من أنت كي تكتب مقال «يا سيدي.. كفاءتك لك!»...؟ بهذا السؤال بدأ صاحبي بالهجوم علي وهو مخضرم أحترم رأيه! ولأنني أحترمه وأحترمكم جميعا فأنتم أصحاب الفكر والمبادئ وأتوسم فيكم خيرا عند قراءتكم هذا المقال الذي يعكس وجهة نظري التي وردت في إجابتي لأخينا السائل!أكتب من واقع تجربة فيها من الفلسفة حقيقة اكتشفتها في بحث علمي وممارسة بين معارض ومؤيد نوابا وناشطين سياسيين!يا سيدي.. كفاءتك لك! نعم فهي محصلة لخبرة توجتها بعد علم في مجال دراستك سواء انتهت بالدرجة الجامعية أو ما فوق الجامعية! ابحث عن صاحب الفكر... ستجده محصنا بمبادئ وهو استنتاج طبيعي لمكونات الفرد كإنسان يتبوأ منصباً قيادياً!فإذا جلست مع قيادي لا يحمل فكرا فهو لا يملك من المبادئ ما يجعل سلوكه أخلاقيا والذي ساعده في الوصول من أصحاب القرار قد أراد منه أن يكون تابعا لا معينا له في رسم الرؤى! فالتغلب على هذا الخلل الكبير في التركيبة القيادية يحتاج النهج الذي أوردته في المقال السابق وقد ذكرت أنه صعب المنال وشبه مستحيل تطبيقه ولم أذكر جزئية الحسد والمصالح لضيق المساحة! إنني أتحداهم أن يذكروا اسما من الأسماء الناشطة لا تحركه المصلحة أو تؤثر فيه خصلة الحسد التي تميز فيها مجتمعنا عن سائر المجتمعات!قلت لصاحبي... لو ذهبت لصديق تطلب منه العون فلن يتحقق لك مطلبك لأنه إما أن تكون له مصلحة مع صاحب القرار ولا يريد إضاعتها لــ «سواد عينيك» أو لأنه «حسود» لا يريدك أن تصل وتظهر كفاءتك نقاط ضعف أصحابهم ممن هبطوا على أعلى المناصب بالبراشوت كما يحلو للبعض وصف طريقة تنصيبهم!إنها سمة المجتمع الكويتي... نحسد بعضنا البعض بمن فيهم أطراف في المعارضة لأن النفس البشرية تأثرت بثقافة قيم فاسدة يأتي في مقدمتها الحسد وتضارب المصالح... يعني الموالي والمعارض لا تحكمهما حوكمة وهم في واقع الحال وحسب «اللا وعي» تحركهم عنصرية غريبة أثارت النفوس وعطلت القانون و«شخبطت» على جميع المبادئ القيادية والإدارية!نشتكي من ضعف في القياديين «إلا ما ندر» وعند طرح السؤال عن السبب نترك الإجابة لمستشار هو بالأساس لا يستحق المنصب الاستشاري: وين نروح!أشعر بأن الأنظمة عليها غشاوة.. حسد وتبادل مصالح غطى على مضامينها الحقة! أشعر بأن خليطا من الكذب الأبيض المباح والكذب العلني وعلى الرغم من أن المسألة لا تحتاج إلى استنتاج بحكم إن الكذب يبقى كذباً وإن ما يدور بيننا لا يتجاوز كونه نتاج قوة الحسد وتأثير المصالح التي يجد معها أصحاب القرار منطقة لا يمكن التعرض لأركانها، ولهذا لا تجد من يطبق المعايير وإن كان هنالك تحرك فتجده مفصلا لخدمة مصالحهم وإقصاء الكفاءات!الحل يبدأ من التجرد من هوى الأنفس وأن يكون هناك نظام يضعه أصحاب تخصص لا مصلحة تربطهم مع كائن من كان... يبقى صعباً لكن عند رب العباد لا تصعب المسألة، فالله عز شأنه يغير الحال إلى حال في طرفة عين... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
يا سيدي إنها بين «الحسد والمصالح»!
04:49 ص