أبي يتغنى بالديموقراطية... يتكلم عن أنه مع حرية الرأي... وأننا يجب أن نؤمن بحرية طرح الأفكار. أبي يقول إن حب الديموقراطية يسري في دمه.أبي بعد حبه للحرية والديموقراطية يعتبر أن حب البيت الذي يعيش فيه بالمرتبة الأولى مع حبه الأكبر ديموقراطية... إذاً أبي يعشق الديموقراطية والحرية والبيت الذي يعيش فيه.إن من أشهر مواقف أبي الديموقراطية، والذي يكرر باستمرار، هو أنه عند طرح أي موضوع في البيت الذي نعيش فيه يتركنا بكل حرية أن نبدي رأينا وأن نناقش بعضنا البعض أمامه، ولكنه في النهاية يتخذ القرار لوحده حتى وإن كان طرحنا ضد هذا القرار... ومع اتخاذه للقرار ينظر إلينا بنظرة معناها أنه لم يرتكب أي خطأ!ولكن طرح الرأي شيء وان تعارض رأي أبي شيء آخر لا تحمد عقباه، حتى وإن تدخلت أمي وتدخّل كل من في البيت وحتى إن تدخّل الجيران فإنك ستعاقب من دون أي استثناءات... هكذا يفهم أبي الديموقراطية والحرية.أبي في كل المجالس يدعي أنه أب ديموقراطي وأنه مع حرية المعارضة... وفي البيت إن عارضه أحد وإن كانت أمي، فإن النتائج يصعب وصفها أو حتى...؟قرارات الضرورة التي يتخذها أبي يصعب لأشهر الفلاسفة تفسيرها كما تقول أختي الصغرى.نجتمع كأسرة لنحدد وجهة سفرنا، وبعد بحث ومداولات نستقر على المكان الذي نرغب في السفر إليه... ولكن أبي يأتي بقرار ضرورة يغيّر كل ما بحثناه... وأمي تؤيد قرار أبي من دون أي نقاش.نجتمع لشراء سيارة جديدة لأمي... نذهب لمعظم الوكالات الخاصة ببيع السيارات الجديدة ونقرر ما نوع السيارة... ويأتي أبي بقرار ضرورة ويقرر شراء سيارة مستعملة... وتؤيد أمي القرار وبشدة... وتذهب لغرفة كل واحد بالبيت بزيارة خاصة لتقنعه بعدم المعارضة وأنه يجب أن يوافق... وتذكرنا بأننا نعيش بعائلة ديموقراطية!أما آخر قرار ضرورة اتخذه أبي، فيصعب عليّ كتابته وأشعر بالذل كلما تذكرته... وأترك لكم الخيال عن عدد وأنواع قرارات الضرورة التي اتخذها ويتخذها أبي الغالي!