أكد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، وزير الداخلية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالوكالة الشيخ محمد الخالد، أن الكويت أوفت بتعهداتها التي تعهدت بها لدى استضافتها مؤتمري المانحين للشعب السوري، وذلك بـ300 مليون دولار في المؤتمر الأول، و500 مليون في الثاني، لافتا إلى أن «هذا الوفاء يأتي استشعارا بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الأشقاء السوريين، وهي التي لم تدخر يوما وسعا في مساعدة المحتاجين في جميع أصقاع العالم»وقال الخالد خلال افتتاح أعمال اجتماع الجمعية العامة الرابع عشر للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، صباح أمس، في مقر الهيئة والذي شهد انتخاب الدكتور عبد الله المعتوق رئيس للهيئة بالتزكية لأربع سنوات، وقال أن «الكويت كانت دائما وستظل سباقة إلى إغاثة المنكوبين»، مشيرا أن، «العمل الخيري الكويتي رفع راية الكويت خفاقة عالية، وقدم نموذجا يحتذى في العمل الإنساني، وعكس صورة مشرفة في شتى المجالات، بالإضافة إلى دوره الفعال في أوقات الكوارث والنزاعات والزلازل والعواصف والسيول»، مضيفا «على الصعيد الأهلي نتابع بكل تقدير ما تقوم به مؤسساتنا الخيرية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من أعمال إغاثية رائدة تجلت في إقامة العديد من القرى في تركيا والأردن والعديد من البرامج الصحية والتعليمية في مختلف مناطق اللاجئين السوريين».وأكد الخالد أن، «هذا النهج الإنساني ليس جديدا على الكويت وشعبها المعطاء، فقد عرفت بحب العمل الخيري منذ نشأتها وتوارثته الأجيال عن الآباء والأجداد، حتى أصبحت مركزا إنسانيا عالميا، وتبوأ سمو الأمير مكانة «أمير الإنسانية» بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والعديد من المسؤولين الدوليين».وأشار الخالد، إلى أن «المكانة الإنسانية الرائدة لدولة الكويت وقيادتها، منحت الأمم المتحدة سمو أمير البلاد شهادة تقدير أممية كأول زعيم عربي لجهوده الإنسانية الدؤوبة، كما منحت منظمة الأسرة العربية سمو الأمير جائزة العالم العربي الأولى للدعم الإنساني والترابط المجتمعي تثمينا وتقديرا لجهود سموه في هذا المضمار»، لافتا إن، «تجربة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في التعاون مع الهيئة الخيرية، تجربة رائدة ومتميزة، وتعكس حرصا مشتركا وتعاونا كبيرا ومستمرا في مجالات دعم مسيرة العمل الخيري وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في الإسلام ومحاربة جميع أشكال التشدد والغلو»، شاكرا سمو الأمير لدعمه المتواصل للعمل الخيري، وسمو ولى العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والشعب الكويتي المعطاء صاحب الأيادي البيضاء.من جهته، قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومستشار سمو الأمير ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق، في كلمته، إن «هذا الاجتماع الدوري الذي ينعقد كل عامين، ويضم بين أعضائه نخبة من أئمة الوسطية في العالم الإسلامي، يلتئم وسط تحديات كبيرة وأخطار جسيمة، من أبرزها وأخطرها الأزمة السورية، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود حوالي 9.3 مليون سوري تضرروا من جراء الأزمة، نزح منهم داخلياً نحو 6.5 مليون شخص، في حين تم تسجيل 3.2 مليون شخص لاجئ في دول الجوار السوري»، مشيرا أن «هذه الكارثة بما خلَّفته من ملايين الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن والمعوقين، وبما أحدثته من جرح غائر، باتت عصية على الاندمال والتضميد، لاسيما بعد أن عجز المجتمع الدولي عن وقف نزيفه».وأضاف المعتوق: «نادينا من موقعنا في العمل الإنساني الإقليمي والدولي، بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لوقف الانتهاكات البشعة في حق المدنيين العزل، لكن صرخاتنا لا تجد آذاناً صاغية، ومازالت الدماء تنزف بغزارة غير مسبوقة»، لافتا أن، «العمل الخيري يقف مسؤولا، أمام هذا النزيف المتدفق محاولا أن يضمد ما استطاع من الجراحات، ويُسكِّن ما تمكن من الآلام والأوجاع بإسعافاته الأولية التي نراها غير كافية لعلاج التداعيات الإنسانية للأزمة».وأشار المعتوق، إلى «إنشاء عدد من القرى للنازحين السوريين في تركيا والأردن، بدعم سخي من سمو أمير البلاد شخصياً، حيث نفذت قرية الكويت النموذجية في منطقة كيليس التركية، وقريتين أخريين في مخيم الزعتري بالأردن، قوام كل قرية 1000 بيت، بالإضافة إلى مرافقها من المساجد والمدارس والمراكز الصحية»، لافتا أن، «الكويت استضافت خلال العامين الماضيين بمبادرة كريمة من سمو الأمير البلاد، وبالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمرين دوليين للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، حيث تعهدت الدول المانحة خلال المؤتمرين بـ 3 مليارات و800 مليون دولار، وبلغت حصة الكويت من هذه التعهدات 800 مليون دولار، وبفضل الله وتوفيقه لقد أوفت الكويت بجميع التزاماتها».وبين المعتوق، انه «ليست سورية وحدها التي تعاني تداعيات إنسانية كارثية، فهناك دول أخرى عديدة تعاني أوضاعا إنسانية صعبة، كالصومال وباكستان واليمن وبورما والسودان وموريتانيا والنيجر وبنين»، مشيرا إلى «تدشين العديد من البرامج الإغاثية والتنموية والتعليمية والصحية والإنتاجية لمواجهة الآثار المترتبة على موجات المجاعة والتصحر والجفاف».ولفت المعتوق، أن «الهيئة الخيرية ترتبط بعلاقات شراكة وثيقة مع المؤسسات الخيرية الرسمية والأهلية، شاكرا تعاون وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة، ودعمهم العديد من المشاريع والبرامج الإنسانية والتنموية، وجميع المتبرعين الذين جادوا بأموالهم من أجل إغاثة المنكوب وتطبيب المريض وتعليم الجاهل ورعاية اليتيم، وأخص بالشكر القطاع الخاص برجال أعماله وشركاته وبنوكه لدوره الرائد في دعم مسيرة العمل الخيري».وأضاف المعتوق، «نستذكر دور الرئيس الفخري للهيئة الخيرية العم يوسف جاسم الحجي، صاحب البصمات الواضحة في بناء هذا الصرح الخيري الكبير، ونبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل، كما نتذكر بكل التقدير والاحترام العم برجس حمود البرجس الذي رحل عن دنيانا قبل أيام، وقد أسهم بقيادته لجمعية الهلال الأحمر الكويتي في تعزيز الحضور الإنساني لدولة الكويت إقليمياً ودولياً».وختم المعتوق، «أشكر معالي الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيد بان كي مون لنيلنا ثقته مجدداً كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لعام 2014»، لافتا أن، «هذه الثقة الأممية تضع المنظمات الإنسانية العربية والإسلامية أمام تحدٍّ كبير، وتحملها مسؤوليات إضافية لمواصلة رسالتها الإنسانية، مؤكدا على المضي في نشاطنا الإنساني والاجتماعي والتنموي والصحي والتعليمي عبر مشاريع بناء المدارس والمستشفيات والمساجد وحفر الآبار، وكفالة الطلبة والأيتام والدعاة، ودعم الجامعات والمراكز الإسلامية،، وإقامة مشاريع التنمية المجتمعية في عشرات الدول حول العالم، نبتغي بذلك رضوان الله تعالى ثم تخفيف معاناة المحتاجين والفقراء».من جهته، ألقى الدكتور عصام البشير كلمة الضيوف، وقال: «إن الهيئة العالمية قامت على مرتكزات عدة في عملها»، مشيرا أنها «ربانية في غاياتها، عالمية في امتدادها، إنسانية في أبعادها»، وأضاف البشير، أن «الهيئة تعاملت وانفتحت مع كل مكونات أهل القبلة الإسلامية على اختلاف مدارسهم وتعدد أقطارهم، حيث نأت بنفسها عن صور التعصب الحزبي والصراع السياسي والاختلاف العرقي».وبين البشير، «الهيئة قامت على أساس الشراكة في محيط العالم الإسلامي، من خلال تعزيز المشترك الإنساني والديني، وبخطابها الفكري لتعزيز مبدأ الوسطية فكرا وممارسة بعيدا عن تيار التكفير والتفجير»، مشيرا انها، «انتقلت بمفهوم العمل الخيري ببعده الإغاثي إلى بعده التنموي، بالإضافة إلى بعده الدعوي لتصحيح مسار الفكر الإسلامي من خلال تأهيل الدعاة وكفالتهم وإقامة الندوات والمحاضرات»، مؤكدا أنها، «أم الهيئات الخيرية في العالم الإسلامي نظرا لما احتوته من الكوكبة من أهل العلم على امتداد القارات الذين يؤمونها في جمعيتها العمومية»، مثمنا دعم سمو أمير البلاد والحكومة والهيئات المجتمعية لجهود الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لمواصلة نشاطها الإنساني.
محليات
عمومية الهيئة الخيرية الإسلامية زكّت المعتوق رئيساً لأربع سنوات
محمد الخالد: وفينا بتعهداتنا تجاه الأشقاء السوريين استشعاراً لمسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية
06:33 ص