قبيلة بني هاجر إحدى أشهر القبائل في الجزيرة العربية، في الكرم لا يبارون، وفي الشجاعة لا يجارون، أجساد في روح واحدة، ومحاسنهم على الناس سائدة، مجالسهم بالفضائل عامرة، وخيراتهم بين العالمين غامرة، ألا فحي الله بني هاجر أولاد قحطان، ثبات المواقف إن اختلت الأركان:حن بني ضيغم عبيدة عريبين الجدودحن بني هاجر وقحطان ساس أركانهادق طبل الملعبة وعل صوته للصعودلين يذن الله أكبـر علـى شيطانهابنو هاجر في الكويتبنو هاجر ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: المخضبة، آل محمد، وآل يزيد، دخلوا مع أبناء عمومتهم بني هاجر بحكم انتمائهم إلى جد واحد، وهو منصور بن ضيغم بن منيف بن ضيغم العبيديوكانت منازل بني هاجر في سراة عبيدة، ولا زال بعض بني هاجر في منازلهم في سراة عبيدة إلى الآن.وقد نزح بنو هاجر من الجنوب (سراة عبيدة) إلى تثليث ثم بيشة، ومنهم جماعات حاضرة وبادية سكنوا أجزاء من نجد والأحساء، وهاجروا منها إلى بلدان الخليج ومنها الكويت.فمن أسر بني هاجر في الكويت المضف، وهم من فخذ الكلبة من آل محمد من بني هاجر، وقد ولد مضف جد الأسرة سنة 1820 م تقريباً، ثم نزح إلى البحرين ثم الكويت سنة 1839 م بعد حادثة الطاعون الشهيرة.ويعتبر مضف جد الأسرة السادس.ومنهم اليتامى من آل كليب من آل راشد من آل علي من آل محمد من بني هاجر، وقد نزحوا إلى الكويت من الجبيل، وتوفي جدهم في معركة الجهراء.ومنهم عائلة العصفور من فخذ آل جدي من آل محمد من بني هاجر، وهي من أقدم العوائل التي سكنت الفحيحيل، فقد قدم النوخذة راجح بن عصفور – رحمه الله - من شرق الجزيرة العربية إلى (أبو حليفة)، وكان عمره لا يتجاوز 16 سنة، وقد كان شاعراً ومن فرسان بني هاجر الذين لهم ذكر.ومنهم عائلة الزوير، وهم من فخذ آل جدي من آل محمد بني هاجر، وقد قطنت الحي الشرقي قديماً قبل قدومها إلى قرية الفحيحيل.وقد ظهر من العائلة رجال ذكروا في كتب التاريخ منهم النوخذة المرحوم حمد الزوير - رحمه الله المولود - سنة 1889 م.ولقبيلة الهاجري في الكويت تاريخ عريق، يصعب حصره هنا، وسأكتفي بإيراد وثيقة تملك لأحد أبنائهم مع دراسة لها، ولعلي آتي على الكرام الباقين في مقام آخر – بإذن الله.وللوثيقة ذكر في موقع (تاريخ الكويت) الذي يعد مجمعاً لباحثي التاريخ الكويتي، والمهتمين بالوثائق والمخطوطات، فلهم مني أعطر الشكر، وأبلغ الثناء، و«لا يشكر الله من لا يشكر الناس».وقد قابلت ما هو موجود فيه مع ما أخذته من معلومات من الأسرة أثناء زيارتي لهم، فكانت هذه الدراسة الموجزة.• نص الوثيقةالحمد الله سبحانه. جرا كما ذكر لديه وأنا العبد الفاني محمد بن عبد الله العدسانيالسبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد باع محمد بن عبد الله بن مديرس من حامل هذا الكتاب عبد العزيز بن محمد الهاجري وهو أيضا قد اشترى منه ما هو ملكه إلى حيث صدور هذا البيع منه وهو ابحرت (حرة) القلبان الكاينة في الشامية... وشرقا بحره بن نويبت وجنوبا المسيل بثمن قدره وعدده خمسة وثلاثون ريالاً، سلم الثمن بتمامه وكماله للمشتري المذكور بيد البايع المزبور بيعا صحيحا شرعيا وصارت القلبان المذكورة مالا وملكا لعبد العزيز المذكور يتصرف فيها بما شاء لئلا يخفا جرا وحرره في واحد ذو القعدة 1311 هـ.وشهد بذلك عبد الوهاب العدواني واحمد العدواني.قلبان الشامية إحدى روافد المياه في الكويتكانت الكويت تعاني من شح المياه في السابق، لذلك كانت قلبان (آبار) الشامية تعد رافداً من الروافد التي تتزود منها الكويت بالماء العذب، وكان منها ما يوقف على ابن السيل، ومن يمر بالشامية كالقوافل والبادية وغيرهم. وكان من أشهر قلبان الماء في منطقة الشامية قلبان عبد العزيز الهاجري الذي قدم إلى الكويت من ثادق المحمل سنة 1800 م تقريباً في عهد الشيخ جابر العيش.عوض عبد العزيز الهاجري جود بعضها من بعضولد الموحوم عوض ناصر عبد العزيز الهاجري في شرق في محلة المطران العام 1922 م، وقد ولد قبله من الأشقاء عبد العزيز وإبراهيم وعبد اللطيف وفهد وعبد الله وعبد المحسن ومحمد وجميعهم ماتوا صغاراً بسبب الأمراض المتفشية فى ذلك الوقت، ولما ولد سمي عوضا لعله يكون عوضاً عما فقد.وكان لأسرة الهاجري أعمال خيرية، ومواقف وطنية كثيرة، ومنها مساهمة المحسن الوجيه ناصر عبد العزيز الهاجري – رحمه الله - في بناء سور الكويت الثالث في عهد الشيخ سالم المبارك – رحمه الله، فقد تبرع ناصر الهاجري بأرضه التي أقيم عليها دروازة (بوابة) الشامية.ولما توفي ناصر الهاجري – رحمه الله – جاء الشيخ أحمد الجار الصباح – رحمه الله – معزياً وقال: «لا ننسى وقفة المرحوم في تبرعه بالأرض يوم بناء السور».وكان الشيخ عبد الله السالم الصباح – رحمه الله – يتردد على مزرعة عوض الهاجري في منطقة حولي يوم كانت أرضاً للمزارع ومتنزهاً لأهل الكويت.وكان هذا البيت ملتقى ومضيفاً للكويتيين ولجميع أبناء عائلة الهاجري الذين يأتون في بدايات العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي من ثادق إلى الكويت ومنهم إبراهيم ومحمد الناصر الهاجرى قبل أن يقيموا فيها بصورة دائمة ويستقروا بها بعد هذا التاريخ 1918 م.ويعد عبد العزيز محمد الهاجري جد عوض ناصر عبد العزيز الهاجري من أهل المشورة والحل والعقد بين رجالات الكويت، وهو مقرب جداً من الشيخ مبارك الكبير، وكان مقرباً من الملك عبد العزيز آل سعود أثناء وجوده في الكويت، وقد قام ابنه ناصر وابن عمه وصهره عبد الله الهاجري بمرافقة الملك عبد العزيز آل سعود لفتح الرياض العام 1901م بعد حرب الصريف.ولد عوض ناصر عبد العزيز الهاجري في منطقة شرق وعاش طفولته في حولي وانتقل في شبابه إلى المرقاب ثم سكن منطقة خيطان سنة 1956 م، حتى توفي بها – رحمه الله – سنة 1983 م، وله أولاد كرام فضلاء، ولهم ديوان عامر في منطقة الخالدية.ووالدة المرحوم عوض الهاجري هي المرحومة وضحه سعد المنير، فخاله هو المرحوم سالم سعد المنير عميد عائلة المنير السبيعي (أهل حولي)، وسعد ومحمد المنير مختارا منطقة مشرف هما ابنا خال عوض الهاجري.وللمرحوم عوض الهاجري شقيقتان هما وضحة الهاجري تزوجت من عبدالله يوسف الوقيان (البدع)، وشقيقته الأخرى شمة تزوجت من محمد سليمان السبيعي (الملوصى).وعبد الوهاب وأحمد العدواني شاهدا المبايعة هما صديقا عبد العزيز الهاجري وجدا شاعر النشيد الوطني أحمد مشاري العدواني – رحمهم الله – جميعاً.إبراهيم الهاجري... يد عليا حتى فارق الدنياومن أعيان أسرة الهاجري في الكويت المحسن إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم الهاجري، المولود في إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة العام 1323 هجري، الموافق للعام 1905 م، أحد رجال الجود والعطاء والمواقف الوطنية الخالدة في تاريخ الكويت.نال بفضل الله تعالى شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان بالسودان، تكريماً له وتقديراً لدوره الكبير في خدمة القرآن الكريم.وكان قد عمل في أول حياته في الأحساء بالمملكة العربية السعودية، ثم قدم إلى الكويت، وزاول بها بعض الأعمال التجارية.ساهم في العديد من المشاريع الخيرية والوطنية داخل وخارج الكويت، ومنها سور الكويت أيام حكم الشيخ سالم المبارك – رحمه الله.وبعد عمر – ناهز السادسة والثمانين عاماً - حافل بالبذل والعطاء والجود والسخاء، لقي المحسن إبراهيم ناصر الهاجري وجه ربه الكريم، في الثامن والعشرين من ديسمبر العام 1991م، الموافق 1412هجري. وكان قد أوصى – رحمه الله – ولديه يوسف وفيصل باستكمال مسيرته الخيرية من بعده، ومواصلة تنفيذ المشاريع الخيرية والإشراف عليها لتكون له صدقة جارية بإذن الله تعالى.رحمه الله رحمة واسعة وأجزل مثوبته، وتقبل صالح أعماله وادخرها في ميزان حسناته.