بعد أن اشتهر بأدوار البطولة المطلقة في فترة الشباب مثل «حول غرفتي» و»ألو حياتي» والتي قدم إلى جانبها سلسلة من الأعمال التاريخية جسّد من خلالها شخصيات أمثال المتنبي وامرؤ القيس والمعتمد ابن عباد، فإن الفنان اللبناني عبد المجيد مجذوب لا يجد حرجاً من أداء أدوار الأب والجد، ليواصل اليوم ظهوره الفني من خلال مسلسل «الأخوة» المؤلف من 100 حلقة، والذي يضم فنانين عرب.وفي حواره مع «الراي»؛ يؤكد مجذوب أنه لا يعمل إلا بما يتفق مع موضوعيته وجديته، لافتاً إلى أنه ما زال مستعداً للعب دور الأب والجد شرط أن يكون الدور محترماً وأن يؤدي أداء محترماً. ورأى أن الحالة التي شكلها الثنائي «هند أبي اللمع - عبد المجيد مجذوب» نادرة ولاقت صدى عربياً:• تشارك حالياً في المسلسل العربي «الأخوة»، وهو بطولة جماعية. هل ترى أن زمن البطل المطلق قد ولّى كما كان يحصل في سلسلة الأعمال التي شاركتَ فيها الراحلة هند أبي اللمع؟- أظن أن الزمن تجاوز تسمية بطولة، إذا كانت البطولة بمعنى الأهمية. يمكن أن يلعب الممثل دوراً لا تتجاوز مدته عشر دقائق، ويكون أكثر أهمية من كل الأدوار التي قدمها كل الممثلين المشاركين في المسلسل. الأعمال المشتركة باتت أمراً مطلوباً، وإذا كنا عاجزين عن المشاركة كدول أو أن نتوحد حول مسائل معينة، فلنتوحد فنياً على الأقل. وما الذي يمنع إذا كان عبد المجيد مجذوب من لبنان ملائماً لدور معيّن، وزميلة من سورية ملائمة لدور معيّن وزميلة ثانية من الجزائر ملائمة لدور آخر وأن يجتمعوا جميعاً في عمل واحد، وأن يتكلم كل منهم بلغة بيضاء وبلهجته.أحداث مسلسل «الأخوة» تدور في أبوظبي، ومن المعروف أن هذه الإمارة تضم عرباً من كل الجنسيات يعملون هناك، وعندما يلتقي الجزائري واللبناني والإماراتي يتحدث كل منهم بلهجته وهذا أمر طبيعي. ونحن اعتمدنا اللهجة البيضاء في المسلسل الذي يضم ممثلين لبنانيين وسوريين ومصريين وأردنيين ومن جميع الدول، وتعطي أحداثه موضوعية لما يجري في أبوظبي التي تضم جنسيات من المناطق العربية كافة.• إلى أي حدّ تجد أن الدراما التركية كان لها دور في استنهاض الدراما العربية؟- لا أعرف. على الأقل إذا كان هذا التصوّر صحيحاً، هل هذا يعني أنه يجب أن تكون الدراما العربية ضعيفة؟ حتى لو افترضنا أن الدراما التركية كان لها دور في استنهاض همم المنتجين وعقولهم، فشكراً لها.• خلفية هذا السؤال ينطلق من تعلُّق المشاهد العربي بمتابعة الدراما التركية، ما دفع بالمنتجين العرب إلى زيادة إنتاجهم وتطويره؟- للأسف الشديد! في النهاية لكل مجتهد نصيب. يجب ألا يلام الأتراك، لأن من حقهم أن ينجحوا وأيضاً من حق العرب أن ينجحوا. عبارة «لكل مجتهد» ذات معنى ودلالة. مَن يجتهد ينجح ومَن يسعده الجلوس على قمة جبل، لا بد أن يتحمل مشقة التسلق.• قاطعتَ الدراما لفترة من الزمن ثم ما لبثت أن عدتَ إليها. لماذا قاطعتَ وأيضاً لماذا عدتَ مجدداً؟- لو دامت لغيري لما وصلت إليّ، إنه منطق الحياة. كل إنسان له دور في هذا العالم يقوم به. أنا اليوم في الـ 75 من العمر، فهل مطلوب مني أن «أدبّل عيني وأن أقول يا سلام!».• المقصود بالسؤال، ما سبب انقطاعك عن التمثيل ثم قرارك بالعودة مجدداً؟- لكل زمان رجال. لطالما كان الفتى الأول موجوداً، هناك ممثل، إذا اعتبرتِ أن «أبو خالد» (أي عبد المجيد مجذوب) ممثل جيد، يتجدد بالقدرة العملية وبالشهادة الفعلية على أرض الواقع. إنه طاقة فنية جديرة بالاحترام بعين كل مشاهد عربي. لأنني قدمتُ «أبو الطيب» و»امرؤ القيس» و»المعتمد ابن عباد»، كما قدمتُ الدراما العصرية وقصص الحب وقصص المغامرات. وهذا يعني أن «أبو خالد» كما كان جيداً عندما كان شاباً، فهو يصلح الآن لتأدية شخصيات الأب والجد. أنا أقدم اليوم دور الجدّ كما كنتُ في زمن الشباب، لأنني لا أعمل إلا بما يتفق مع موضوعيتي وصدقيتي وجديتي. ومع احترامي للمشاهد الذي أوْلاني ثقته، ما زلت الآن مستعداً للعب دور الأب والجد، شرط أن يكون الدور محترماً وأن أؤدي أداء محترماً.• ألا ترى أن الدراما اللبنانية وصلت في فترة من الفترات إلى مرحلة الحضيض؟- الوضع كله كان في الحضيض. عندما كنت في زمن الإشراق والزمن الرومانسي وزمن العطاء كان لبنان مديوناً بمبلغ 2 مليون دولار، واليوم هو مديون بـ 60 مليار دولار. هل هذا الزمن مثل ذاك الزمن؟• كيف ترى الدراما اللبنانية اليوم؟- لا أحب التعميم. يوجد شباب «كويسين»، ولكنهم لا يحظون بالفرص. هم «محلحلون» من الداخل و»منخورون» بالأفكار والأسباب. إذا كنا عاجزين عن الاتفاق على وزير أو فكرة أو وزارة أو رئيس جمهورية، لأن كل همّ الناس هو مخالفة الآخر، فكيف يمكن أن نبدع؟• ما تقوله لم يعد ينطبق على لبنان فقط بل على كل الدول العربية؟- هذا ليس صحيحاً.• من المعروف أنك قدمتَ الكثير من الأعمال التاريخية وجسدتَ الكثير من الشخصيات، لكن ما هو سرّ الأعمال التي جمعتك كثنائي بالفنانة الراحلة هند أبي اللمع والتي حققت نجاحاً شمل كل العالم العربي؟- الحالة التي شكلها الثنائي «هند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب» خاصة ومختلفة ونادرة ولاقت صدى في كل مكان في العالم العربي. ليس لأنني أفضل ممثل في العالم العربي أو لأن هند هي أجمل ممثلة في العالم العربي هو السبب الذي يقف وراء نجاحنا، بل حالة الثنائي التي نشأت باجتماعنا بعدسة الكاميرا في قصص منتقاة وملائمة.• كممثل، هل يزعجك أن تتألق بعض أعمالك على حساب أعمال أخرى بالرغم من أنها أعمال قيّمة وبذلتَ تعباً وجهداً فيها كي تُقدم بأفضل طريقة ممكنة؟- ولماذا أنزعج؟ لو لم يكن في تلك الأعمال ما يعجب أكثر، لما رضيَ الناس عنها أكثر. هل يمكن لأحد أن يزعل من الحق؟ أنا نفسي في كل أعمالي، ولكن عندما أتيحت لي فرصة أن أقدم شيئاً عظيماً قدمتُه.• هل تجد أن الناس يميلون إلى متابعة الأعمال الرومانسية أكثر من التاريخية؟- هناك طغيان للمادة على الروحانيات، وعندما تطغى المادة على القيم الأخرى تنتفض القيم الأخرى. الحياة لا يمكن أن تكون كلها مادة بمادة، ومن دون عاطفة وأخلاق وثقافة لا يمكن أن تستمر الحياة. هل يمكن للإنسان أن يعيش بجسد بلا روح؟ المعنوية هي الروح والمادية هي الحياة. تريد المادة، اقتصاداً وتبادلاً للمال والحركات المافيوية، الطغيان على كل شيء في الأرض، من دون الالتفات إلى القيمة المعنوية والأخلاق والمُثُل. عندما تكون الدنيا هكذا، لا بد وأن تنحدر.• هل يمكن أن نشاهدك على الشاشة في رمضان 2014؟- مسلسل «الأخوة» مؤلف من 100 حلقة وسيستمر عرضه في رمضان وما بعده.
فنون - مشاهير
حوار / تحدّث عن مشاركته في مسلسل «الأخوة»
عبد المجيد مجذوب لـ «الراي»: أقدّم اليوم دور الجدّ... كما كنت ناجحاً أيام الشباب
03:32 م