كونا- أولت الكويت اهتماما كبيرا بالمتاحف باعتبارها أحد الانشطة الثقافية المهمة في المجتمع وجزءا من خطة التنمية، حيث نصت المادة 12 من الدستور على أن تصون الدولة التراث الاسلامي والعربي وتسهم بركب الحضارة الانسانية. كما نصت المادة 14 على أن ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجيع البحث العلمي.وتعتبر المتاحف بشكل عام، بما تزخر به من مقتنيات مرآة حقيقية تعكس حضارة أي بلد وتراث شعبه من خلال توثيقها هويته التاريخية وتراثه الانساني، علاوة على كونها دليلا حيا يربط الماضي بالحاضر وتنقل رسالتها المعرفية والثقافية جيلا بعد جيل.وتأكيدا على أهمية المتاحف أعلن المجلس العالمي للمتاحف الـ18 من شهر مايو من كل عام يوما عالميا للمتاحف والذي تحتفل به الكويت الى جانب دول العالم بغية إيجاد وعي عالمي حيال دور المتاحف في تطوير المجتمعات لاسيما ثقافيا.وتتميز الكويت بكثرة وتنوع متاحفها، منها متحف الكويت الوطني الذي افتتح عام 1957 بمنطقة دسمان ليكون مثالا يعكس عادات وتقاليد أبناء الكويت الى جانب كونه مؤسسة علمية مهمة لنشر الثقافة ومرجعا يوثق تاريخ الكويت. ويضم المتحف ثلاث صالات رئيسية الاولى لعرض التراث الشعبي الذي يخص أهل الكويت وتختص الثانية بعرض الآثار القديمة التي تعود الى القرون الاولى من العهد الاسلامي وأخيرا القبة السماوية التي تمثل الكرة الارضية وتتضمن معلومات غزيرة للباحثين في مجال الفلك والمجرات. وهناك أيضا المتحف العلمي الذي افتتح عام 1972 بمنطقة المرقاب وأبرز أهدافه المساعدة في فهم واستيعاب المعلومات العلمية وحقائق التاريخ الطبيعي واجراء مختلف الابحاث والمحافظة على الطبيعة والحياة البرية. ويتكون المتحف العلمي من أربعة أقسام مهمة هي قسم العلوم والفضاء وقسم التاريخ الطبيعي وقسم العلاقات اما القسم الاخير فيضم الخدمات العامة للمتحف.وشهد عام 1980 وبجهد شخصي افتتاح متحف طارق رجب في منطقة الجابرية وضم مجموعات نادرة من المصاحف و المخطوطات العربية والفخاريات الاسلامية والمشغولات المعدنية والمطرزات العربية القديمة والدروع التي تعود الى الحضارة الاسلامية.وعلاوة على ذلك هناك المركز العلمي الذي افتتح عام 2000 بمنطقة السالمية الذي يولي اهتماما كبيرا بالثقافة العلمية ونشر العلوم والمعارف العامة وتحفيز الاهتمام في المجتمع بالحفاظ على الحياة البرية والبحرية وفيه ثلاثة مرافق رئيسية حوض الاسماك (الاكواريوم) وقاعة الاستكشاف وصالة عرض (آي ماكس).ومن بين أبرز المتاحف الحالية في البلاد أيضا متحف بيت العثمان الذي افتتح عام 2013 بمنطقة حولي ويعتبر أحد المعالم التاريخية التي تعكس الوجه الحضاري لدولة الكويت.وقال رئيس فريق الموروث الكويتي أنور الرفاعي ان فكرة انشاء متحف بيت العثمان تبلورت بعد ادراك الحاجة الملحة لمتحف يحفظ الدور الكبير للاباء والاجداد وما تبقى من المادة التراثية الكويتية التي نحن بأمس الحاجة اليها حاليا. وذكر الرفاعي إن الرؤى لدى المعنيين أجمعت على أن بيت عبدالله العثمان هو النموذج المتكامل للبيت الكويتي التقليدي كونه أنشئ عام 1947 بأسلوب تقليدي «وكفريق عمل متخصص بالموروث الكويتي نعمل كجهة تطوعية تماما عبر مركز العمل التطوعي وهدفنا اظهار تراثنا والحفاظ على ما قام به آباؤنا وأجدادنا من دور كبير يستحق الشكر و التقدير». وبين أن هناك مشكلات ومعوقات واجهت العمل باعتبار متحف بيت العثمان نتاج مجهود وعمل خاص من فريق الموروث الكويتي ومن أهمها الدعم المالي وعملية جلب المادة التراثية وكيفية الحفاظ عليها وصيانتها. ولفت الى أن اقتناء المادة التراثية ليس بعملية سهلة نظرا الى العقبات التي ترافق موضوع التواصل مع المؤسسات المعنية لاقتناء ما لديها من أرشيف تراثي حيث لا يعير بعض المعنيين فيها هذا الجانب أي أهمية ولا يعون قيمة ما لديهم من مواد تاريخية مهملة في المخازن.
محليات
تقرير / تعد دليلاً حياً يربط الماضي بالحاضر وينقل الرسالة المعرفية والثقافية عبر الأجيال
متاحف الكويت مرآة تعكس حضارة البلاد وتراثها الإنساني
01:08 ص