يوم الأحد الموافق 1/ يونيو /2014 ذهبت إلى مقر عملي - إحدى رياض الأطفال في الكويت- لأفاجأ بإغلاق أجهزة التكييف التي تعاني من حالات إغماء طوال السنة وبعد إخضاعها لعمليات الإنعاش بالكاد تُبرّد! ولو أسميتها أجهزة تدفئة لكان الاسم أكثر واقعية! أُغلِقَت عن مرافق الروضة جميعها، عدا الإدارة التي لا تجلس فيها المعلمات، غرفة المدرسات التي لا تسع لنصف عدد المعلمات، ومسرح المدرسة الذي منعتنا المديرة من الجلوس فيه لأسباب لا نعلمها!من البديهي أن نسأل لماذا أطفئ التكييف؟ فيجيء جواب المديرة المساعدة أن هذا أمر من وزارة التربية بهدف الترشيد، مسكت هاتفي ودخلت على محرك البحث «قوقل» أبحث عن أهداف حملة الترشيد وبرامجها وسُبُل تحقيق غاياتها، وجدت أشياء كثيرة مثل ما ذكَرَته المهندسة إقبال الطيار مديرة إدارة المراقبة الفنية في وزارة الكهرباء والماء، أن الحملة تتضمن تقديم محاضرات ترشيدية في مختلف المدارس، إعداد مسابقات، توزيع جوائز تشجيعية لأفضل فكرة ترشيدية، المشاركة في معارض الدولة لنشر ثقافة ترشيد المياه، والقيام بحملات دعائية تلفزيونية وإذاعية للحث على الترشيد، هذه وغيرها الكثير لم أجد من بينها إغلاق أجهزة التكييف على المعلمات وحشرهم في غرفة واحدة لا تستوعب عددهم من أجل توفير الكهرباء!وقرأت أن عدم توفير الماء والكهرباء يكلف الدولة مبالغ طائلة، صحيح أن الإسراف والتبذير مستهجن ديناً وخُلقاً وعُرفاً، لكننا لسنا دولة فقيرة عاجزة عن الدفع! كي نضطر للعمل بلا تكييف ودرجة الحرارة (45)، نلحظ أن أموال الدولة مبعثرة يمنةً ويسرة لمن يستحق نادراً ولمن لا يستحق غالباً! فأين المواطن من هذه البعثرة، لا نريد ملايين، هواء بارد.. فقط!ويبقى أن أقول إن الحرص على الطاقة أمر رائع جداً، لكن أسلوب توظيف هذا الاهتمام هو المحك، عن نفسي أؤيد هذا المسلك -إغلاق تكييف المدارس- بل وأُعجَب به في حال كانت هناك إمكانيات مكانية تستوعب مثل هذا الإجراء، كوجود مكان ملائم مناسب للهيئة التعليمية، أما في حالة مثل حالتنا فكأننا نصحو صباحاً ونذهب إلى العمل لنأخذ كمية لا بأس بها من الضيق ثم نعود إلى المنزل.. إن الوضع أقل ما يقال عنه أنه مُزرٍ!A.alawadhi-85@hotmail.comTwitter: @3ysha_85