الأيام تتداول بين الناس وتتخللها كثير من المواقف وهي تختلف في أشكالها وألوانها وأهدافها ومبتغياتها، فيوم يكون هادئاً ومستقراً تعمد النفس فيه إلى التفكير والتمحيص واستخلاص الحقائق بهدوء وروية، ويوم يكون عاصفا وريحه عالية ومورها عاتية كأنه البحر اللجي تتقاذف أمواجه كالجبال العالية لا تستقر فيه النفس ولا تأوى إلى التفكير ولا تقوى على استنباط الحقائق ووضع الحلول الناجعة لما يعتريها من عقبات وصعوبات وأهوال.وكثيرة هي أهوال الأيام وعواصفها فإذا انتهينا من قضية حلت قضية أخرى والناس منشغلون لا يكاد أحدهم أن ينتهي من قضية إلا حلت أخرى وهكذا والأمم تتحرك نحو التطور والرقي وتضع خلافاتها وشجارها وأهواءها وراءها وتنظر إلى المستقبل وتعمل من أجل تطور الأمة وارتقائها وحل كلما يعتري سبيل هذا التطور من عقبة بالتفكير ووضع القوانين التي تعمل على التطور وايجاد لوائح تنفيذية لهذه القوانين في مؤسسات الدولة دون تركها واقفة لا مكان لها على أرض الواقع.عزيزي القارئ لعل قضيتنا في هذا اليوم هي قضية سوق الأوراق المالية هذا السوق، الذي تعصف به الأهوال والأمزجة فترى جميع مؤشراته تتذبذب وتتراجع وترى آراء المحللين تتضارب وتختلف، وكلما أتت قضية هوى السوق وإذا زالت استمر في النزول وإذا ارتفعت أسواق المال العالمية فإن سوقنا يهوي وإذا هوت تلك الأسواق فإن البورصة تشاركها في الانخفاض وتكون لها صديقة في ذلك اليوم.وترى شركات في قمة الارتفاع فإذا هي تصبح أوراقا لا تسمن ولا تغني من جوع وترى شركات في طريقها إلى الصعود وتأتي أنباء عن خسارتها فتهوي ثم يُقال بأن هذه المعلومات هي غير صحيحة فترتفع أسهم هذه الشركة والناس أصبحوا كالقناصة كل يقتنص في الوقت المناسب، وأصبحت البورصة كأنها بحر تقتنص السمكة الكبرى الصغار أو الغابة التي يفترس أسدها من يقوى على افتراسه والجميع ينشد التنمية الاقتصادية والبرلمان يفكر في استصدار مشروعات القوانين التي ترمي الى إصلاح البورصة وتتأجل تلك القوانين ولا تزال المصارعة تشتعل في أوساط السوق وهو يهوي والأسواق الخليجية تصعد والحكومة الإلكترونية تأخذ سبيلها في دول سبقناها، ونحن لا نقتفي أثرها ولم نزل في محيط الدورة المستندية الرتيبة التي تعمل على تعطل الأعمال وتقهقر المسيرة التنموية.عزيزي القارئ ما لنا في هذا الصدد إلا أن نقرأ أبياتاً من قصيدة العم المتألق الأديب/ علي يوسف المتروك حيث يقول:نحن شعب له ماض يلوذ بهِلما مخرنا عباب البحر بالسفنوقد بنينا حما فاضت مآثرهتقوده صفوة سارت على السننفانهض فديتك تجل الهم عن مهجنٍكحاتم الطي أو سيف بن ذي يزن
مقالات
سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
رنق من نماين اليوم
11:17 ص