ثمانية عروض فقط في أسبوعين لمسرحية «رفقا»، القديسة المارونية التي عرف عنها أنها وجدت فرحها في الآلام المبرحة التي عانت منها، فباتت رمزاً للعطاء من دون حساب، والإيمان حتى أعماق الروح.صاحب النص، والمخرج والقيّم على السينوغرافيا والمساهم في وضع الألحان جورج خباز... هو نفسه الفنان الذي يعرض حالياً على مسرح «شاتو تريانو» عمله الاجتماعي: «ناطرينو»، فيما كانت الصالات اللبنانية غصّت بالرواد الذين تدافعوا على مدى أشهر لمشاهدة الفيلم الذي كتب نصّه «غدي»... علماً أن الكثيرين ينتظرون فيلمه الدرامي المؤثر «وينن»، الذي وضع له السيناريو والحوار، وتحدّد شهر أكتوبر المقبل لعرضه الجماهيري في لبنان بعدما قدّم للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي الدولي.كل هذه الأجواء حتّمت التحدّث إلى الفنان خبّاز، انطلاقاً من شفافية وتأثير مسرحية «رفقا»، التي حيّرت النقاد والجمهور لأنها ليست من الخط الفني المهني المعروف عن الفنان خباز، ومع ذلك جاءت متقنة مؤثرة بعمق وأبكت قطاعاً واسعاً من الحضور الذي تقاطر لمشاهدتها على مسرح جامعة سيدة اللويزة - شرق بيروت - في العرض ما قبل الأخير. وعندما طرحت «الراي» هذا التساؤل على الفنان المتعدد الكارات الفنية أجاب: «أنا فنان أنقل إلى الناس ما أحس به. والمصادفة الجيدة أنني صادق. هذا أولاً. فيما تجيء باقي العناصر المتممة له من ثقافة، ومخزون تربوي إنساني، داعمة ومفعّلة لكل الأفكار المطروحة».• مسرحية: «رفقا»، لم تكن دينية بقدر ما كانت إنسانية؟- هذا الذي أردته من خلال فهمي العميق للأمور. فأنا مؤمن ولست متديناً، يعني رابطي بالآخر إنساني عميق يجعلني أتواصل مع الآخر على أساس من المودة والاحترام لكل المعتقدات والأديان. لذا تصلك المسرحية وتسكن أعماق قلبك لأنها أصلاً خاطبت قلبك.• مشاركة واسعة من الملحنين مرسيل خليفة، شربل روحانا، خالد مزنر، مارانا سعد، لوقا صقر وإيلي. ن. حردان، إضافة إلى مساهمتك أنت في التلحين؟- عمل كبير كهذا له متطلبات، ويحتاج إلى عناصر داعمة رافعة لكي يكون على مستوى الشخصية التي نتناولها. وما إن طرقنا باب الملحنين لم يعتذر أحد، وهذا يفرح ويشجعنا لاحقاً على أعمال كبيرة أخرى يساهم فيها الكبار من سادة وسيدات الفن.• إقبال كبير وعروض قليلة محدودة؟- المسرحية ليست تجارية. كان المطلوب تكريم هذه القديسة بعمل يليق بعطاءاتها. قدمنا بداية خمسة عروض، ثم ومع الطلبات الكثيرة عدنا وقدّمنا ثلاثة عروض. ويبدو أن هناك ضغطاً لعروض إضافية سنعمل على تلبيتها.• أنت تعرض «ناطرينو»، لكن هناك فيلمين شغلا الرواد في الفترة الأخيرة هما «غدي» عن ذوي الاحتياجات الخاصة، و«وينن» عن الذين اختفوا خلال الحرب. السينما تأخذ حيزاً جيداً من اهتمامك؟- الواقع أن ظروفاً مختلفة تحتّم نوع المنبر الفني الذي عليّ التعامل معه.• كأنك تستبعد التلفزيون من حساباتك؟- أعتقد أن التلفزيون قادر على الانتظار. الزمن حالياً متاح للسينما، وأنا أحترم هذا الفن كثيراً.• ألم تفكر بالتمثيل أكثر للسينما؟- أطللت في غدي. ولم يكن لي مكان مناسب في وينن. أنا أبحث الآن عن فيلم أضخّ فيه طاقة خاصة جداً مني، الواضح أن وقتاً سيمر قبل اتخاذ القرار.• من مراقبة ما يقدّم يتضح أن الكوميديا ليست بخير؟- كلام سليم. الكوميديا تحتاج إلى بيئة فنية حاضنة وتجارب تنافسية ذات مستوى.• زمنها اليوم أو غداً؟- بالإمكان إطلاقه في أي وقت شرط المضمون الفاعل والعميق.• هل من تحضيرات حالياً؟- لكن الأمور ما زالت في بدايتها. ومع تقدم الأيام نكشف المستور.