هدأ ازيز الرصاص والقذائف الذي طبع الجولة الجديدة من الاشتباك المسلح الذي وقع عصر اول من أمس في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان بين مجموعة الناشط الاسلامي بلال بدر وعناصر من حركة «فتح» تابعين لـ «كتيبة شهداء شاتيلا» بإمرة العقيد طلال الاردني، لكن ضجيج التساؤلات لم تهدأ حول اسبابه ونتائجه ولا سيما ان اي طرف غير قادر على حسم المعركة في ظل معادلة المخيم السياسية والامنية.اول القراءات في الاشتباك الذي دام 4 ساعات واستخدمت فيه القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية وتخللته عمليات قنص متبادل، انه جاء نتيجة تراكم سلسلة من الحوادث الامنية والاغتيالات الجسدية دون معالجة جذرية، واللافت فيه انه كان متداخلا وكأنه تصفية حسابات مباشرة وغير مباشرة بين خصوم نزلوا بسلاحهم الى الميدان وآخرين لم يروا بالعين المجردة.وثاني قراءة للاشتباك الذي حصد نحو تسعة جرحى بينهم عناصر من القوة الامنية المشتركة، ومن «عصبة الانصار» الاسلامية التي انتشرت مع القوى الاسلامية كقوة فصل بين المتقاتلين، انه أراد توجيه «سهام قاتلة» لاحباط الجهود السياسية لتحصين الوضع الامني في المخيم «المتوتر» وتفعيل دور القوة الامنية المشتركة، اذ انه جاء بعد يومين فقط على اجتماع اللجنة العليا للاشراف على امن المخيمات والاتفاق على دعم القوة الامنية المشتركة لتصبح «قوة ضاربة» بصلاحيات فاعلة يعد توفير الغطاء السياسي والامني والقضائي اللبناني.وثالث قراءة في هذا الاشتباك الذي وصف بانه بمثابة «ميني معركة» دون ان يحسم اي طرف النتيجة لمصلحته انه اكد خطورة الوضع الامني «الهش» في «عاصمة الشتات الفلسطيني» وان هذا المخيم قابل للانفجار في اي لحظة وعند اي حدث او حتى شائعة، ولولا جهود سياسية كبيرة بذلت على اكثر من صعيد وضغوط شعبية مورست على ارض الميدان لكانت الامور خرجت عن السيطرة. والاخطر ان كل طرف كان يتعهد خلال الاتصالات معه بالالتزام بوقف اطلاق النار ولكن سرعان ما كانت تحصل خروق وكأن «طابوراً خامساً» دخل على الخط. وقد رصدت اوساط فلسطينية اطلاق رصاص على مراكز فتح واخرى تابعة للاسلاميين بهدف ايقاع الفتنة وتأجيج الاقتتال، كما تعرض مركز احد الفصائل الفلسطينية الى اطلاق نار دون اي مبرر، وتَرافق كل ذلك مع ضخ سيل من الشائعات «المغرضة» في ما بدا عملية «صب للزيت على النار».ورابع هذه القراءات وهي الاخطر وفق مصادر فلسطينية، ان ما جرى يحمل رسائل متعددة الاتجاه ابرزها إبقاء ساحات المخيمات متوترة داخليا مقابل الهدوء اللبناني، اي اشغال القوى الفلسطينية وخاصة الاسلامية في قضاياها الداخلية دون النظر الى قضايا خارجية اخرى، في انعكاس لما يجري في لبنان وسورية من خلافات سياسية وأحداث أمنية بطريقة معكوسة، وعلى خلفية هذه النظر يتوقع ان تتواصل جولات الاشتباك وتشتد بين الحين والاخر الى ان تتضح الصورة.وجالت «الراي» في المخيم بعد ساعات على وقف الاشتباك، وقد ارتسمت على وجوه ابنائه الكثير من علامات القلق والخوف رغم انتشار قوة فصل من القوى الاسلامية و»انصار الله» في مسرح «المعركة».وفيما اقفلت مدارس «الاونروا» ابوابه، خلا سوق الخضار من الازدحام. ووحدها وقفت الحاجة ام راغب شريدي تنادي على بطيخها المصري وهي تقول «على السكين يا بطيخ.. احمر البطيخ افضل من احمر الدماء».
خارجيات
«الراي» جالت في المخيم «القلق»
اشتباك الـ 4 ساعات في «عين الحلوة» يفجّر مخاوف ... وتساؤلات
01:11 ص