«كلما فكّر السينمائيون وأطلقوا تصورات جديدة، عليكم الخوف وتوقع ترجمتها ميدانياً»... الكلام لوزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر الذي كان مفتوناً بسلسلة «حرب النجوم» لجورج لوكاس، وقال عنها: «لقد سبقت مشروعنا ضد السوفيات، توقعت المنافسة معهم على الكواكب».ومن هنا تجيء الفكرة التي طرحها فيلم «Divergent» للمخرج نيل بيرغر، عن رواية شيقة لفيرونيكا روث، وضع لها السيناريو إيفان دوغرتي، وفانيسا تايلور.يتحدث الفيلم عن حرب كونية مدمرة لم تترك خلفها سوى مجموعات قليلة من البشر، وجدوا أنفسهم فجأة، موزعين تحت خمسة مسميات أبرزها: الشجعان، وهؤلاء يحظون بالدعم من جميع الأطياف الأخرى، لأنهم لا يتركون مجالاً للرعاع بالعبث في أمن وسلامة الناس، لكن السؤال: هل القيمون على هذه الجماعة منزّهون عن الأخطاء والنوايا السلبية ضد بعضهم البعض، وضد الآخرين؟ليكون الجواب: إنها الحرب الخفية المستترة تحت الرماد بين العناصر المشرفين ميدانياً على التجنيد والإعداد واختيار الأفضل للمكان المناسب، هنا ينكشف الكثير من الخبايا مع وجود قيادة شرسة لا ترى أمامها إلا الدمار، ولواؤها معقود لإمرأة عنيدة لا ترحم ولا تريد التصالح مع الباقين في الأجزاء الأربعة الأخرى، بل ترغب ببساطة في التخلص منهم جميعاً بحيث يحيا الباقون وهم قلة في راحة واكتفاء وبحبوحة، وإذا بهذا المشروع يصطدم بواقع فرضته الصبية الجميلة والمعجبة بـ: الشجعان، تريس (تلعب الدور الممثلة شايلين وودلي) التي تتحمل مشقة الاختبارات التي مرّت بها رغبة في الفوز أخيراً بعضوية الشجعان.حب هادئ ينشأ بين تريس وفور (ثيو جيمس) المسؤول عن امتحانها ورفع تقرير يفيد بصلاحيتها أم لا، للانضمام إلى الشجعان، وتخترق الأحداث جانين (كيت وينسليت) التي حقنت «فور» بعقار يلغي ذاكرته ويجعله أسير أوامرها إلى أن يصحو بعد تدمير الكثير من الأجهزة من حوله، مستعيداً توازنه ودماغه بفضل لمسات الحب من تريس، التي تقضي على «جانين» التي تؤديها وينسليت كضيفة شرف تماماً مثل حضور آشلي جود في دور ناتالي والدة تربس والتي تقضي وهي تحمي ابنتها من الرصاص خلال مطاردة المسلحين لها. أما المؤثرات الخاصة والمشهدية فقادها الخبيران إريك فرازييه، و جيم بيرني.