إذا ما ابتعدنا عن الأبراج المعمارية الشاهقة، والواجهة البحرية السياحية، وانطلقنا إلى ما يطلق عليه بـ«الشوارع الخلفية» التي تظهر حقيقة المكان، فإننا سنصدم بلا شك، ونحن نرى التناقض الكبير بين «ناطحات سحاب» اخترقت الأجواء في العاصمة، منطلقة من أرضية بلا اي بنية تحتية، حيث الزحام وعدم وجود مواقف للسيارات أمام مبنى ارتفع 80 دورا في السماء!أما إذا ما ابتعدنا قليلا حيث الأحياء الأخرى فإن دهشتنا ستزداد ونحن نرى وجها مشوها لشمطاء تجاوزها الزمن، وترى علاماته على شوارعها المترهلة وعماراتها التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وقد امتلأت بالعمالة الآسيوية وغيرها ممن حولتها إلى ما يشبه «العشيش»، وسط دهشة وتساؤل عن حقيقة أن تكون هذه الشوارع وتلك العمارات في عاصمة دولة من أغنى دول العالم، ولديها فائض سنوي يقدر بـ13 مليار دولار.بهذا الوضع، وبملفات مثقلة بالهموم استقبلت العاصمة محافظها الجديد الفريق المتقاعد ثابت المهنا الذي تولى منصبه حديثا، تستقبله المحافظة بتلك الهموم متطلعة لأن يكون توليه منصب المحافظ بداية لنهضة حقيقية لمحافظة العاصمة التي كانت غائبة عن أولويات من تولوا مسؤوليتها سابقا.«الراي» فتحت ملفات المحافظة وتطلعات أهلها وآمالهم التي علقوها بقدوم المحافظ الجديد، والتقت مواطنين ومختارين شخصوا الواقع الحالي لجميع مناطق العاصمة، وما يريدونه من خدمات وأعمال، حيث أكد المواطن محمد حمود الهاجري: ان التركيز يجب ان يكون على العاصمة لانها الواجهة لكل سائح وزائر للكويت فالملاحظ ان العاصمة عبارة عن ساحات ترابية وسيارات تملأ الشوارع ولا مواقف لها، مناشدا منح اصحاب العقارات الساحات بجوار وخلف مبانيهم لاستخدامها مواقف للسيارات.واضاف الهاجري ان هناك تقصيرا واضحا من قبل الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في تجميل العاصمة والمناطق التابعة لها خصوصا بعد ان ابتدعت ظاهرة زراعة الحشيش البلاستيكي والحصى، ما افقدها الهدف من هذه الزراعة الذي جعل الطيور تهرب من مناطقنا وشوارعنا، مشيرا الى ان هناك مشكلة فوضى تعاني منها المناطق السكنية وهي قيام الجمعيات التعاونية ببناء مولات تجارية في وسط المناطق السكنية ما افقد اهلها الراحة والسكينة، بالاضافة الى جذب العادات السيئة وحركات الشباب الذين تستقطبهم الجمعيات من المناطق الاخرى، بالاضافة الى وجود بعض مؤسسات المجتمع المدني التي من غير المناسب وجودها في المناطق السكنية النموذجية.من جانبه، قال المواطن سالم العنزي ان مناطق العاصمة تعاني من سكن العزاب في المناطق السكنية وكذلك قلة النظافة في بعضها وخلل كبير في ضعف البنية التحتية ما جعل ظاهرة انبعاث الروائح الكريهة سمة في العاصمة والمناطق التابعة لها.واشار العنزي الى انه يجب الاهتمام بنظافة المساجد وتغيير سجادها من فترة لاخرى ومراقبة البائعين المتجولين والمتسولين عند أبوابها ومعرفة وضعهم القانوني بعد ان كثروا في الاونة الاخيرة.وطالب العنزي بضرورة تكثيف الدوريات في الصليبخات والقيروان وغرناطة لكثرة السرقات والتقحيص بها وضرورة استثمار شاطئ الصليبخات كواجهة بحرية بدل من تركه مستنقعا لا فائدة منه بالرغم من موقعه المتميز.بدوره، قال المواطن عمر العنزي انه يجب منح صلاحيات للمحافظ والمختارين لتطوير مناطقهم وحل مشاكل اهاليها مع توفير ميزانية خاصة لكل محافظ ومختار حتى يتسنى لهم الصرف على احتياجات مناطقهم بدل الاعتماد على جيوبهم الخاصة او دعم الجمعيات التعاونية والمتبرعين ما يفقد المحافظ والمختار هيبته.واضاف العنزي ان الهيئة العامة للشباب عليها دور كبير في انشاء مراكز الشباب والساحات والملاعب الرياضية خصوصا ونحن مقبلون على الصيف والعطلة الصيفية وكذلك اقامة مسابقات وانشطة تساعد على قضاء وقت الفراغ بشكل يساهم في تنمية عقولهم واجسامهم.وطالب العنزي بضرورة قفل البقالات بالمناطق ومراقبة ما يباع بها من مواد غذائية قد لا تصلح للاستهلاك الادمي.كما ناشد هندسة الطرق بضرورة فتح منافذ دخول وخروج للقيروان، ونقل محطة مياه الصليبخات ومخالفة التناكر والنسافات التي تقف في الاماكن العامة وداخل البيوت بالاضافة الى عمل دوريات في شارع أبو ظبي.اما بخصوص العاصمة فقد ذكر العنزي انه تجب ازالة المباني القديمة التي تشوه المنظر العام للعاصمة وكذلك عدم استغلال المناطق والاماكن التراثية كمتاحف ومزارات سياحية تحكي تاريخ الوطن وتضيحات ابنائه.بدوره، قال المواطن عبدالله بهمن ان حركة بث الدماء الجديدة في منصب المحافظين أعطى الأمل للأهالي بأن تكون هناك روح جديدة وأفكار خلاقة لتطوير المناطق بما فيها العاصمة التي فقدت روحها وتراثها وأصبحت مجموعة من المباني وزحمة من السيارات وتفتقر للسكان وأي ملامح تؤكد انك في عاصمة دولة الكويت.وأضاف بهمن انه يتمنى ان تكون هناك ورشة عمل تشارك بها الجهات الحكومية كافة لتطوير العاصمة والعمل على عودتها درة العواصم وذلك بتطوير بنيتها التحتية وأسواقها واعطائها الثوب التراثي مع استخدام التكنولوجيا الحديثة والأمل بأن نراها عاصمة وقبلة للسياح بدل وضعها الحالي كمدينة أشباح في الليل وزحمة في النهار، مشيراً الى ان وضع ساحة العلم نموذج واضح لسوء التخطيط والتنفيذ بالرغم من موقعه المتميز لاستخدامه لمبنى تراثي أو ترفيهي بدل الترقيع المستخدم حالياً والذي ضيع معالم هذا الموقع الاستراتيجي.المختارونوبعد آراء المواطنين استطلعنا آراء المختارين في بعض المناطق وهم بحكم عملهم الأقرب لمشاكل وهموم المواطنين والأكثر معاناة من تقاعس بعض الجهات الحكومية في تنفيذ طلباتهم المتكررة، حيث أكدوا عليها في المطالب التي أقرتها اللجنة الرباعية المنبثقة عن مختاري محافظة العاصمة والتي تم تشكيلها بناء على رغبة محافظ العاصمة من أجل حصر المشاكل التي تواجههم.حيث قال مختار القيروان صباح العنتري ان الأمل كبير بمحافظة العاصمة الفريق ثابت المهنا في تحريك الدورة المستندية وزحزحة بطء الجهات الحكومية في تنفيذ مطالب واقتراحات المختارين لخدمة أهالي المحافظة خصوصاً ان معظمها بسيط ولا يحتاج الى تعقيد.وأوضح العنتري ان الاجتماعي الذي عقد مع المحافظ وأمره بتشكيل لجنة من 4 مختارين (الروضة، القيروان، المنصورية، قرطبة) لوضع مقترحات حول نواقص المناطق واحتياجات الأهالي بناء على أوامر لسمو الأمير في ضرورة تفعيل دور المحافظ وبمعاونة المختارين لخدمة الأهالي وسد النواقص في مناطقهم، أثلج الصدر وأعطانا دفعة للعمل والانجاز لخدمة أهل الكويت.وطالب العنتري بضرورة تعديل البنية التحتية لمنطقة الصليبخات والدوحة ومنع تأجير العزاب بين الكويتيين ونقل محطة المياه على الدائري الرابع، لما تسببه من حوادث خطيرة، بالاضافة الى انشاء الواجهة البحرية لمنطقة الصليبخات والاستفادة من موقعها الاستراتيجي للتنفيس عن أهالي المنطقة، بالاضافة الى تسيير الدوريات لحماية السكان من السرقات والتقحيص.وأشار العنتري الى ان مطالب القيروان تختصر في ضرورة تجميلها وفتح منافذ الدخول والخروج على الدائريين الرابع والخامس وانشاء ديوانية القيروان ودار القرآن الكريم وبناء مدرستين ابتدائيتين للبنين والبنات لتخفيف الضغط على المدارس الموجودة، بالاضافة الى انشاء الساحة الشعبية وبناء حديقة عامة وتنوير وتجميل الممشى الخاص بأهالي القيروان وكذلك ضرورة التكثيف الأمني للدوريات لحمايتها من السرقات والتقحيص.من جهته، قال مختار المنصورية وجزيرة فيلكا بالوكالة عبدالوهاب النقي ان منطقة المنصورية هي منطقة نموذجية يسكنها نحو 6 آلاف كويتي وبها قرابة 400 منزل ولكنها تعاني في الفترة الأخيرة من تزايد اعداد المؤجرين من الأجانب ما أدى الى زيادة الضغط على الخدمات وتفكك النسيج الاجتماعي بالمنطقة، بالاضافة الى مشاكل اجتماعية وأمنية ولذا نطالب بإعادة العمل بالقانون القديم الذي يمنع تأجير غير الكويتيين في المناطق النموذجية كما طالب النقي من الجهات المعنية من الاشغال والكهرباء بضرورة اشراك المختار في الاشراف على المقاولين الذين يقومون بالتخريب أكثر من التعمير وترك مخلفاتهم ومغادرة المكان دون حسيب أو رقيب، بالاضافة الى ضرورة اسراع هذه الجهات في تنفيذ مطالب المختارين بدل من تركها لسنوات دون تحرك.وأشار النقي الى ان هناك مشكلة في وضع الاعلانات غير المرخصة وبشكل عشوائي في الطرقات وعند الدوارات ما يعيق حركة السير ويؤثر على الارصفة بتكسيرها، بل وصل الامر انه حتى وزارة الداخلية قامت بوضع اعلانات الانتخابات وتركتها حتى الآن بشكل بشع وخطر من خلال الحديد المزروع في الارصفة بالاضافة الى ضرورة تنظيم وضع بناء محولات الكهرباء وخاصة بعد تزايد عمليات الفرز في المنطقة وضرورة تنظيم مكان وجودها بما لا يعيق المرور للمشاة او حركة سير السيارات.وقام النقي بالتحذير من انتشار ظاهرة تسكع الشباب والمقابلات الغرامية مع البنات في مواقف المساجد والمدارس والجمعية بشكل مقزز وغير مألوف دون وجود اي دور للداخلية في وجود دوريات تراقب هذه المواقف.أما بخصوص جزيرة فيلكا فقد أوضح النقي ان جزيرة فيلكا هي الوحيدة المأهولة بالكويت وبها آثار وأماكن سياحية جذابة ولكن للاسف تم إهمالها بعد التحرير وبشكل جعل منها مأوى للسرقات والاعمال المنافية للآداب.وقد طالب النقي بضرورة اعادة اللجنة التي أمر بها مجلس الوزراء سابقا وتأهيل فيلكا لتكون جزيرة سياحية وسكانية وتراثية خصوصا وان البنية التحتية موجودة والرغبة ملحة من الشعب بضرورة اصلاحها وتأهيلها.من جانبه، قدم مختار منطقة اليرموك عبد العزيز المشاري التهاني لمحافظ العاصمة الفريق نايف المهنا بمناسبة تعيينه محافظا للعاصمة وأوضح انه اجتمع معه وأبدى له بعض المطالب والنواقص في نطاق المحافظة بشكل عام ومنطقة اليرموك بشكل خاص وقد أبدى استعداده لمخاطبة الجهات الحكومية المعنية للاسراع في تنفيذ هذه المطالب.وقال المشاري ان المحافظ طلب وجود ورش عمل في كل مناطق المحافظة وبإشراف مختار كل منطقة للتواصل مع الاهالي ومعرفة احتياجاتهم وذلك بتوجيهات من سمو أمير البلاد حفظه الله في ضرورة تلمس مشاكل المواطنين والتعاون لإيجاد الحلول لها.وأشار المشاري الى ضرورة تحديد ميزانية للمختار للصرف منها على احتياجات عمله بدلا من الطلب والاعتماد على الجمعية التعاونية وأهل الخير من ابناء المنطقة ما يقلل من قدر المختار وإحراجه.كما طالب المشاري بضرورة تطعيم المختارية بكفاءات فنية وإعلامية لتنفيذ أعمال المختار وتسهيل التخاطب مع الجهات المعنية وتسويق أعمال المختارية اعلاميا على يد متخصصين بالاضافة الى ضرورة التنسيق مع الجهات الرسمية ومقاوليها الذين تتعاقد معهم للعمل في المنطقة دون علم وتنسيق مع المختار وذلك لضمان مراقبة أعمالهم والتأكد من انجازاتها ورفع الانقاض وترتيب المكان قبل مغادرتهم وألا يتم الحصول على مستحقاتهم دون تزويدهم بكتاب رسمي من المختار كخلو طرف.وعن مطالب أهالي اليرموك فقد أشار المشاري الى ضرورة توسعة مدخل اليرموك من جهة شارع المطار وفتح الطريق الموازي لجسر اليرموك للوصول الى الدائري الخامس لتخفيف الزحمة المرورية بالمنطقة.كما طالب «الهيئة العامة للزراعة» بزيادة انارة ممشى قطعة (3) وتكملة حديقة اليرموك بالاثيل الصناعي لخدمة روادها.
محليات
المحافظ الجديد في مواجهة ملف متخم بالهموم والمشاكل... والتطلع لانطلاقة خلّاقة
الأوجاع والآمال... أمام ثابت المهنا الكويت تبحث عن ... «عاصمتها»
01:10 م