تقدر الاستخبارات الاسرائيلية بان نظام بشار الاسد في سورية يعمل على اخفاء قسم صغير من السلاح الكيماوي الذي في حوزته، في ظل تضليل الاسرة الدولية.وينضم هذا التقدير الى تقديرات مشابهة أطلقها في الاسابيع الاخيرة رجال استخبارات في الولايات المتحدة وفي بريطانيا. ومع ذلك، يعتقد جهاز الامن في اسرائيل بان الاسد لن يستخدم السلاح الكيماوي ضد اسرائيل.وقالت صحيفة «هآرتس» في تقرير مطول لها امس انه وصلت اخيرا الى الغرب معلومات استخبارية، تبدو ذات صدقية كبيرة تقول ان النظام أجرى محاولة للابقاء لنفسه على قدرة محدودة في حجمها من السلاح الكيماوي، على ما يبدو لغرض ردع منظمات المعارضة في الحرب الاهلية. وفي الشهرين الاخيرين وصلت ايضا عدة تقارير صدقية كبيرة عن أن النظام عاد واستخدم السلاح الكيماوي ضد المواطنين وضد الثوار في الاحياء التي تحت سيطرتهم. ووفق التقرير الاسرائيلي وخلافا للمذبحة في اغسطس الماضي في ريف دمشق، في المرات الاخيرة تم على ما يبدو استخدام لسلاح كيماوي شالٍ وليس مميتا. وفي عدة مناطق في سورية افيد بان سلاح الجو السوري يلقي بقنابل الكلور على مناطق مأهولة لتهريب الثوار منها.وترى اسرائيل في استخدام هذه القنابل دليلا على صعوبة شن هجمات برية من جانب النظام ضد الثوار واختياره وسائل سهلة نسبيا، مثل القاء القنابل من الطائرات واطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية.ورغم كثرة الانباء عن استخدام السلاح الكيماوي، لا توجد في جهاز الامن في اسرائيل في هذه المرحلة نية لالغاء القرار بتجميد انتاج وتوزيع الكمامات على المواطنين.وتعتقد الاستخبارات الاسرائيلية بان ليس لنظام الاسد مصلحة في المواجهة مع اسرائيل، وبالتأكيد ليس في اجتياز خط أحمر واضح كهذا مثل استخدام السلاح الكيماوي ضدها. كما أنه لم يصدر حتى اليوم اي دليل عن أن سورية تنقل لـ «حزب الله» سلاحا كيماويا، مع أن نظام الاسد يواصل محاولة نقل اسلحة متطورة أخرى الى المنظمة اللبنانية بما فيها صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ شاطيء – بحر.واعترف ضابط عسكري كبير هذا الاسبوع في حديث مع «هآرتس» بان «اسرة الاستخبارات عدلت تقديراتها بالنسبة لفرص بقاء نظام الاسد، مقارنة بالتقديرات التي طرحت قبل نحو سنتين وكأن نهاية النظام قريبة».وعلى حد قوله، فان النظام بالفعل يبدو مستقرا اكثر مما كان قبل سنة، وفي مناطق عديدة نجح في وقف تقدم الثوار، بفضل المساعدة من ايران، و»حزب الله» وروسيا.واضاف الضابط بانه خلافا للوضع الذي ساد قبل سنة أو سنتين، لم يعد جهاز الامن الاسرائيلي يرى في اسقاط النظام في دمشق تطورا ايجابيا بالضرورة من ناحية اسرائيل، وذلك ايضا لان من الواضح بانه اذا ما اسقط الاسد، فستكون المحافل السائدة في أوساط الثوار هي منظمات اسلامية متطرفة يتماثل بعضها مع «القاعدة».وعلى حد قول المسؤول، فان من «الواضح أنه من ناحية ميزان الردع، اسهل أكثر حين يكون هناك عنوان مرتب في دمشق للتعامل معه، وليس فوضى عصابات على نمط الصومال».وصرح عضو لجنة الخارجية والامن في الكنيست النائب نحمان شاي من حزب العمل، بان المعلومات الجديدة عن القدرة القليلة من مخزون السلاح الكيماوي في سورية «تدل كم كان متعجلا وعديم المسؤولية قرار جهاز الامن وقف توزيع الكمامات واغلاق خط انتاجها». وقال: «نتوقع أن تقول محكمة العدل العليا قريبا كلمتها في هذا الموضوع المهم والحساس، وتأمر جهاز الامن بالتراجع على عجل عن قراره المغلوط».

لندن قلقة من استخدام «الكيماوي» وتطالب بتحقيق

لندن - يو بي آي - أعرب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، امس عن قلق حكومة بلاده إزاء التقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، ودعا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الى التحقق من ذلك على وجه السرعة بعد اعلانها عن ارسال بعثة إلى هناك للتحقيق في مزاعم استعمال هذه الأسلحة ضد المدنيين.وقال هيغ إن المملكة المتحدة «دفعت بقوة من أجل تأمين تحقيق وتحثّ المنظمة على تنفيذ تفويضها على نحو عاجل، بعد التقارير المقززة عن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى في سورية مما وضع المزيد من البؤس على شعبها». واعتبر أن الوقت هو «جوهر المسألة في تحديد الحقائق الكاملة»، مشدداً على ضرورة «اعطاء بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حق الوصول الكامل إلى جميع المواقع في سورية، والسماح لها باجراء تحقيقاتها من دون أي تدخل أو تأخير».وأكد وزير الخارجية البريطاني بأن بلاده «ستقدم دعماً قوياً للمنظمة، بما في ذلك أي مساعدة تحتاج لها بعثتها من أجل تزويد العالم بالحقيقة الكاملة حول هذه المزاعم المروعة».