تباينت وجوه الطلبة إثر خروجها من قاعات اليوم الأول لاختبارات الثانوية العامة أمس، بين ارتياح وابتسامات ارتسمت على وجوه طلبة العلمي، وتجهم وتأفف ساد مواقف طلبة الأدبي، بعد حملة تفتيش وتدقيق على الهواتف المحمولة.وفي خضم الأجواء الساخنة التي استنفرت كافة البيوت لتخطي هذه المرحلة بسلام واكبت «الراي» سير اليوم الأول للاختبارات مبكرا، ورصدت أحاديث طلبة الصف الثاني عشر وردود أفعالهم إزاء مستوى الاختبار الأول ودونت ملاحظاتهم بشأن إجراءات الوزارة في التفتيش وحظر الهواتف والأجهزة التقنية المتطورة.وفي هذا الصدد وصف طالب الصف الثاني عشر «أدبي» ضاري كساب من ثانوية الجهراء، اختبار الفلسفة بالمروع الذي تضمن صعوبة مبالغا بها كثيراً، حيث تكون الاختبار من 7 صفحات كاملة، تضمنت الأفكار الغريبة والمعقدة التي قد يجد الطالب صعوبة بحلها.وأوضح كساب أن الاختبار أعد من خارج المنهج، وهناك فرق كبير بين أسئلته والأسئلة الواردة خلال اختبار الفترة الدراسية الثانية، مستغرباً التشدد الكبير والإجراءات الجديدة في التفتيش وتعقب الغش.ويضيف ضاري معلقاً على دخول الهواتف النقالة وسماعات البلوتوث إلى اللجان قائلاً «لم يدخل أي جهاز إلى اللجنة، فالتفتيش كان يتم بشكل ذاتي وهواتفنا أمرنا بإبقائها في السيارات وصفحات الاختبار تركناها بيضاء بسبب صعوبة الأسئلة».وشاطره الرأي طالب القسم الأدبي عثمان صلاح الذي أكد صعوبة اختبار الفلسفة وتميز أسئلته بالغموض حيث «احتوى على أسئلة غريبة ونادرة لم نصادف مثلها في جميع الاختبارات الفترية السابقة»، مبيناً أن معظم الأسئلة كانت ذات أفكار معقدة يصعب حلها حتى على الطالب المتميز.واستغرب عثمان إعداد الأسئلة بهذه الطريقة حيث جعلت الحالة النفسية لمعظم الطلبة، وفق قوله في هبوط مستمر، الأمر الذي خلف حالة من التوتر، وسوف تؤثر سلباً على مواصلة بقية الامتحانات.كما أيده الطالب سعود خالد الذي عبر عن صدمته تجاه امتحان الفلسفة وافتقاره إلى الأسئلة التي كان من المفترض أن تراعي جميع المستويات الطلابية، فيما اقتصرت وفق رأيه على مستوى الطالب المتفوق فقط وتركت بقية الطلبة يواجهون مصيرهم.وانتقد بشدة الأجواء غير الملائمة التي رافقت سير الامتحانات، لا سيما التشدد في التفتيش وإرباك الطلبة داخل القاعة، راجياً مراعاة هذا الجانب أثناء عملية التصحيح، وأن تكون هناك بعض المرونة في رصد الدرجات لما لهذه المرحلة من أهمية كبرى في تحديد المستقبل.وقال الطالب مساعد العنزي لا توجد أي مقارنة بين امتحانات نهاية الفترة الدراسية الثانية وهذه الامتحانات التي خلت من الأسئلة العادية، متمنياً تحقيق النسبة الجيدة التي تؤهله لمواصلة تعليمه الجامعي سواء في جامعة الكويت أم في كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، مناشداً في الوقت نفسه وزير التربية وزير التعليم العالي القادم عدم رفع نسب القبول في هذه الكليات، بما يمكنها أن تستوعب العدد الأكبر من مخرجات المرحلة الثانوية حتى لا يضطر وزملاؤه من السفر للخارج.بالمقابل، كان رأي طلبة القسم العلمي مغايراً تماماً لنظرائهم، حيث وصفوا الاختبار بالسلس والمباشر الذي جعل الطالب عبدالرحمن عبدالهادي يعرب عن تفاؤله بمستوى الأسئلة التي وردت في اختبار الفيزياء، حيث وصفها بالمناسبة الخالية من التعقيد والغموض.وقال عبد الرحمن «أشعر بالتفاؤل والرضى على أداء الاختبار الأول، ولم أصادف في طريقي أي أسئلة غامضة» مؤكداً أن مستوى الامتحان بشكل عام كان جيداً جداً ولم يخرج عن إطار المنهج الدراسي.وشاطره الرأي الطالب محمد فيصل الذي أشار إلى تفاوت الامتحان من طالب لآخر كل حسب إمكانياته وقدراته، فالطالب المجتهد يراه مناسباً، فيما يراه الطالب غير المستعد بصورة أخرى مغايرة، الأمر الذي يدفع معظم الطلبة إلى الشكوى والتذمر وصب جام غضبهم على آلية إعداد الامتحانات التي وفق ما ذكر تتكرر في كل عام دراسي بنفس المستوى المعهود.وأوضح الطالب عبدالله جزاف أن معظم الأسئلة كانت ذات مستوى معقول باستثناء سؤالين أرهقا معظم الطلبة مدللاً على صحة كلامه بتأخر معظم الطلاب عن الخروج من قاعة الامتحان حتى نهاية الوقت.وبين الطالب عبدالله مبارك أن الوقت كان كافيا جداً لأداء الامتحان، وقد ساهم إلى حد كبير في تخفيف حدة القلق والتوتر لدى الطلبة، وقام بتوفير المناخ الهادئ والملائم إلى الاندماج في أجواء الامتحان ومحاولة تذكر الإجابات.وعبر الطالب فيصل إبراهيم عن سعادته وتفاؤله بتحقيق أعلى الدرجات من خلال أدائه الجيد، وأعرب عن شكره لجميع العاملين في اللجان من مراقبين وملاحظين على تفانيهم وسعيهم الدائم إلى بث روح التفاؤل لدى الطلبة والعمل على تشجيعهم بأطيب العبارات التي تبث في النفوس شيئاً من الأمل وتكسر حاجز الخوف والرهبة الذي يسود هذه الأجواء المتوترة.تقارير يومية عن الأسئلةأكدت مصدر تربوي مسؤول لـ «الراي» أن جميع الامتحانات أعدت من قبل موجهين متخصصين في موادهم الدراسية ولديهم كل الخبرة في إعداد الأسئلة بطرق تتناسب مع مهارات الطلبة ومستوياتهم بحيث تناسب الطالب العادي والمتوسط والممتاز.وبين المصدر أن التوجيه العام في الوزارة يقوم يومياً بإعداد تقارير عن الأسئلة إلى رئيس عام الامتحانات وكيلة وزارة التربية مريم الوتيد إضافة إلى قيامه بعد إعلان النتائج بتحليل النسب والدرجات لكشف مواقع الخلل والقصور إن وجدت.
محليات
7 صفحات وصفت بـ «الغامضة والمعقدة للأدبي... وارتياح في العلمي»
اختبارات اليوم الأول... سلاسة في الفيزياء و«صدمة وترويع» في الفلسفة
12:53 م