ما الذي يجري في الساحة هذه الأيام؟.. قوانين الصراع تتفاعل وتتجدد بشكل سريع وقواعد اللعبة تحرق مراحلها!.. حلفاء الأمس يتراشقون بسهام اللعن والتشكيك..!.. قوى متحدة تتنازع.. جبهات تتصدع وتذهب ريحها!.. المعارضة فرخت معارضات!.. والموالون للحكومة انقسموا!يبدو اننا نمر بحالة (بلقنة سياسية)! تفتح النار على حكومة جابر المبارك ممن رفعوا لواء الأحنف بن قيس (وعطوا الحكومة فرصة)..(ومصلحة الكويت فوق كل شيء)... وبنهاية الجولة اعترفوا ونادوا (مفيش فايدة يا صفية)!اليوم واضح جداً ان نهج ادارة الحكومة يواجه انتقادا حادا من خصومه ورفاقه على حد سواء..طبعا اذا استثنينا الصم البكم الذين لا يشبعون!واللافت المضحك المبكي ان هذا الرفض لهذا النهج التعبان جاء بعد تجربة مريرة وممارسة للعمل السياسي توصل اليه العديد من السياسيين سواء من كانوا بالبرلمان او بالحكومة.يعني جاء بعد منهج تجريبي ووصفي وتاريخي كما نقول في علم المناهج!فهذا حسين القويعان خرج مستقيلا وقد كان عضوا في مجلس الامة اكثر من دورة مدركا لطبيعتها من قبل!، وهذا سامي النصف حاول العمل والإصلاح ثم وجه انتقادات حادة للحكومة والدولة العميقة ومنهجيتها في احد كتاباته مبينا الخراب الذي حل في البلاد!، وهذا المليفي ونايف العجمي وقبلهما انس الرشيد يستعدان للخروج من كوارث النهج الحكومي!كما شاهدنا استقالة الراشد وهو الحليف القديم للحكومة ومشرعن دهاليز الهرب قبل غرق المركب محاولا تسجيل (قول) في الوقت الضائع!حتى العدساني ومحاولاته مواجهة الفساد (قفز بالبرشوت) بعد ان توصل الى النتيجة ذاتها بأن مجلس الامة لا يستطيع الإقلاع!وما دام النهج و«السستم» يدور بعقلية عبس وذبيان وسيوف بكر وتغلب فإن تنمية العشائر ولغة الصحراء هي السائدة اليوم، ومادام هذا تبعنا وذاك معكم فإن تفليش براغي ادارة الدولة سيستمر وستقف عجلتها عن المسير عاجلا او آجلا..لقد ان الأوان لصحوة عامة تتكاتف معها الجهود حكومة وشعبا قبل فوات الأوان.. وإلا فإن حدودنا لن تتجاوز الحصن القديم (الكوت).سمو الشيخ جابر المبارك وحكومته تحتاج وقفة وطنية منهجية تنسف عقلية (مشي حالك) وإرادة واعية تجيب عن ماذا نريد وكيف نحقق ما نريد؟كما تحتاج الى مد يد العون الصادقة النقية من اي غرض وانتشالها من ورطتها وليس مص دمها واستغلالها!والشعب اليوم ينتظر مبادرة واعية تنهي لغط الشارع وتخرجه من جزر الصراع.ولا اصلاح الا بإبعاد دبابير الأزمات في السلطتين وخارجهما.. لينعم الشعب وتعمل الحكومة على راحته ورفاهيته..
مقالات
د. مبارك الذروة / رواق الفكر
مبادرة
12:41 ص