يحكى يوما أو كان يا ما كان.. هذا ما نسمعه من تاريخ الأمس المشرق الذي لا تجد لممارسة رجاله أثر في حياتنا اليومية في زمن نصبح مع اتهام ونمسي على سوء نية!عالم المصالح «خرب» كل المعالم الجميلة ولم أتصور أنه سيصل إلى براءة طلبة المرحلة الجامعية الكبار نسبيا حتى بدأت فتح الباب لحقل التدريس الذي رغبت فيه لعل وعسى!كنت أتصور الدمعة تسقط من عيني طفل «نهرته» مدرسة أو «قست/قسى» عليه «المعلمة/المعلم» إما ضربا أو «بقرصة» أذن كما نقلنا لكم في مقال سابق!مراحل التعليم بدءا من رياض الابتدائي إلى الثانوي مرورا بالمتوسط هي الأساس لمن يبحث عن تغيير في ثقافة وسلوك جيل الغد.. ولا شيء من هذا وذاك حصل!المراد أن أحد «الدكاترة» في إحدى الجامعات الخاصة روى لي حكاية غريبة مؤثرة للغاية!يقول... « تدري يا بو عبدالله... كنت أدرسهم بطريقة مهنية محترفة متعبة إلى درجة انني خصصت محاضرة للطلبة وبشكل عشوائي أن يشرحوا محاضرة حسب فهمهم للمحاضرة التي سبقتها كنوع من خلق التحدي وحثهم على الفهم قبل الحفظ وكانت كل الأمثلة مستوحاة من أرض الواقع في دولة الكويت ويخلط معه مزيج من دراسات لحالات غربية مشابهة مؤسسيا... ومضى الفصل الدراسي الأول وحصلت المفاجأة قبل يومين... وأسترسل قائلا «بعد نهاية (الكورس) انتظرني طالب في الخارج حتى ذهب كل الطلبة وتقدم وهو يتحرك بثقل وسألته: ها عسى أمورك طيبة؟»إجابة الطالب كانت مؤثرة حين قال وبصوت منخفض «دكتور.. أنت غير نحن أمضينا سنوات ولم نجد دكتورا واحدا يحفزنا على الدراسة للفهم ويتابع معنا بشكل مستمر ويحرص علينا كما يحرص علينا والدينا.... وبكى...!دمعة هذا الطالب الجامعي تدل على إن تلك الجامعة بحاجة لمن ينظر في حالها فعضو التدريس الكويتي المخلص غير مرحب به لدرجة انهم حسب ما روى صاحبي إنهم يدرسون من الكتاب وبعضهم لا علاقة له بتخصص المادة!إذا بلغت الحال المرحلة الجامعية بعد ضياع «رياض الأطفال ـ مرحلة اللعب والتلوين» ومرحلة الإبتدائي وضياع مهمة الأخصائي الاجتماعي فأنا أؤكد هنا بأن الوضع وإن استمر على ما هو عليه فلن نلتمس أي تحسن في التحصيل العلمي والتربوي وبالتالي ستبقى الثقافة كما هي إن لم تكن أسوأ!ما الذي دفع بطالب جامعي أن يذرف دمعته؟ وما الذي دفع أولياء الأمور إلى رفع شكاوى ضد معلمين/معلمات؟الخطأ في طريقة تدريس المناهج ومستوى بعض المناهج سببان لتدني مستوى التحصيل العلمي... وتجاهل وزارة التربية لدور الاختصاصي الاجتماعي أفرز لنا مشاكل اجتماعية كثيرة بعضها خطير!لذلك? نحن في حاجة ماسة لرسم سياسة إنقاذ لمستوى التعليم ومستوى وسلوكيات المعلمين والمعلمات ومنح الاختصاصيين الاجتماعيين التشجيع المفقود وحثهم على دراسة الظواهر السلوكية السلبية التي يلاحظونها وهم يعايشون الحياة الدراسية اليومية!كل ما نريد لا يخرج عن مطالبتنا باستثمار ينفذه مختصون وفق استراتيجية تحويلية كي نعيد لمفهومي التعليم والتربية بريقهما السابق... إنها مهمة في غاية الحساسية ونتمنى من المولى عز شأنه أن تجد من يستقبلها ويتفهمها لإنقاذ جيل الغد... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi