لست بحاجة إلى تعليق إضافي على مشهد ما لا يزيد على الثلاثين من المحتجين على لجنة الظواهر السلبية التي شكلها مجلس الأمة، فهذه أكبر دلالة على رفض غالبية الشعب الكويتي لتلك الاحتجاجات التي لا تقوم إلا على تخويف مبالغ فيه من عمل تلك اللجنة، فكما أسلفنا بأن هذه اللجنة تعمل تحت مراقبة واشراف مجلس الأمة ورئيسه وليست جمعية شعبية قد يخاف البعض من سطوتها، كذلك فإن مهمة اللجنة رقابية وليس لها سلطة تنفيذية إلا من خلال وزارات الدولة، وقد تم تفسير المظاهر السلبية بأنها تلك المظاهر التي يمجها كل عقل صحيح وفطرة سليمة مثل المخدرات والمسكرات والبويات والجنس الثالث وغيرها، والتي تجد المناخ المناسب لها للنمو في ظل التسيب وعدم المراقبة من الدولة.حتى مجلس العموم البريطاني قد شكل لجنة للتصدي للظواهر السلبية في بريطانيا، ولم يقل أحد بأنهم يتدخلون في خصوصيات الناس وحياتهم الشخصية، بل إن الدكتور جمعان الحربش مقرر اللجنة الكويتية قد أوضح بأن لجنته تراقب المظاهر السلبية المعلنة في المجتمع ولا تدخل على الناس في بيوتهم لمراقبتهم ولا تفتش وراءهم.لكن الأهم في الموضوع هو ما ذكره الدكتور وليد الطبطبائي في سلسلة من المقالات بجريدة الوطن حول اللجنة، فقد بين بأن اللجنة قد تشكلت في المجلس الماضي بموافقة 43 نائبا، ونشر مجموعة من محاضر اجتماعاتها التي ضمت مجموعة من الوكلاء المساعدين من وزارات عدة وناقشت مواضيع حيوية تهم المجتمع واتخذت فيها قرارات مهمة، فهل مازال هنالك شك حول تلك اللجنة وأنها ليست مجموعة من حملة الخيازرين التي تلاحق الناس في الشوارع وتضربهم على تصرفاتهم الشخصية؟!

محافظون بلا فخرسأل مقدم البرنامج في إذاعة الـ BBC اللندنية المتصل: ألا تشعر بأن مجتمعاتكم تتجه إلى المحافظة بعد أن كانت منفتحة؟! أجابه المتصل: هذا شيء طبيعي، فالأصل أن مجتمعاتنا كانت محافظة منذ القدم، والمظاهر الانفتاحية التي رأيناها في السابق هي مظاهر طارئة ثم بدأ المجتمع يرجع إلى أصله ويتمسك بثوابته، كما أن المحافظة لا تعني التعصب والتطرف كما يصورها البعض، ثم أضاف المتصل بقوله: ونحن لسنا المجتمع الوحيد الذي بدأ يتجه نحو المحافظة بل معظم مجتمعات العالم، لا سيما المجتمعات الغربية لديها أحزاب وجماعات من المحافظين، والدعوة فيها تزداد كل يوم إلى المحافظة.

من الظواهر السلبيةاستوقفني في الجمعية التعاونية، وبعدما سلم عليَّ قال: لقد طلبت منك أن تكتب عن موضوعين منذ زمن طويل ولكنك لم تكتب، قلت له: ذكرني فقد أكون قد نسيت، قال: الموضوع الأول هو ما تعرضه محلات الملابس والمكتبات من صور تخدش الحياء مما لا هدف من ورائه إلا إغواء الناس، وإلا فما دخل تلك الصور والمعروضات بما يتم بيعه للناس؟!أما الأمر الآخر فهو ما تعرضه القناة الثانية في تلفزيون الكويت من أفلام أجنبية تمتلئ بالصور المخلة بالحياء، وكذلك القناة الرياضية التي تعرض النساء بلباس فاضح تحت مسمى الرياضة، وقال لي بأنه اتصل ذات مرة على التلفزيون وقال للذي رد عليه: انظر إلى ما هو معروض الآن على تلفازكم، هل يعجبك ما يعرض فيه؟! فأجابه: من حقك أن تحول تلفازك إلى محطة أخرى إلى أن ينتهي البرنامج ثم ترجع إلى برامجنا!

د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com