... «حريق وغريق» في أقلّ من 72 ساعة. انها حال لبنان الذي دهمه يوم الاثنين «صيف مبكّر» أشعل «لهيبه» حريقاً هائلاً في «عاصمة القرار» الرسمي بعبدا، قبل ان يعود الشتاء وبـ «مفعول رجعي» يوم امس ليُغرِق البلاد من شمالها الى جنوبها مروراً بالساحل بسيول جارفة، ولا سيما في البقاع، وبمستنقعات وبحيرات غمرت العديد من الطرق الرئيسية.وبدا «مايو الصيف والشتاء» تحت سماء واحدة، شبيهاً بحال لبنان حيث يتقلّب مناخه السياسي والأمني بين «هبّة باردة» و«هبة ساخنة» في غمرة انكشافه على «العاصفة» السورية وملفات المنطقة الشائكة التي تتداخل مع واقعه الداخلي المحكوم منذ العام 2005 بـ «حرب مكتومة» ذات امتدادات اقليمية.ومن خلف «خطوط انتظار» الفرَج في الانتخابات الرئاسية المفتوحة على فراغ «يطرق الأبواب» بحلول 25 مايو، دهمت البلاد «شتوة» انقسم اللبنانيون في قراءتها، بين مَن رحّب بها باعتبار انها تعويض عن فصل الشتاء الذي سجّل رقماً قياسياً في شحّ الامطار الذي رسم «شبح» التصحر فوق مناخ «بلاد الأرز»، وبين مَن قابلها بسخط بعدما تحوّلت نعمة المطر «نقمة» عبّرت عن نفسها في مشهد السيول والطرق الغارقة في مستنقعات «قبضت» على السيارات وعطّلت حركة السير في عدد كبير من المناطق.فقد شهدت المناطق اللبنانية كافة منذ ساعات الفجر الاولى تساقطاً غزيراً للأمطار، ما ادى الى سيول غزيرة في البقاع وتحديدا في بلدات القاع، رأس بعلبك والفاكهة، حيث تدفقت كميات كبيرة من المياه في المجاري على مرتفعات السلسلة الشرقية نتيجة غزارة المياه وشكّلت سيلاً جارفاً في مجرى الوديان.وفي الساحل، شهد الشاطئ ارتفاعا كبيرا لأمواج البحر ما دفع صيادي الأسماك في المرافئ إلى عدم الإبحار. اما في بيروت فقد غصت مداخل العاصمة كافة بالسيارات بسبب غزارة تساقط الامطار وتكون البحيرات في الطرق ما سبب زحمة سير خانقة.وفيما تسببت الامطار بحوادث سير عدة في المناطق كافة، نبهت قوى الأمن المواطنين من خطر الانزلاق وطلبت منهم القيادة بتأنٍ وهدوء حفاظاً على سلامتهم، وسط توقع مصلحة الارصاد الجوية ان يتحسن الطقس ابتداء من ظهر اليوم مع تسجيل رياح ناشطة قد تصل سرعتها الى 70 كيلومتراً في الساعة.
أخيرة
مايو الصيف المبكر والشتاء «بمفعول رجعي»
لبنان... «حريق وغريق» في 72 ساعة
بحيرة موحلة على اوتوستراد بيروت - جونية
01:11 ص