رئيسياً هو «إظهار الدعم السياسي الدولي للجيش اللبناني بصفته أداة لتأمين الاستقرار في المنطقة» كما كانت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغريني اعلنت ابان زيارتها لبيروت قبل نحو عشرة ايام، فان الشغور الرئاسي الذي يعيشه لبنان منذ 25 مايو الماضي سيرخي بثقله على المداولات التي ستتركّز على بحث المساعدات الضرورية للجيش اللبناني تنفيذاً لخلاصات اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في 25 سبتمبر الفائت في نيويورك وتبناها مجلس الامن الدولي في 26 نوفمبر المنصرم وايضاً إنفاذاً لقرارات قمّة الكويت في هذا الشأن نهاية مارس الماضي.ورغم ان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي اعلن قبيل توجّهه الى روما أن الدعم للجيش اللبناني لم يتأثر بعد بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، الا انه أبدى خشيته من ان يؤثر الشغور الرئاسي على الثقة بلبنان، داعياً الى الاستعجال في إتمام الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، وموضحاً «ان مؤتمر روما سيشكّل فرصة لتكريس الخطوات التي نفذت لغاية اليوم على صعيد دعم الجيش اللبناني ولتكثيف الأفكار حول ماهية الاحتياجات الإضافيّة للجيش في ظلّ الخطّة الخمسية التي كانت قد وضعتها قيادته».وفي ما يتم التعاطي مع المؤتمر على انه يعيد لبنان الى واجهة الاهتمام الدولي، فان اي أوهام لم تسد بيروت في ان تفضي هذه «التظاهرة» الى إقرار مساعدات عينية للجيش اللبناني على شكل هبات مالية اسوة بالهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، وعو ما ربطته تقارير صحافية بأن دولاً عدة تنتظر ما سيؤول اليه موقع الرئاسة الاولى في لبنان.