لا يمكن القول إلا أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها فيلم «حلاوة روح» للنجمة اللبنانية هيفاء وهبي فيها الكثير من الاستهجان وتدعو الى الاستغراب، خصوصاً ان هناك فنانين قدموا في أفلامهم مشاهد أكثر سخونة وجرأة ودعوا الى وقف عرض الفيلم تحت ذريعة أنه يتضمن الكثير من المشاهد الجريئة كما فعل محمد صبحي وعزت العلايلي، ولا يمكن الا التوقف ايضاً عند موقف آثار الحكيم التي وصل بها الامر إلى اهانة وتحقير المجتمع اللبناني بأكمله، نساء ورجالاً، حيت اعتبرت ان العري الذي تقدمه هيفاء وهبي في الفيلم هو صورة عن عري المجتمع اللبناني.«الراي» اتصلت بالناقد المصري طارق الشناوي، وسألته بداية عن رأيه بالهجمة على فيلم «حلاوة روح»، فأجاب: «انا ادافع عن حق الفيلم في العرض مهما كان مستواه فليست القصة أننا بصدد تحفة فنية، ولكن نحن نواجه دولة تحاول فرض رأيها ومثقفين يبيعون آراءهم ويتنكّرون لتاريخهم في أفلام مماثلة ومشاهد أكثر جرأة لإرضاء الدولة. مثلاً عُرضت اخيراً أفلام تمت إجازة عرضها، مع أن فيها علاقات سحاقية وشذوذاً وزنا محارم ولم يحدث شيء من هذا القبيل، ومن بينها فيلما «أحاسيس» و«بدون رقابة»، كما ان فيلم «حين ميسرة» فيه الكثير من تلك المشاهد بل أكثر، بينما فيلم «حلاوة روح» لا يوجد فيه سحاق ولا زنا محارم ولا شذوذ». وعن موقفه من الممثلين الذين يطالبون بوقف عرض «حلاوة روح»، أجاب الشناوي: «الامر ليس مقتصراً على الممثلين فقط ولكن هناك ايضاً المثقفون الذين حضروا اجتماع رئيس الوزراء ولم يتكلموا أو يدافعوا عن حق الفنان في التعبير من دون وصاية الدولة».ونسأله: هل يحق لمَن قدموا مشاهد ساخنة في افلامهم ان يطالبوا بمنع فيلم تحت ذريعة انه يتضمن مشاهد ساخنة؟ أجاب الشناوي: «حتى لو لم يقدموا مشاهد ساخنة لا يحق لأحد ان ينتقد عملاً درامياً. بالطبع لا يحق لعزت العلايلي الذي قدم فيلماً اسمه (ذئاب لا تأكل اللحم) مع ناهد شريف وفيه الكثير من مشاهد العريّ ان يعطي رأيه بفيلم (حلاوة روح) بمثل تلك الطريقة، وأؤكد انه مفروض على الفنان، حتى مَن يقدم أدواراً متحفظة، ألاّ يهاجم الفيلم».وفسّر الشناوي الحملة على هيفاء، قائلاً: أتصوّر انها معادلة هيفاء والسبكي وليس هيفاء فقط، لان المنتج محمد السبكي كثيراً ما يُهاجم باعتباره يقدم افلاماً رديئة، عدا عن أنه يوجد في الفيلم أيضاً سعد الصغير وهكذا اصبح الهجوم مزدوجاً. ولا أنكر أيضاً ان هناك فنانين مصريين يرددون «جحا أحق بلحم ثوره» وهذا يعني أنهم الاولى أكثر من غيرهم في أي عمل فني مصري. ويمكن أيضاً إضافة الصورة الذهنية عن هيفاء بأنها أنثى على عكس نانسي عجرم التي لا تثير أي مشاعر من هذا القبيل لدى الرأي العام، ولو هي (نانسي) غنت «بوس الواوا» لاعتبروها أغنية بريئة ولكن لأن هيفاء هي التي غنتها فإنهم يضيفون من عندهم تفسيرات أخرى للـ «واوا».وهل يتوقع الشناوي إعادة الفيلم الى الصالات؟ يجيب: «طبعاً وأقصى ما يمكن ان تفعله الدولة هو حذف كلمة او مشهد منه حتى لا تقع في الإحراج وهذا الامر سيحصل خلال الأيام القليلة المقبلة».وعن رأيه بردّ هيفاء على آثار الحكيم وقولها لها «لا تلوميني اذا كان فنك صار مع الآثار والاطلال»، علق الشناوي قائلاً: «رد هيفاء فيه سخرية مهذبة ولكنه يؤدي الغرض. في كل الأحوال الدولة هي التي وقعت في المأزق، فهي ستعرض الفيلم وفي الوقت نفسه ستحاول حفظ ماء وجه الحكومة. وبالتأكيد حصل الفيلم على دعاية مجانية، وانا كتبتُ قبل اسبوع ان ابراهيم محلب منح هيفاء وهبي (قبلة الحياة)، ويقال في المصري (جاء يكحلها عماها) ولا شك ان الناس سيتهافتون على الفيلم بسبب رعونة الحكومة، لأن الدولة عندما ارادت محاربة الفيلم صنعت منه بطلاً وساهمت بترويجه».
فنون - سينما
«ردّ هيفاء وهبي على آثار الحكيم فيه سخرية مهذبة ولكنه يؤدي الغرض»
طارق الشناوي لـ «الراي»: عزت العلايلي قدم «ذئاب لا تأكل اللحم» ولا يحق له أن يعطي رأيه في «حلاوة روح»
12:12 ص