وضعت دعوة مجلس النواب اللبناني الى عقد الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 ابريل الجاري فريق 14 آذار خصوصاً في «عين العاصفة» الرئاسية من دون ان يُسقِط ذلك ايضاً حراجة الموقف المتعلّق بترشيح زعيم «التيار الوطني الحرّ» النائب العماد ميشال عون من جانب فريق 8 آذار.ذلك انه على بُعد الأيام القليلة الفاصلة عن الأربعاء المقبل، بات فريق 14 آذار امام ساعة حاسمة سيتوجب عليه فيها اتخاذ الخيار الصعب بين 4 من مرشحيه ولكن بصورة خاصة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اعلن برنامجه الرئاسي اول من امس ورئيس حزب الكتائب امين الجميل الذي قرر إعلان ترشحه في اليومين المقبلين.واكتسب قرار الجميل بُعداً حاراً في سياق السباق الرئاسي مع جعجع تحديدا اذ جاء عقب ساعات قليلة من الاحتفال الذي اقيم في مقر «القوات اللبنانية» في معراب واعلان جعجع برنامجه الانتخابي والذي تلته حركة مواكب سيارات كثيفة لأنصاره في العديد من المناطق احتفالاً بترشحه. واذ انبرت قيادة «الكتائب» الى تسريب أنباء عن لقاء ليلي عقدته وقررت فيه المضي في ترشيح الجميل، فان ذلك سيضع فريق 14 آذار امام ايام مصيرية اذ كانت كل المؤشرات قبل هذا المعطى الجديد تشير الى ان «كتلة المستقبل» (الرئيس سعد الحريري) تسير في اتجاه التوافق مع حلفائها على الذهاب الى الجلسة الانتخابية الاربعاء بقرار تأييد جعجع، ولكن الامر اكتسب بُعداً معقدا جديدا بعد انطلاق الجميل في الإعداد لاعلان ترشيحه قبل جلسة الاربعاء.وفي المقابل بدا وضْع المرشح الاول المحتمل المنافس لمرشحي 14 آذار اي العماد عون، شديد الالتباس في ظل تطوّر رسم علامات شكوك واسعة في علاقته مع حلفائه في 8 آذار ولا سيما منهم الثنائي الشيعي «حزب الله» و«امل». ذلك ان الصفقة التي عقدها التيار العوني مع كتلة 14 آذار قبل يومين وادت الى اطاحة مشروع سلسلة الرتب والرواتب ادت الى إحداث صدمة لدى الثنائي الشيعي خصوصاً الذي خرج خاسراً من معركة السلسلة التي وضع كل ثقله لفرضها اساساً بالتوافق مع تكتل عون ومن ثم تعرض للهزيمة بفعل انقلاب عون عليها في اللحظة الاخيرة. وللمرة الاولى بدأ الفريق الشيعي يطلق إشارات مبطّنة هي اقرب الى الرسائل الى عون عن مدى استغلاله المعركة الرئاسية للانقلاب على تعهداته الكبيرة ولو ان الأمر لم يبلغ بعد حدود اتخاذ اي موقف سلبي من ترشحه.ومع ان بعض الاوساط في 14 آذار وسواها لا تستبعد ان يكون الامر على سبيل تقوية موقع عون باصطناع وجود حالة جفاء بينه وبين حلفائه سعياً الى تعزيز موقعه التنافسي، فان لا مؤشرات ملموسة بعد الى ما يعتزم عون القيام به الاربعاء المقبل ترشحاً او حفاظاً على التريث وترك الأنظار مركزة على مأزق سواه من المرشحين.وفي اي حال، يبدو من الواضح ان السباق الرئاسي فُتح على الغارب ولكن وسط أجواء شديدة الضبابية والغموض لا يمكن معها اطلاقاً رسم السيناريوات المسبقة لمجريات جلسة 23 الجاري. ولعل الايام القليلة المقبلة قد تحمل القليل مما يمكن ان يبدد هذا الغموض لا على سبيل توقُّع شخص الرئيس العتيد بطبيعة الحال والذي لا يزال مستبعداً تماماً انتخابه في هذه الجلسة، بل على صعيد رصد المواقف السياسية والنيابية لتأمين النصاب الدستوري للجلسة الذي يوجب حضور 86 نائباً هم ثلثا اعضاء البرلمان. ذلك ان النصاب يشكل السلاح الاقوى لكل فئة راغبة في تعطيل الجلسة اذا لم تتوافر الظروف المؤاتية لمرشّحها او اذا انتفت الظروف التوافقية لانتخاب شخصية مقبولة من الغالبية.وفي حالة جلسة الاربعاء لا شيء يضمن بعد، في انتظار ما تحمله تطورات الايام الفاصلة عنها، ان يتأمن النصاب اولاً. وفي حالة تأمينه فان اي مرشح لن يحصل على غالبية الثلثين في الدورة الاولى كما يفرضها الدستور كما انه يُستبعد تماماً ان يحصل اي مرشح على اكثرية النصف زائد واحد في الدورة الثانية في الجلسة نفسها او التي قد تليها ما دام لا توافق داخلياً وخارجياً بعد على الرئيس التوافقي. وتبعا لذلك فان ثمة احتمالات ثلاثة لسيناريو جلسة الاربعاء:* انعقاد الجلسة بنصاب الثلثين وعدم نيل اي مرشح الغالبية المطلوبة بما يدفع رئاسة البرلمان الى رفع الجلسة الى موعد اخر في الثلث الاول من مايو عله يبلور توافقاً على مرشح توافقي وهو الامر الذي قد يُسقِط مرشحي فئة الزعماء السياسيين.* عدم تأمين النصاب الدستوري وتحديد موعد آخر لا يكون بعيداً جداً عن الموعد الاول.* حصول مفاجأة غير متوقعة خلال الجلسة تسقط الانطباعات السائدة على نطاق واسع من استبعاد حصول انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية.وتميل معظم الاوساط المعنية في هذا السياق الى ترجيح احد الاحتمالين الاولين فيما تستبعد تماماً الاحتمال الثالث.وغداة اعلان جعجع برنامج الرئاسي، استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان النائبين في كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا وجوزف معلوف اللذين قدما اليه نسخة عن البرنامج، علماً ان جعجع كان تلقى اتصالاً من سليمان هنأهُ خلاله على اعلان ترشيحه للرئاسة وعلى برنامجه الرئاسي ونوّه بما تضمنهُ «من بنود ورؤية واضحة لجمهورية قوية».
خارجيات
سليمان هنّأ جعجع على برنامجه الرئاسي وما تضمّنهُ «من بنود ورؤية واضحة لجمهورية قوية»
جلسة 23 أبريل الرئاسية تضع «14» و «8 آذار» أمام «ساعة الحقيقة»
09:57 م