أوضحت الفنانة شمس أنها تعتمد في ممارسة مهامها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، على متابعيها في موقع «تويتر» الذين يبحثون عن الحالات ويقدمون شرحاً تفصيلياً عنها، أما هي فتعمل على تأمين المبالغ المادية اللازمة.«شمس»، التي اعتبرت ان هناك نفاقاً اجتماعياً يعيشه العالم العربي، انتقدت الوسطين الفني والاعلامي «المزيفيْن»، ورأت ان فناني الجيل الماضي، ربما كانوا «ممثلين» كفناني هذا اليوم ولكنهم كانوا يعملون على تلميع صورتهم من خلال اطلالتهم الصحافية المحدودة، اما فنانو اليوم «فقد نجح «تويتر» بكشف وجوههم الحقيقية ولم يعد بإمكانهم اخفاء كذبهم سوى لأيام معدودة».شمس التي رأت ان تكفيرها وهدر دمها لم يحصل مع اغنية «دين ابوكم اسمو ايه» بل منذ فترة بعيدة، أكدت انها شعرت بالخوف عندما كُفّرت أول مرة وثاني مرة أما اليوم فهي لا تخاف أبداً لأنها تؤمن بأن «الانسان لا يموت الا عندما ينتهي عمره».وفي حوار مع «الراي» أكدت انها اختارت ان تقدم أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» باللهجة المصرية لأن القصيدة أعجبتها من ناحية، ولأن هذه اللهجة تصل الى كل الناس في العالم العربي وبلاد الاغتراب من ناحية أخرى، مشيرة إلى انها لا تحب اللون الرمادي في مواقفها:• تحولت أغنية «دين أبوكم اسمو إيه» الى ظاهرة غنائية، لماذا طرحتِها في هذا التوقيت وألا ترين أنها ألقت بك صبغة معينة؟- الصبغة الوحيدة أنها رسالة مباشرة، ولكن هذه الصبغة ترافقني منذ زمن بعيد، مع فارق وحيد ان رسائلي في أعمالي السابقة كانت كوميدية بينما الرسالة في أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» كانت مباشرة.• وبسبب هذه الاغنية تمّ تكفيرك؟- تم تكفيري منذ زمن بعيد، وما حصل مع أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» هو استكمال لمسلسل تكفيري.• ألا تخافين على حياتك؟- لا أنكر أنني شعرتُ بالخوف أول مرة وثاني مرة كُفرت فيهما، ولكن الامر أصبح عادياً عندي في المرات اللاحقة، الانسان لا يموت الا عندما ينتهي عمره.• أغنية «دين أبوكم اسمو ايه» مصرية لحناً وكلاماً، ما الذي لفتك فيها ودفعك الى غنائها؟- لأن القصيدة أعجبتني، فالملحن محمد المهدي أسمعَني إياها قبل عامين وانا احببتُها كثيراً وقلتُ له: أرغب بغنائها دويتو معك، إلا أنه طلب مني أن أصبر قليلاً الى حين تجهيزها، ولكن هذا الأمر تطلب وقتاً. اما لماذا غنيت باللهجة المصرية، فلأنها اللهجة التي يستوعبها كل العالم العربي بمن فيهم المهاجرون الذين يعيشون في الخارج. وحتى المهاجرين الذين لا يتكلمون لهجة بلدهم يتكلمون المصرية.• إذا استثنيا انك بفضل أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» حصلت على لقب سفيرة، فهل اضافت هذه الأغنية اليك ام على العكس أخذت منك؟- لا شك في أن هذه الاغنية اضافت اليّ لقب سفيرة ولكن كل أغنية أقدّمها يوجد هدف من ورائها. قولي لي «ماذا خسّرتك الاغنية وليس ماذا أضافت»، والإضافة الوحيدة هي رضاي على نفسي. في كل مرة ومع كل اغنية اقدمها يزيد رضاي على نفسي، وسيان عندي اذا اضافت تلك الأعمال أو خسرتني مع الناس.• ولكن كل فنان موجود على الساحة يحرص على ان يزيد رصيده الفني؟- يهمني ان أكسب مَن يشبهني، أما مَن لا يشبهني فلا يهمني أن أكسبه، وفي هذه الحياة لا يمكن لأي انسان ان يحصل على كل شيء. وما دام الانسان صاحب رأي، فهناك مَن يقف معه وهناك مَن يكون ضده وهذا امر طبيعي. هناك الابيض والاسود، أما الرمادي فهو غير مرئي.• كم تبلغ نسبة الفن الرمادي على الساحة الفنية؟- في العالم العربي نسبة الفن الرمادي عالية جداً، ولكن المشكلة لا تكمن في الفن. والناس يتكلمون عن شيء (الفن) لا لسان له ولو كان له لسان لَصرَخ بصوت عالٍ. الفن لا علاقة له بالذي يحصل وحتى الموسيقى ايضاً. الاستراتيجيات تقوم على اساس مَن هو الفنان الذي يحمل رسالة ومَن هو الفنان الذي لا يحمل رسالة، والفن هو مجرد وسيلة، ولكن المنتفعين من ورائه هم الفنانون «الرماديون» وهؤلاء نسبتهم عالية جداً. في كل مرحلة الثورات التي حصلت في الاعوام الأخيرة، أجريتُ كشفاً على كل الشخصيات والنفسيات وعلى كل ما يكتبونه على «تويتر» و«فيسبوك» ووجدتُ أن الكل يمثّل، وربما كان الفنانون الذين سبقونا يمثلون ايضاً مثل فناني اليوم، ولكن لم تكن الفرص التي تكشف حقيقتهم متوافرة. في الماضي، كان الفنان يكتفي بإجراء مقابلة واحدة سنوياً «يرتبّها» او «تُرتّب» له.. ومع السلامة، أو ربما يطلّ من خلال لقاء إذاعي مرة واحدة كل سنتين.. ومع السلامة، ولذلك كان يجمع بقدر ما يستطيع من ادعاء للملكية والملوكية والرقيّ، اما اليوم فالوضع تغيّر تماما، لأن الفنان أصبح يطلّ ويكتب يومياً عبر «تويتر»، وهذا يعني أنه يستطيع أن يمثّل يوماً أو يومين أو ثلاثة أيام ولكنه لا يستطيع ان يكمل بتمثيله الى ما لا نهاية لان «تويتر» يفضح كذبه وادّعاءه.• هل كل ما يحصل سببه الشهرة والنجومية؟- بل ما يحصل سببه شيء اسمه النفاق الاجتماعي العربي. ومَن يشجع عليه هو الإعلام، ومدّعو الدين والذي «تزغرط» لهم الحكومات والادباء والفنانون. نحن نعيش في مجتمع يدّعي غير ما يفعل، والكل من لون واحد وهو اللون الرمادي.• ولماذا اخترتِ أن تكوني مميزة عن هذا «الوسط المنافق»؟- لا يمكن ان أحكم على الجميع بالنفق وربما هناك فنانين يشبهونني، ولكن الواضح يجب ان لا يحتفظ بوضوحه لنفسه، والا دخل في صفة النفاق. انا لا اعرف لماذا انا مختلفة عن غيري ولا يوجد لديّ جواب عن هذا السؤال، ولا يمكنني ان ألصق الفضل الى نفسي او الى تربيتي.• هل انت صاحبة شخصية متمردة؟- جداً.• منذ الصغر؟- نعم.• متى تأذيتِ فنياً من التمرد الموجود في شخصيتك؟- المسألة ليست فنية فقط، بل هي يمكن أن تزوجك وأن تطلقك وان تحرمك من الاولاد وأن تجلب لك القرف ويمكن ان تصل الى مرحلة أن يتبرأ أهلك منك وان يكرهك مجتمعك، ولكنها في الوقت نفسه تساهم في أن يكون لك محبون «للدم». انا لا أريد أن يحبني مليار شخص وعندما أكون في أزمة يقولون لي «باي». يكفيني ان يحبني شخصان او ثلاثة «للدم».• هل متابعوك كثر على «تويتر»؟- الامر ليس مهماً اياً كان الرقم.• هل يمكن أن اعرفه؟- 411000 متابع.• فقط؟- هو حساب جديد، والحساب القديم «تهكّر».• لماذا؟- أحلام أقفلته وهي قالت ذلك مباشرة على «تويتر».• هل فعلت ذلك بدافع الغيرة؟- هي أقفلته وخلاص. انا احب جداً الأشخاص الذي يتابعونني عبر «تويتر» وليس بالضرورة ان يكونوا «فانز»، لان «فانزي» معروفون. هناك اشخاص كثر ليس «فانز» لفني بل لشخصيتي. عندما يكون المتابعون فاعلين، ويتابعونني بمجرد ان أنشر تغريدة، فهذا الأهمّ. إذا كان لديّ 150 الف متابع ويصل عدد التغريدات التي تصلني الى 1000 تغريدة او 1500 تغريدة بينما إذا كان غيري لديهم ملايين المتابعين ولا يصل عدد التغريدات التي تصلهم الى مئة تغريدة أو 200 تغريدة، فهذا يعني ان التأثر ليس بالرقم بل بالنوعية، اي بالعقول التي تتابع وليس بعددها.• في الاساس غالبية الفنانين يدفعون المال من اجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي؟- بمبلغ 25 درهماً يمكن شراء مئة شخص.• هل تفكرين بالعمل في مجال السياسة مستقبلاً؟- لا. السياسة هي مركز نفاق النفاق في العالم كله وليس في العالم العربي وحده.• لكنك انسانة مؤثرة؟- يمكن ان يكون التأثير على المستوى الانساني. عندما يعمل الشخص في السياسة فهذا يعني انه يقف مع طرف ضد الآخر، وأنا مع الانسان مهما كان لونه او دينه او انتماؤه. العمل في السياسية يعني أنني أتبع ميول جهة وانا لست مع ميول أحد، بل مع قوتي كشخص. أنا لا احب السياسة ونحن كلنا كنا بخير عندما كنا في الماضي لا نشتغل في السياسة.• قلتِ انك تفصلين بين شخصيتك كإنسانة وشخصيتك كفنانة. ولكن الا يوجد تطابُق أو حتى تقاطُع بينهما من ناحية او اخرى؟- الفصل عند الناس وليس عندي. وهم يقولون هل «شمس» التي تقدم الفن وتضحك وترقص هي نفسها التي تقدم نفسها على «تويتر» كناشطة وكحالة انسانية مختلفة تماماً؟ في العالم العربي الناس معتادون على فكرة أن الناشط أو الانسان المفكر لا يمكن ان يستحمّ الا مرة واحدة في الاسبوع وان الفن الذي يقدّمه يجب أن يشبه «استحمامه» على عكس ما يحصل في أوروبا وأميركا، فالنجمة بيونسيه بكل إغرائها تقدّم للانسانية، فهي سفيرة لحقوق الانسان، اما شاكيرا فهي مستشارة في البيت الابيض لشؤون اميركا اللاتينية. في الغرب، لا يفصلون بين الفنان كشخص وبين الفن الذي يقدمه لانهم يعتبرون انه مهما كان نوع الفن فوراءه هذا الشخص الذي يعرف ماذا يقدّم لكل فئات المجتمع.• هل هذا الأمر يعتبر نوعاً من «الفصام» لأن ما تقدمينه كفنانة يختلف عما تفكرين فيه كإنسانة؟- بل هما امران متطابقان عندي ومختلفان عن الناس.• هل يزعجك هذا الموضوع؟- طبعاً.• صنفت نفسك كناشطة، فكيف ستوظفين اللقب الذي منحتك اياه الأمم المتحدة؟- وظفته مباشرة من خلال مساعدة حالات علاج وسكن. وكله ظاهر وواضح على «تويتر». بمجرد ان اعلنت عن لقبي على «تويتر» قلتُ من لديه مشكلة انسانية فليرسل لي تقريراً فيها، فما كان من المتابعين إلا ان قصدوا الحالات الانسانية بأنفسهم وأحضروا التقارير وأنا أمّنتُ متبرعين لمساعدة كل حالة. حتى الآن انا اشتغل على المستوى الانساني، والمهمة التي أوكلتها اليّ الأمم المتحدة سأستغلّها بشكل اوسع وشخصي.• هل تتوقعين ان تنتقل العدوى الى الوسط الفني؟- أتمنى ذلك. انا نشرتُ بهدف انتقال العدوى وأتمنى ان يُقْدم الكل وان يساعد الكل فلا يبقى هناك شخص مريض او محتاج. هناك حالة صوّرتْها كل محطات التلفزة وتحدثت عنها كل الصحافة ولكن احداً من المسؤولين لم يهتم لها، والحمد لله تمكنتُ خلال نصف ساعة من تأمين متبرع لها عبر» تويتر». أعتبر انني بدأت بممارسة مهمتي وتمكنتُ من ايجاد حل لكل الحالات الانسانية التي وصلتني وكل شيء واضح على موقعي على «تويتر». «تويتر» و»انستغرام» هما الوسيلتان اللتان تمثلانني. وهناك حالات اخرى كبيرة أتمنى ان اجد حلولاً لمشاكلها.• هل تخافين ان يشغلك العمل الانساني عن فنك؟- لا. لا شيء يمكن ان يشغل عن شيء، بل هما مجالان مكملان لبعضهما البعض. بعدما حصلتُ على اللقب هناك وزراء خارجية أصبحوا من المتابعين لي، وهذا يعني ان اللقب ساعدني لناحية أنني اصبحت أخاطب الوزراء من خلال «تويتر» وأطالبهم بالمساعدة على اعتبار انني سفيرة لحقوق الانسان. اليوم وبفضل اللقب اصبحت أملك الجرأة والإذن لطلب المساعدة، وقبله كان من الممكن أن أسمع من المسؤول في حال طلبتُ مساعدته لمعالجة مشكلة ما «انت فنانة ولا دخل لك». هم هكذا يصفوننا وهم معتادون على ذلك لأنهم تربوا عليه.