هل الاشتباكات الاولى من نوعها التي دارت بين الجيش اللبناني ومجموعة سوريّة مسلّحة في جرود عرسال هي وليدة «لحظتها» اي نتيجة المكمن الذي تعرضّت له دورية عسكرية لبنانية؟ ام انها بداية لتطور ميداني أكبر من ضمن تداعيات معركة القلمون وتسرُب مقاتلين الى المقلب اللبناني في البقاع الشمالي؟هذان السؤالان حضرا امس غداة الاشتباكات العنيفة التي استمرت لساعات عدة بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين في جرود عرسال والتي أسفرت عن إصابة 8 عسكريين لبنانيين بينهم ضابط بجروح، فيما ترددت معلومات عن مقتل نحو 17 مسلحاً سورياً، وإصابة آخرين بجروح.وأثارت «المعركة» التي اندلعت بعد تعرض دورية تابعة للواء السادس في الجيش إلى إطلاق نار من مسلحين في محلة الرهوة في جرود عرسال أثناء قيامها بمداهمة مقر يحوي عددا من السيارات المسروقة والمفخخة، مخاوف من انفجار الوضع في بلدة عرسال التي تبقى تحت المعاينة رغم انتهاء معركة القلمون، وسط اشارات الى ان الجيش السوري النظامي و«حزب الله» يعلقان اهمية كبرى على احكام الطوق على جرود هذه البلدة التي فرّ اليها عدد كبير من المقاتلين وذلك لإبقاء السيطرة محكمة على الحدود اللبنانية - السورية.وقد استعادت جرود عرسال هدوءها نهار امس بعدما سيطر الجيش اللبناني على الوضع عقب المواجهات التي دارت مع عدد كبير من المسلحين الذين استهدفوا الدورية العسكرية بأنواع عدة من الاسلحة، ما استدعى دعم الدورية بقوات إضافية من الفوج المجوقل واللواء الثاني قبل ان يباشر الجيش ملاحقة المسلحين حتى عمق جرود عرسال، حيث دارت اشتباكات عنيفة، شاركت فيها طوافتان للجيش عملتا على تمشيط المرتفعات والأماكن الوعرة. علماً ان المواجهات تخللها قصف الطيران الحربي السوري مواقع حدودية للمجموعات المسلحة.وفيما أفيد ان الجيش اللبناني أوقف أربعة مقاتلين سوريين، تردد ان المسلحين رفعوا أعلام «جبهة النصرة» على التلال التي انطلقوا منها علماً ان «لواء أحرار السنّة - بعلبك» تبنى عبر «تويتر» مسؤوليته عن نصب المكمن للجيش.