حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن.حقق الفنان الإماراتي ميحد حمد خلال 39 سنة من العطاء مكانة فنية كبيرة في الساحة الغنائية الاماراتية، فقد عرفه جمهوره باغانيه الشعبية الجميلة وخصوصا تلك الأغاني التي لامست الوجدان.ويعتبر الفنان ميحد حمد من رواد الغناء في الإمارات كما ان شهرة اغانيه تمتد إلى جميع ارجاء الوطن العربي والخليج خاصة، وما يميزه نبرته الجبلية، كما عرف بمشاركاته في معظم المناسبات الوطنيه الإماراتية كما غنى في المناسبات الرياضية وقدم اغنية «يامنتخبنا» التي غناها لمنتخب دولة الإمارات بمناسبة تأهله لكأس العالم في بداية التسعينات.واصبح «بوحمد» مدرسة طربية في الامارات فقد ظهرت اصوات فيما بعد تشابهت مع صوته، لكنهم بالتأكيد لم يصلوا إلى خبرته ولا إلى نجوميته وفنه الذي اصبح مضربا للمثل في الاحترام وفي الفن الجميل المحافظ.وعرف بادائه المميز واسلوبه الفريد في تقديم الاغنية الشعبية واستطاع ان يعطي الاغنية الشعبية نكهتها الخليجية. وقد اعتمد على الشعر النبطي في معظم اغانيه.بداياتهولد الفنان ميحد حمد ميحد المهيري في مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة بتاريخ 22 مايو عام 1961، وبدأ نشاطه الغنائي في سن مبكرة وامتدت مسيرته الفنية منذ عام 1975 وحتى الآن. انطلق هاويا وكان في بدايته معتمدا على العود، ولم يستطع اكمال دراسته الثانوية بسبب ظروف خاصة وقد عمل في اكثر من وظيفة.تعلم «بوحمد» العزف وهو في مرحلة المراهقة وقدم اول البوماته الفنية بعد احساسه بالنضج وتشبعه بالموروث الشعبي الأصيل فقد كان يستمع وبشغف للأغاني القديمة والمطربين الأوائل.وتعتبر البداية الحقيقية والانطلاقة الفنية للفنان ميحد حمد في عام 1979 بمرافقة الة العود وظل فترة غير قصيرة يقدم اغانيه بهذا الاسلوب ثم جاءت المرحلة الثانية من خلال اشراك بعض الالات الموسيقية الشعبية ومنذ ذلك العام قدم اكثر من 90 البوما غنائيا. وكان يسجل اغانيه ويوزعها على شركات التوزيع لكن الموزعين لم يهتموا بمسألة انتشار الفنان.الاحترافعندما بدا ميحد هوايته الفنية في البداية في السبعينات من القرن الماضي واعتمد على طريقته في العزف والاداء لم يكن يدرك انه سوف يصبح في يوم من الايام احد الفرسان الاغنية الخليجية وانه سيحترف الغناء. ومع مرور السنين اصبحت الهواية مغروسة في ذهن وقلب ميحد إلى أن فكر في احتراف الغناء.أشهر اغانيهمن أشهر اغاني بوحمد: خمس الحواس، أحب البر والمزيون، إذا مريت صوب الدار، ونوق شوقي، وعيوني منك مفتونة، وياعين كفي الدمع، وهود ياهل الباب، ويازين ماسويتبي زين، ولاتزيد المواجع، ويانسيم الكوس، طال ليلي، مرحبا بطارش نباكم، حد مثلي بات مشجنه، يوم الوداع، تدلل، بايت على جمر الغضى، لا تذكرني بحبك، لاول معي، الله يا وقت، ودعتكم، احبك يانظر عيني، وصيت قلبي (ديو) مع الفنان راشد الماجد، وحياة قلبك (ديو) مع الفنانة أحلام، لاتزيد المواجع، يلومني، لقيت الدار، اشارت بالمسى، جسر الصداقة، بسمتك وهي من كلمات الشاعر الراحل معضد بن ديبين الكعبي، وقد صورت على هيئة فيديو كليب بإمارة الفجيرة و لم يظهر ميحد حمد في الكليب بل ظهر صوته و كان الكليب من بطولة الإعلامي حسين العامري و الإعلامية رؤى الصبان، زعيمنا، نهج زايد وهي من كلمات الشيخة فاطمة بنت راشد آل مكتوم - غياهيب، راس المعزة، فارس الخيل.كما قدّم ميحد اغاني وطنية عديدة اشهرها «الله يادار زايد» و «داري علمها».مع الشعراءغنى ميحد حمد لأشهر شعراء الإمارات والخليج العربي كما غنى قصائد كثيرة لشخصيات بارزة في الإمارات منهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ومانع سعيد العتيبة مستشار رئيس الدولة، ومن الشعراء المخضرمين أمثال علي بالرحمة الشامسي والشاعر راشد الخضر وسالم الجمري والماجدي ابن ظاهر وعلي بن سالم الكعبي والشاعرة فتاة العرب.عرف ميحد حمد بغنائه بلهجة حضر الساحل واتقانه لها، وهذا ذكاء من ميحد لانه لو غنى بلهجة بدو المناطق الداخلية كالذيد والعين في بداياته الفنية لما اشتهر.ألبوم مؤجلتوقف ميحد حمد عن طرح أحد البوماته سنة 2004 بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وقرر تأجيل طرحه إلى سنة 2006، ومن اغنيات الالبوم «طير الحمامي، وين يالغايب».لا للحواراتبالرغم من جماهيريته واصالة اغانيه إلا انه «بوحمد» رفض الحوارات التلفزيونية والصحافية ولا يفضل الاقتراب من الاعلام وبعيد كل البعد عن هذا الوسط خوفا من الوقوع مع اشكاليات مع احد، على حد قوله.ورغم ابتعاده عن الإعلام وقلة ظهوره إلا أن لديه تواصلا كبيرا مع أهل الفن في الخليج وتواجدا في الكثير من النشاطات الفنية، فكثير من المناسبات جمعته مع الفنانين أمثال حسين الجسمي وفايز السعيد وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجدمشجع رياضييعرف عن ميحد حمد تشجيعه لعدد من الفرق الخليجية والعالمية، فهو من مشجعي نادي ريال مدريد لكرة الـــقدم، وقـــــال إن حــبه لهــــذا الفريق لـــه تـــاريـــخ طويل.كما أنه يتابع عن كثب الدوري السعودي، باعتباره أقوى دوري في المنطقة العربية، ويشجع فريق النصر السعودي، ويعتبره أفضل الفرق السعودية،أما فريقه الامارتي المحبب فهو نادي العين.تايرس جيبسونيستعد ميحد حمد للتعاون مع الفنان الأمريكي الشهير تايرس جيبسون في أغنية من طراز «آر أند بي»، وقدم جيبسون صورا له على حسابه على «انستغرام» مع حمد وهما يمسكان بآلة العود التي أدى بواسطتها المطرب الإماراتي بعضا من أعماله.