الموت الإكلينيكي نسمع عنه... تموت كل الأعضاء ويبقى القلب نابضا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا!لذلك نحن أشبه بالموتى حيث ان جسد الإصلاح ظل فترة زمنية وهو يتحرك ببطء إلى أن وصل مرحلة السكون وعندما نتحدث عن القيادة والفكر الاستراتيجي والقيم الصالحة مؤسساتياً يبدو لي ان لا حياة لمن تنادي فماذا نحن فاعلون؟!هل نسكت.. ونلجأ للسكون أم نتمسك بقوله تعالى «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير»... فالخير باقٍ في أمة محمد صلوات الله عليه وسلامه!كان هذا ردي البسيط المختصر لأحد الزملاء وكان أحد الحضور يقول «اترك عنك يا بو عبدالله... أنت لو مركز على واحد وتقعد له مدح كان ضبطت أمورك»!قول أحد الحضور لم يرق لي... و«سحبت عليه» لأن هذا النموذج من أحبتنا هم موقدي شعلة الفساد والإفساد!الله سبحانه عز شأنه ذكر في آيات كثيرة « أفلا تذكرون» و «أفلا تعقلون».. ونحن كبشر درسنا وتعلمنا وترعرعنا في محيط غرس مفاهيم طيبة وإن أراد البعض تشويه معالمها تبقى طيبة!لذلك، وإن كان حديثنا عن القيادة والفكر الاستراتيجي والمنهج الأكاديمي الصحيح وتوجيه النصح نريد في آخره التذكير بـ « أفلا يتعظون»... وإن كانوا في غيبوبة فهذا لا يعني اننا على خطأ ونعيش في سبات عميق وإدارة شؤون مؤسساتنا العام منها والخاص تنتهك قياديا وإداريا إلا من رحم ربي!صحيح ان من لديه فكر وشهادة محترمة وخبرة طيبة ويتسم بالنزاهة لا مكان له في زمننا الحاضر ما لم يكن متسلحا بالـــ «الواسطة» التي تستثني كل شيء وإن كان ليس من ثوب البعض!إنني أستغرب من قول « ليس من ثوبنا»... كيف بالله عليكم ومحلات بيع الأقمشة منتجاتها معروضة للجميع دون استثناء!نعم الكفاءة بالنسبة للبعض ثوبهم مختلف لأن التحليلات الكيميائية الشخصية المؤثرة في حاسة البصر لدى بعض متخذي القرار فيها نوع من الخلل في فرز الألوان وبالتالي فإن العيب ليس بـ «الثوب» بل في من يرى نوع ولون الثوب!ونعم قد تكون الكفاءة متهمة عندما تثني على فعل قيادي إيجابي لسبب طبيعي حيث معظم صفات القياديين سلبية وأحبتنا يتلقفون الجوانب السلبية وإن كان «المدح» في مكانه!يقول علماء القيادة... إن أي قيادي يمتلك صفات إيجابية وسلبية التركيز على السلبي وترك الإيجابي لا يجوز! لكن الوضع في وصف سياق العمل المؤسسي لدينا يغلب عليه «السلبية» وهو مؤشر خطير، لكن هذا وإن صح وأثبتته الدراسات فهو لا يعطي الحق بأن نغفل ذكر الجوانب الإيجابية!أقوله بعد أن طالتني سهام كثيرة بعد نشر المقال السابق «سلمان الحمود والكفاءات» واستقبلت في الوقت ذاته الكثير من العبارات الطيبة التي تثني على الشيخ سلمان الحمود!خلاصة القول، إن تركيبتنا الاجتماعية ثقافيا في السنوات الأخيرة أخذت طابع «إما معي أو ضدي»، وهو منهج غير مستحب اجتماعيا وقياديا، وإن كنت ما زلت أكرر بأن مستوى غالبية قياديينا دون المستوى.. فهذا لا يعني خلو الساحة من قرارات إيجابية!ليكن التفاؤل عنوان تفكيرنا في المرحلة الحالية والمستقبلية و «لله في خلقه شؤون». والله المستعان!Twitter : @Terki_ALazmiterki.alazmi@gmail.com