النائب خليل عبد الله صاحب حضور إعلامي متميز، وذو إنجازات كثيرة داخل مجلس الأمة وقد صرح لإحدى الصحف المحلية بأنه سيستجوب وزيرين دون الإفصاح عن اسميهما وأنه يريد بذلك أن تكون استجواباته مفاجئة.والعجيب أنه قال: لقد اجتمعت مع الوزيرين وناقشتهما في أوجه الخلل في وزارتيهما، وأبلغهما بأنه سيستجوبهما في دور الانعقاد المقبل- إن كان هناك دور انعقاد مقبل-.وهنا أتساءل: كيف ستكون استجوابات مفاجئة وقد أبلغ الوزيرين بالأمر؟ ولا شك بأنهما سيبلغان الحكومة التي ستعد العدة للتعامل معهما كما تعاملت مع استجوابات سابقة إما بالشطب أو التأجيل.وإن كان يقصد بذلك إخفاء الأمر عن زملائه النواب فذلك أمر محير لأن المفترض به أن يشاور ويشارك بقية النواب وينسق معهم لتحديد من سيتحدث مؤيداً للاستجواب واختيار عشرة منهم للتوقيع على طلب طرح الثقة في الوزيرين وليس وزيراً واحداً، وذلك أمر شديد الصعوبة مع مجلس 2013، فالحصول على العدد المطلوب لطرح الثقة في الوزيرين مهمة مستحيلة، مع ما تملكه الحكومة من أغلبية داخل المجلس.وإن كان المقصود بإخفاء الأمر عن المواطنين فليعلم النائب خليل عبد الله أن نواباً ووزراء نشروا تفاصيل الجلسات السرية حتى قبل نهايتها، وتحدثوا عما دار بها بإسهاب وتفصيل في الدواوين، فكيف يقدرون على إخفاء اسمي الوزيرين اللذين سيتستجوبهما؟فلم يعد هناك أمر يخفى ولا أحد يكترث باستجوابات- طبيخ شمس- لا فائدة منها ولا هدف، فهي تسجيل مواقف في سجل النائب البرلماني يتحدث بها لناخبيه ويفتخر بها عند الانتخابات التي لا شكَّ قربت الدعوة إليها.
مقالات
مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
استجواب مفاجئ !
06:10 ص