شجون

الحياة تزخر بالمواقف، والمواقف تتنوع فمنها حسن جميل يجعل الانسان يعمل عقله ويجتهد بالتفكير والتأمل.اذا استقر الذهن فإن العقل يصفو ويعمل على التفكير في ما يسعد البشرية ويعمل على تطور الامة وتقدمها وازدهارها.واذا ما هاجت العواصف وكثرت الاحداث وتطورت الحوادث فان مجالات الحياة تكون مضطربة ولا يقوى الانسان على التفكير في مجال الابداع، وما اكثر احداث الوقت وما اوسعها وما اسرع تطورها وتتابعها لان المرء يرى في هذه الايام مآسي كثيرة تبعث على الألم والحسرة.ربيع قذف الامة العربية فهاج في ربوعها وماج في اوساطها نتبدل النسيم الرقيق بعواصف دامية وتغير المطر بهطول الدم وتبدلت الابتسامات بوجوه يعلوها الحزن والاسى وتبدد الجمع واصبحت الفرقة وابتعدت البهجة وحلت صرخات الامهات واهات الفاقدين على مفقوديهم وكثر الجوع وانتشر المرضى وحلت المخيمات بدل البيوت الآمنة المستقرة.هذه نواتج الربيع العربي ونحن في هذه الديرة الحبيبة يلوحون بما يشابه ذلك الربيع انما نحن في ربيع حقيقي مستمر لابد وان تجتمع الامة على الحفاظ عليه ويعمل الجميع من اجل وحدة القلب واليد واللسان والتفكير وعدم تطاول البعض على البعض الآخر ورمي الاتهامات جزافا بغير وجه حق والمساس بالمؤسسات التي لا يجب الدنو منها لانها صرح شامخ والقضاء هو حجر الزاوية لجميع السلطات فهو مصان ومقدر من الجميع.ألم يحن الوقت لنفكر بهذه الارض وننبذ الانا ونحضن نحن ونفكر بأن نكون كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعى سائر الجسر بالسهر والحمى. وما اجمل ان تزول المواجهات والتحديات في مجال السلطتين التشريعية والتنفيذية.وان يفكر الجميع في اساليب التنمية والاولويات التي اخذ البرمان على عاتقه تنفيذها ولم نجد منها الا المؤتمرات واللجان وفرق العمل.وما اجمل ان نرى المؤسسات التنفيذية تضع برامج عمل وطرقاً تنفيذية للمشاريع التي اقرت وما احسن ان يتحد اعضاء البرلمان من اجل الرقابة والعمل على اجتثاث الصعوبات التي تواجه مسيرة الخير والتطور.وعسى ان يلهم الله الجميع القوة من اجل التهدئة ونبذ الخلافات والاتفاق على كلمة سواء من اجل رقي هذه الديرة في جميع المجالات وعلى كل الاصعدة وفي كل الاتجاهات حتى يستمر ربيعنا المعهود ونتنفس عبيره المفعم بنسائم التطور.عزيزي القارئ دعنا نقرأ قول الشاعر:أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاًمن الحسن حتى كاد ان يتكلماوقد نبه النوروز في غسق الدجىاوائل ورد كن بالأمس نوما