رغم الاستقبال الطيب الذي حظيت به كلمة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر الدكتور احمد الطيب في افتتاح مونديال البرازيل 2014، على مستوى العالم عندما تحدث باسم 1.5 مليار مسلم الا ان وسائل الاعلام البرازيلية ركزت كثيرا على فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية الطبيب المصري ياسر برهامي الذي افتى «أن مباريات الكرة نوع من الالهاء الشديد جدا وتغيب العقل عما يحتاجه المسلم من أمتنا لأمر دينه وأمته وبناء لشخصيته وأمور كلها واجبة في الحقيقة».ووصل الامر في السخرية منه ان تساءلـت صحيفة «غلوبو سبورت» البرازيلية عن رأيه في قصات شعر التي قام بعملها نجوم المنتخب الجزائري عقب وصولهم الى مدينة سوروكابا من أجل عمل «نيولوك» لهم قبل ظهورهم في البطولة هل هي حلال او حرام، حيث قاموا بعمل قصات شعر على طريقة عدد من نجوم اللعبة رغم ان تعاليم الدين الاسلامي لا توافق على ذلك لان حلق كل واحد منهم بعض رأس وترك بعضه حرام.واستعان لاعبو منتخب الجزائر الفريق العربي الوحيد الجزائر في المونديال بالمجموعة الثامنة مع روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية، بمصفف شعر برازيلي صغير السن من مدينة سوروكابا البرازيلية والذي قال «لقد حصلت على الثقة من عدد كبير من اللاعبين وهو ما جعلهم يطلبون مني تنفيذ بعض قصات الشعر لهم ومن ابرزها قصة شعر لاعب منتخب البرازيل وصاحب اول هدفين في المونديال نيمار، وعمل عدد من العلامات وكانوا يشرحون لي معناها لتنفيذها بشكل جيد».وتمنى العديد من الجزائرين ألا يلجأ بعض لاعبي منتخبهم كما حدث في مونديال جنوب افريقيا الى التسريحات والصباغة الغريبة للشعر، التي أساءت اليهم، خاصة أنهم زوقوا أنفسهم خارجيا وبقي الأداء دون الاقناع، والمقصود هنا هما لاعبان اثنان، وهما سفير تايدر وحسان يبدة. وكان بعض اللاعبين قد صدموا الجماهير في كأس العالم الماضية جنوب افريقيا 2010 في أول مباراة ضد سلوفينيا بتسريحاتهم وصباغة شعرهم وهم كريم زياني وفوزي شاوشي وحسان يبدة وعبد القادر غزال، ومنهم من جملت أجسامهم الأوشام اللاعبان مبولحي ومجاني.كلاهما... حرم «الساحرة»ورسمت بعض من وسائل الاعلام البرازيلية ياسر برهامي في صور كاريكاتورية بعضها على هيئة «هنري الثاني» ملك انكلترا العام 1154م، الذي حرم كرة القدم وقال بانها تسبب ازعاجا للملائكة على الاض لانها تسبب ضوضاء كبيرة في المدينة بسبب دفع كرات كبيرة ما يسبب العديد من الشرور لاسامح الله، لذا نأمر بعقوبة السجن وبمنع هذه اللعبة في المدينة في المستقبل «وسن قوانين تهدد بالسجن لمن يضبط وهو يمارس كرة القدم يقول:.وهنري الثاني واحد من أكثر ملوك انكلترا اثارة حكمه للبلاد، كان «هنري الثاني» ملكاً سطع نجمه بين سائر الملوك، وتمكن من خلال شخصيته القوية وذكائه الحاد من بسط سلطته بالقانون وبحد السيف حيث تولى الحكم في الحادية والعشرين من عمره حين ورث عرش انكلترا، الا أنه لم يكن انكليزياً بالكامل، فقد كان يتقن الفرنسية وقد ورث أراضي شاسعة وألقابا رفيعة المستوى في فرنسا، كان هنري ثمرة تلك الثقافة الانكليزية الفرنسية الهجينة التي حكمت انكلترا منذ الغزو النورماندي.وبعد وفاة الملك هنري عام 1189م، ورث العرش ابنه الثاني ريتشارد قلب الأسد الذي يعد هو واحد من أهم ملوك انكلترا وأشهرهم والذي ذكرهم التاريخ كثيرا، كقائد عسكري محنك، خاض العديد من المعارك والتي يعد من أهمها الحملة الصليبية والتي قام بها حكام أوروبا على بيت المقدس، وكان ريتشارد على رأس هذه الحملة باعتباره قائداً حربيا لا يشق له غبار، وأيضاً لكونه ملكاً لواحدة من كبرى الامبراطوريات قديماً.الهاء الشعوب والأمموحازت فتوى الطبيب ياسر برهامي على اهتمام العديد من وسائل الاعلام البرازيلية التي نشرتها نقلا عن موقع الدعوة السلفية على شبكة الانترنت في رده على سؤال: «ما الحكم في مشاهدة مباريات كرة القدم؟ نشر على موقع «أنا السلفي»، قال برهامي: «هذه مأساة، أنا في قمة الغيظ منها، نحن نقول انها لا تحرم الا بضوابط معينة اذا كانت تضمن الهاء عن فعل واجب أو تتضمن فعلا محرما كالعصبية أو كشف عورات أو حب وموالاة للكفار والمنافقين أو متضمنة لأي محرم وغالبا ما تتضمن محرمات».وأضاف برهامي: «الهاء الشعوب والأمم عما ينفعها بهذا اللهو نوع من تدمير هذه الأمم والشعوب، ولذلك هناك من العلماء من أفتى بالتحريم مطلقا والحقيقة أنه تحريم مقيد ولكن هذه القيود غالبا موجودة وحاصلة»، متسائلا: «أين يأتون بالوقت فالناس في حاجة الى الوقت في دينها وفي نفع أمتها».واستطرد: «الحاصل أن مباريات الكرة نوعا من الالهاء الشديد جدا وتغيب العقل عما يحتاجه المسلم من أمتنا لأمر دينه وأمته وبناء لشخصيته وأمور كلها واجبة في الحقيقة».وأضاف: «من انشغل بهذه المباريات بالتأكيد سوف يحدث أنواعا من الخلل أنا لا أشك فيها»، مضيفاً: «أنا أؤكد من انشغل بهذا وقع في المحرمات».فتاوى شاذةواغفلت وسائل الاعلام البرازيلية ردود الافعال في مصر والدول العربية التي انتقدها برهامي والتي وصلت الى حد ان اتهمته أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر. سعاد صالح، بالبحث عن كل شيء لتشويه صورة الدين الاسلامي.وانتقدت فتوى برهامي بتحريم مشاهدة مباريات كأس العالم. وقالت: «للأسف يتأثر بعض المواطنين بفتاواهم الشاذة».وأكدت أن «ما يطلقه برهامي وتياره الأصولى من آراء شخصية تعد بمثابة بيان لأحكام الله على الأرض، والذي ينبغي ألا يتصدر له الا من توافرت لديه الدقة الشديدة، ويبلغ من العلم منتهاه، حتى يحكم باسم الله».وتابعت: «هؤلاء الذين يصدرون الفتاوى الشاذة «شركاء لله» بموجب قول الله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)».وأوضحت صالح أن مشاهدة مباريات كرة القدم، من الأمور الحلال التي أباحها الله - سبحانه وتعالى - للترويح عن الناس، ولا يشوبها أي نوع من أنواع الحرام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشارك في ممارسة الرياضة، ويتسابق مع السيدة عائشة، رضي الله عنها، وكانت تجري وهو يجري، ويسمح لها بمشاركته في الرياضة.كوب باردواعتبر بعض المتابعين ان فتوى برهامي القت كوبا باردا على المشاعر النبيلة التي التهبت حماسا مع السابقة التي لم تحدث من قبل في افتتاحيات بطولات كأس العالم منذ انطلاقها العام 1930 الا وهي كلمة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر التي وجهها للمشاركين في المونديال البرازيلي عبر الاقمار الاصطناعية من العاصمة المصرية القاهرة والتي قال فيها: «أحييكم جميعا في هذا الملتقى التاريخي الجامع، بتحية الاسلام وهي: الســــلام عليكم».ورسالتي الى كل المحتفلين بهذا الحدث العالمي هي نفس الرسالة التي حملها الاسلام الى الناس جميعــا منــذ خمسة عشر قــــرنا من الزمان، مهما اختـــلف بهـــم الزمان أو المكان، وفي هذه الرسالة يقرِّر الاسلام أن الناس، كلهم، سواسيةٌ كأسنان المشط، لا يتميز انسان على انسان الا بالعمل الصالح الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، والناس جميعا أبناء أب واحد وأم واحدة، «كلهم لآدمَ وآدم من تراب»، والناس اما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الانسانية، ومن هنا حرَّم الاسلام الظلم بين الناس، ونهاهم أن يظلم بعضهم بعضا.. سواء وقع الظلم بين الأفراد أو بين الدول.هذا وحضارة الاسلام هي حضارة تعارف وتواصل، تمدّ يدها للحضارات الأخرى، وتتبادل معها المنافع والمصالح، وقد كان الاسلام أول من سعى الى العالمية بتنوع ثقافاته وتعددها.والأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الدينية لمليار ونصف المليار من المسلمين، يناديكم بضرورة نشر السلام والمحبة والعدل بين الناس جميعا في الشرق والغرب، وذلك بأن يفهم الغرب حضارة الاسلام على حقيقتها، وأن يفهم المسلمون مدنية الغرب على حقيقتها أيضا، وأن الشرق والغرب اذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن وحلَّ السلام محل الخصام.ايها الناس!... اجعلوا من هذا الحدث الرياضي العالمي مناسبة لنشر روح السلام والمساواة بين الناس، وبث مشاعر المحبة والأخوة، والقضاء على نوازع الظلم والشر والتمييز بين البشر، وفرصــة لمساعدة الضعفاء والفقراء والمرضى والمحرومين، وهذه هي القيم التي تحتاجها مجتمعاتنا الآن، وتزكيها الروح الرياضية، ولن يجدها الناس الا في هدى الرسالات الالهية والأديان السماوية... وكما بدأت كلمتي لكم بتحية السلام أختتمها بالسلام والرحمة والبركة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الهاشتاغات للسخريةوعلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على فتوى برهامي بتحريم المونديال بطريقة ساخرة حيث دشنوا عددا من الهاشتاغات للسخرية منها «كرة قدم اسلامية» و«باب ما جاء في المونديال».وكتب مغرد «يجوز للاعب زرع عبوة ناسفة عند مرمى الخصم بشرط أن يكون متوضئا».فيما قال آخر «على الفريق الخاسر أن يدفع الجزية للفريق المنتصر ويحق له سبيهم وجعلهم عبيدا».وسخر مغرد ثان «يجب تغيير بعض المسميات الغربية بأخرى اسلامية كالتالي: مدرب: ولي الأمر، لاعبو الاحتياط: المرابطون، مباراة: موقعة، حكم المباراة: القاضي، كابتن: أمير الجماعة، بلنتي: «منجنيق» فيما قال اخر «لا يجوز لمس الكرة بالقدم الشمال».وكتب مغرد «لا يجوز استخدام الصافرة، ويجب استبدالها بصوت اطلاق الرصاص ويحرم استخدام الموسيقى في بداية المباراة ويجب استبدالها بأصوات تكبير أو نشيد «على الموت أخذنا» حتى يرعبوا الخصم اذا كانوا كفارًا».